المحتوى الرئيسى

"ميركل": من جرسونة فى "حانة" لإمبراطورة أوروبا

03/30 11:19

يعتبرها الأوروبيون إمبراطورة أوروبا، ولدت عام 54 فى همبورج والدها القسيس اللوثرى هورست كاسنر ولها أخ وأخت اصغر، درست الفيزياء فى جامعة لايبزج 1973 - 1978، أسرتها كانت، تعانى مثل غيرها من ملايين المواطنين الفقر فى تلك الدويلة الشيوعية «ألمانيا الشرقية» قبل سقوط حائط برلين، وتوحد الألمانيتين، كانت طموحه فتفوقت فى مراحل التعليم الأولى، فيما كان كل حلم أسرتها أن تصبح معلمة للفيزياء، وحتى تنفق على تعليمها، عملت «جرسونة» باحدى الحانات، وكانت تحصل على أجر يتراوح بين 20 و30 «فيينج» عن كل مشروب تبيعه، وكان أجرها من العمل فى هذه الحانة 250 ماركاً أى ما يعادل 15 دولاراً وكان هذا الدخل مهماً لها للغاية لتتمكن من اكمال دراستها، ولم تتوقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عند مرحلة التعليم المتوسط، بل اختارت لنفسها طريقاً أكثر طموحاً، فحصلت على درجة الدكتوراه عام 1986.

وفى 1974 وأثناء دراستها الفيزياء تعرفت إلى زميل لها هو أولريش ميركل وأصبح زوجها الأول ولم يدم الزواج طويلا وانفصلا والتزم الزوج السابق الصمت عن فترة حياته معها امام الصحافة وفى عام 1984 تعرفت إلى زوجها الحالى الكيميائى يواخيم زاور وتزوجته عام، 1998، رغم ذلك ظلت محتفظة بلقبها العائلى من زوجها الأول «ميركل».

وعندما بدأ الحراك الشعبى الألمانى والمطالبة بتوحد الألمانيتين، ظهرت بصورة فجائية بين جموع الشعب لتطالب معهم بهذه الوحدة، وتقدمت الصفوف كصوت شعبى سياسى، حتى تم اختيارها كمتحدثة باسم الحكومة فى ألمانيا الشرقية عام 1990، وهى آخر حكومة قبل التوحد، وعندما برزت شخصيتها القوية، اختارها الحزب المحافظ زعيمة له عام 2000 ونالت منصبين وزاريين فى عهد المستشار السابق هيلموت كول، حتى انتزعت هى المنصب من خلف جيرهارد شرويدر عام 2005، وحرصت على العمل بتكتم لإعادة العلاقات المتوترة مع واشنطن التى نجمت عن معارضة بلدها بجانب فرنسا الغزو الأمريكى للعراق فى 2003، وكانت أول سيدة تتولى المستشارية الألمانية بعد صف طويل من العمالقة الذين تولوا هذا المنصب وأبرزهم هتلر وهيلموت كول وحملت لقب المرأة الحديدية.

ميركل شخصية مثيرة للجدل الأوروبى، لقوتها امام قادة وزعماء دول الاتحاد الأوروبى وفرضها رأيها انطلاقا من قوة شخصيتها وقوة ألمانيا الاقتصادية، لذا لقبت بإمبراطورة أوروبا. قامت بدور جبار فى الحفاظ على تماسك منطقة «اليورو» أثناء الأزمة الاقتصادية اليونانية، وتصدرت التنسيق السياسى للرد الأوروبى على النزاع الأوكرانى، وقامت بدور حاسم خلال السنوات الماضية فى حل الأزمات والحالات الصعبة، واتخذت قرارات مهمة منها قبول المهاجرين من البحر المتوسط، والعقوبات على روسيا، واستقرار منطقة اليورو، ولها موقف رافض لفكرة الاعتراف من جانب واحد بفلسطين كدولة.

ويعتقد الأوروبيون أنها المسئول الأوروبى الوحيد الذى يحظى باحترام الرئيس بوتين، واختارتها مجلة التايم بأنها المرأة الأكثر نفوذاً وقوة فى العالم فى ديسمبر الماضى عام 2015، لدورها فى أزمة لاجئى سوريا، ووصفتها صحيفة بيلد الألمانية، بأنه عقلية تفكر مثل الكمبيوتر، هاتفها المحمول لا يتوقف عن الاهتزاز، فهى تبعث 50 رسالة قصيرة عبر المحمول فى اليوم، وقوة شخصيتها كسياسية مسئولة عن دولة كبرى دفعتها الى اثارة الجدل والخلافات مع عدد من الساسة الدوليين على رأسهم رئيس الحكومة الإيطالية الأسبق سيلفيو برلسكونى، والرئيس الروسى بوتين، ففى أعقاب تفجر فضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية فى إيطاليا التى كشفت إهانة برلسكونى لميركل بقوله «إنها كأنثى وكمظهر لا تجعله يفكر فى أن ينشئ علاقة جنسية معها»، وردت هى على وقاحته بقولها: «من قال إن برلسكونى مقياس للقدرة الجنسية للمرأة الأوروبية».

نرشح لك

أهم أخبار فيديو

Comments

عاجل