المحتوى الرئيسى

القائد والجندي: فيرينتس بوشكاش الذي كان بطلاً في جبهتين - Goal.com

03/31 14:10

إلى اليوم يعيش اسمه في جائزة بوشكاش التي يُقدمها الاتحاد الدولي "فيفا" سنوياً لأفضل هدف في العام، وهو بنفسه تسلم الكثير منها. في تلك المباراة التاريخية على ملعب ويمبلي عام 1953، أطلق فيرينتس بوشكاش العنان لنفسه وصنع المجد مرة أخرى بتسديد الكرة في الشباك في الزاوية القريبة، مُحرزاً هدفاً رائعاً منح المجر التقدم 3/1 في المباراة التي انتهت بنتيجة 6-3، ليترك بيلي رايت في حسرة كبيرة، وهكذا تفوق بوشكاش على الجميع بقسوته وإبداعه.تم إلغاء مسار بوشكاش ورفاقه كي يُهيمن الجيش على المشهد المحلي بعد فرض سيطرته على فريق كيسبيست عام 1949، عندما كانت المجر تابعة للنظام السوفيتي، وتم إعادة تسمية الفريق لهونفيند."إنني لم أكن أبداً شخصاً ملتزم فكرياً"، رقم 10 الأسطوري كتب في بوشكاش عن بوشكاش "كذلك لم يكن كل اهتمامي بالسياسة. كنت داخل عالم كرة القدم الصغير الخاص بي، وكنت حريصاً على اللعب والتدريب وقيادة حياة أسرية سعيدة".في ذلك التوقيت، مدرب المنتخب المجري "جوستاف سيباس" كان قد انتقى واختار لاعبين من فريق هونفيند وفريق الشرطة السرية "MTK" للمنتخب الوطني، حيث كان هونفيند مكتظاً بالاعبين الدوليين مثل "بوشكاش" وشريك رحلة الكفاح "جوزيف بوزسيك"، ومعهما "زولتان سزيبور وساندرو كوسيس"، بينما شارة القيادة، ذهبت للاعب " MTK" ناندور هيديكوتي.سيباس، المبدع التكتيكي الكبير الذي يجهر بشيوعيته، استخدم هذا الأمر لخدمة مصلحته، ووضع الكثير من الاستراتيجيات لتنفيذ العمل بشكل جماعي في المنتخب الوطني."إن تطوير استراتيجية العمق والوسط الأمامي في طريقة 4-2-4 مع وجود هيديكوتي في مركز لاعب الوسط المحوري، كانت رائعة بالنسبة لنا"، وأضاف بوشكاش "هيديكوتي كان لاعباً عظيماً وقارئ رائع للعب".تحت قيادة سيباس، تفوق بوشكاش رفقة زملائه الذين كانوا من الطراز العالمي، وحقق المنتخب سلسلة من الانتصارات التي شملت الفوز بدوري الألعاب الأولمبية عام 1952، بالإضافة إلى الفوز التاريخي الذي تحقق على حساب إنجلترا على ملعب ويمبلي بنتيجة 6-3 عام 1953.ولفهم ماذا كان يعني الانتصار بالنسبة للشعب المجري، يجب فهم ما حدث في المجر منذ عام 1949، حيث قال حارس المرمى جيولا جروسيكس "كنا نعيش في ظل نظام راديكالي للغاية، حيث كان يستخدم ذلك النظام العديد من الأسلحة لترهيب الناس وفرض حكمه ورؤيته علينا"."على الرغم من أن السلطات قامت باحتكار نجاحنا سعياً وراء أهداف شخصية، إلا أن مجموعة من الناس، تم إطلاق سراحها بسبب 90 دقيقة في لعبة كرة القدم".مع اقتراب موعد نهائيات كأس العالم 1954 في سويسرا، صبت التوقعات في مصلحة بوشكاش والمنتخب المجري، خاصة الجماهير المحلية التي كانت لديها معلومات محدودة عن المنتخبات المنافسة، وبمنتهى السهولة نجح المنتخب المجري في قمع ألمانيا بنتيجة 8-3 في مرحلة المجموعات، لكن بوشكاش تعرض لإصابة في كاحله، وعلى إثرها غاب عن مباراتي ربع ونصف النهائي أمام البرازيل وأوروجواي.وعاد بوشكاش مرة أخرى للمشاركة ضد ألمانيا في المباراة النهائية، وحسناً فعل بمنح منتخبه الأسبقية بإحراز أولى الأهداف بعد مرور ست دقائق فقط، ولكن ألمانيا قلبت تأخرها إلى انتصار بنتيجة 3-2، وكان بوشكاش قد سجل هدفاً في وقت متأخر، إلا أن الحكم رفض احتسابه بداعي التسلل.وقال بوشكاش عن هدفه الأبيض "لم أستطع أن أصدق قرار التسلل ولم يستطع ملايين آخرين عندما رأوا ذلك، كان يُمكن أن أقتله، وكانت تلك اللحظات هي الأسوأ في مسيرتي بأكملها، وحقاً شعرنا بتعب ومرض بسبب هذا الموضوع".عاد المنتخب المجري إلى الوطن لمواجهة غضب الجماهير غير المتعاطفة مع بوشكاش الذي كان كبش الفداء، وعلى الرغم من أن المجر استعادة مستواها، لكن النجم الكبير تعرض لكثير من السخرية في المباريات التي خاضها فريقه خارج ملعبه، ومع منتخب بلاده، لم يَعد يحظى بنفس الاحترام كما كان قبل المونديال.وعن هذا الهجوم قال بوشكاش "المنتخب لا يستحق ما حدث في المجر فور عودتنا، البلد كانت في جنازة والجميع كان يبحث عن أي شخص لإلقاء اللوم عليه، وفي الشوارع الناس كانت تتطلع إلى وجهي كما لو كنت من أنواع المرض ".عندما بدأت ثورت أكتوبر من عام 1956، كان فريق هونفيند في الخارج لارتباطه ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي، ولعب ضد بلباو على نتيجة التعادل واعتبرت غير آمنة للعودة قبل أن يتم تقديم ضمانات لسلامة اللاعبين وأسرهم.وقال بوشكاش "لم يكن لدي أي فكرة عما كان يُطبخ في المجر عام 1956، قد يبدو هذا أمراً لا يُصدق، ولكن نحن كلاعبين من المفترض أن نعيش حياة كريمة، كنا نعيش داخل عالمنا الخاص لنحمي أنفسنا العالم العادي، وبالتأكيد الناس العاديين كانوا على علم بأن شيئاً ما سيحدث، ولكن نحن لم نكن طبيعيين".فريق هونفيند خاض مباراة الإياب في بروكسيل، والعديد من لاعبي الفريق فضلوا الذهاب إلى المنزل لخوفهم من رد فعل الشارع، وعوضاً عن ذلك، قررا لعب المباريات الودية المربحة بما في ذلك جولة إلى أمريكا اللاتينية، الأمر الذي ترتب عليه حظر اللاعبين من قبل الاتحاد المجري وكذلك من الاتحاد الدولي "فيفا"زوعن هذه القضية قال بوشكاش "قلنا لمدرب المنتخب سيباس لا توجد لدينا نقاط ومن الأفضل أن نعود إلى الوطن لمواجهة إطلاق النار المنتشر في الشوارع، فنحن كنا نريد الحفاظ على لعب كرة القدم، وفي الوقت ذاته، كنا نعلم أن برنامج الدوري توقف ولن يبدأ قبل حلول فصل الربيع". "جهات مختلفة أرسلت لنا وفداً من بودابست ليلتقي بنا، وعُقدت المحاكمة في فيينا، وقيل لنا علينا أن نعود إلى المجر لمواجعة مختلف العقوبات، وبالنسبة لي كقائداً للفريق، كان العقاب الأكثر قوة يُحضر لي، وعلمت بعد ذلك أنه كان من المُقرر منع من ممارسة لعب كرة القدم لمدة 18 شهراً". رحل بوشكاش إلى إيطاليا على أمل الحصول على عقد هناك، ولكنه وجد صعوبة للتوقيع للإنتر بسبب الحظر المفروض عليه، وبالنسبة لمانشستر يونايتد، فكان يُعاني من كارثة هلاك فريقه من حادث تحطم الطائرة في ميونخ عام 1958، بالفعل جرت محاولت للتوقيع مع كوسيس، سيزبور وبشكاش، لكن الصفقة تعقدت بسبب الروتين الحكومي.بدلاً من ذلك، وبمساعدة السكرير المالي لهونفيند "إيميل أوستريكير"، تم ترتيب اجتماع مع ريال مدريد "سانتياجو بيرنابيو"، ونجح بوشكاش في الحصول على عقداً مع النادي الذي كان يجري بناؤه في العصر الحديث ليكون من العظماء حتى وقتنا هذا، وبفضل عمل رئيسه العظيم.وقال بوشكاش "لهذا كنت هناك في مدريد وأجريت محادثة غريبة جداً مع الرئيس بيرنابيو، في نهاية اللقاء رفعت ذراعي وأشرت إليه قائلاً..اسمع..إن كل شيء جيد ولكن هل نظرت إلى وجهي؟ أنا أزيد 18 كيلو جرامات عن وزني الطبيعي"، فأجاب بيرنابيو "هذه ليست مشكلتي، هذه لك"، "صحيح كنت لاعباً في ريال مدريد، ولكن ما كان هناك لاعباً ثقيلاً نوعاً ما".وأصاب بوشكاش المسؤولين والجماهير في ريال مدريد بالحيرة والذهول في أيامه الأولى مع الفريق بسبب وزنه الزائد، فضلاً عن افتقاره للسرعة كون الريال تعاقد معه بعد أن تخطى عامه الـ31.برغم من الشكوك حول نجاحه مع الريال، إلا أنه نجح في عمل شراكة فريدو من نوعها مع ألفريدو دي ستيفانو، ونجح هذا الثنائي في قيادة ريال مدريد لاجتياح أوروبا، حيث فاز الفريق بخمسة كؤوس أوروبية على التوالي، وذلك بفضل إبداعات الثنائي بوشكاش ودي ستيفانو.المدرب لويس كارنيليجا، كان قد أبعد بوشكاش عن نهائي البطولة الأوروبية ضد ريميس، لكن سرعان ما فرض نفسه على التشكيلة مرة أخرى، ونجح في الرد بقوة بالحصول على جائزة أفضل هداف في إسبانيا أربع مرات، وساهم في الحصول الفريق على خمسة ألقاب للدوري وكأس انتركونتيننتال، ويُعتبر نهائي كأس أوروبا عام 1960 في هامبدن بارك أفضل لحظة للفريق، وبسيناريو مشابه للفوز العريض الذي حققته المجر على إنجلترا قبل سبع سنوات من ذلك التاريخ، نجح بوشكاش في تسجيل أربعة أهداف في المباراة النهائية ضد اينتراخت فرانكفورت، بالإضافة إلى هاتريك لشريكه دي ستيفانو، وفي الأخير انتهت المباراة بسباعية مقابل ثلاث.ومن أقوال بوشكاش " أنا فخور جدًا بالاستمرار في اللعب حتى سن متقدم فوصلت الـ 40 ، وخصوصًا عندما اتذكر أن الكثير كتب عن انتهائي قبل عقد من الزمن"كان لبوشكاش مسيرتين وكلاهما تستحق ضمه في قاعة مشاهير Goal، فيمكن وصف المنتخب المجري من أوائل وإلى منتصف حقبة التسعينات، بأنه من أفضل المنتخبات العالمية في تلك الفترة، بينما فريق ريال مدريد في الجزء الثاني من ذلك العقد، كان قد بدأ في فرض سطوته على الملاعب الأوروبية، وبوشكاش وجد نفسه في كلا الطريقين، رغم صعوبة الظروف التي واجهها.في البداية كان مُدللاً ويُحتفل به في وطنه، وكان بوشكاش نوعاً ما بمثابة المقامرة حين تعاقد معه ريال مدريد. ووقته مع المجر ومع ناديه هونفيد أظهر قدرته الهائلة على القيادة من الخنادق، فهو كان القائد لفريقه ولمنتخبه، في حين أن انتقاله لصفوف ريال مدريد كشف عن عزمه وقيمته التي كانت من المفترض أن تكون غائبة في بوشكاش البدين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل