المحتوى الرئيسى

"يوم من عمرى" فى حضرة العندليب

03/30 12:06

"يوم من عمرى" قضيته فى حضرة كروان الطرب الأصيل "العندليب" عبدالحليم حافظ، لم يختلف اثنان على جمال أغانيه وعذوبة صوته، فهو رفيق "العشاق والمجروحين"، أسطورة لن تعوض مرة أخرى.

عشق الغناء وعشقه الغناء، فلم يترك مناسبة إلا وكان متواجدا فيها ففي لحظات الفرح قدم "وحياة قلبي وأفراحه" وفى الاحتفال بعيد الميلاد ترك "عقبالك يوم ميلادك"، وفي اللوم والعتاب غنى "بلاش عتاب"، وفي وقت المعركة دندن "خلي السلاح صاحي"، ووقت الهزيمة "عدى النهار"..

رافق صوت العندليب مرحلة المراهقة والشباب لأغلب الأجيال التي ولدت بعد امتداد شهرته من المحبط إلى الخليج، فكان صاحب البصمة الأولى في وجدان الجميع شبابا وشابات وقد نشر ما يشبه الثقافة العاطفية لدى الجميع.

لذلك من الصعب التعامل مع العندليب الأسمر على أنه مجرد مطرب، فقد تجاوز ذلك إلى حالة مجتمعية دائمة التكرار عبر الأجيال المتعاقبة , لكن هذه الحالة ظلت تتحرك من المدينة إلى الريف عبر سنوات طوال منذ رحيله إلى أن استقرت في أقصى مناطق الريف إيذانا برحيل نهائي بعد انتشار الأغنية الشبابية في التسعينيات من القرن الماضي.

ومع التطور الموسيقي والانفتاح على العالم عبر شبكة الإنترنت يبدو عبد الحليم محاصرا في زاوية التقليدي رغم كونه صاحب الريادة في الأغنية المصورة وصاحب البصمة الكبرى في تطوير الأداء الغنائي، بل ومن الإنصاف القول إن الظواهر المرتبطة بالغناء الحديث ينتمي معظمها إليه.

عاش عبد الحليم علي إسماعيل شبانة الفقر والحاجة في طفولته وبدايات شبابه ودفع به النجاح والشهرة إلى الثراء لكن حياة الفقر، انعكست على أعماله، فقدم عبدالحليم 16 عملًا سينمائيًا ركز في أغلبها علي الشاب الفقير النبيل الطموح والذي يملك موهبة خاصة تميزه عن غيره ومن ثم تدفعه هذه الموهبة إلى النجاح والأفلام هي: "لحن الوفاء، أيامنا الحلوة، ليالي الحب، أيام وليالي، موعد غرام، دليلة، بنات اليوم، الوسادة الخالية، شارع الحب، فتى أحلامي، حكاية حب، البنات والصيف، يوم من عمرى، الخطايا، معبودة الجماهير، أبي فوق الشجرة".

انشغل "العندليب" دائمًا بعشاقه، فبالرغم من مرضه إلا أنه كان يحب الظهور في صورة حسنة أمامهم، أحب "السندريلا" وتزوجها عرفيًا خلال رحلة إلى المغرب، وكان ينوي أن يعقد زفافه عليها ولكن بشرط واضح أن تعتزل الفن، الأمر الذى رفضته وانتهت علاقتها به.

ولد "عبد الحليم" في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم "إسماعيل ومحمد وعلية"، توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل، ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج "متولي عماشة".

كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمر حياته، ولقد قال مرة أنا "ابن القدر"، وقد أجرى خلال حياته 61 عملية جراحية.

بدأ عبد الحليم مشواره الفني عام 1951 بعد أن غني قصيدة "لقاء" من كلمات الشاعر صلاح عبدالصبور وألحان كمال الطويل في الإذاعة المصرية، وبعدها قدم أغنية "صافيني مرة" في الإسكندرية ولكنها كانت صدمة له بعد أن رفضها الجمهور وقذفه بالطماطم والبيض الفاسد لاعتراضهم عليه، ولكن الأمل كان سمة يتسم بها فظل متمسكًا بتقديم هذا اللون من الغناء وقدم نفس الأغنية مرة أخرى في نفس العام بحديقة الأندلس بالقاهرة ونالت إعجاب الجمهور.

التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأبواه عام1950.

قدم عبد الحليم أكثر من مائتين وثلاثين أغنية، امتازت بالصدق، والإحساس، والعاطفة. وقد جمع مجدي العمروسي صديقه، أغانيه في كتاب أطلق عليه " كراسة الحب والوطنية.. السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ"، تضمنت غالبية ما غنى عبد الحليم حافظ.

فأهم ما يميز قبر العندليب والألوان والحجر الفرعوني والزهور والزوار وجثمان سليم دون تحليل أهم ما ميز قبره بعد وفاته، فبعد مرور 39 عاما على رحيل العندليب لن ينساه جمهوره.

فإغلاق "ضريح" عبدالحليم وعدم إقبال الجمهور عليه صورة رُسمت في ذهني طوال مشوار ذهابي لقبر عبدالحليم، وخاصة أنها الذكرى الـ"39" فعدد السنوات كفيل أن يمحي كل الذكرى، ولكن اختلف الأمر مع عبدالحليم حافظ، فحرص أعضاء اللجنة الفنية له على فتح "الضريح" ونظافته، والجلوس به لاستقبال الزوار من المصريين ومن الدول الأخرى.

سنوات مرت على شائعة عدم تحلل جثمان العندليب، وبعد مرور السنوات أكدها لـ"مصر العربية" عبدالعليم عون ، رئيس اللجنة الفنية لعبدالحليم، بأن جثمان عبدالحليم حافظ ما زال متواجدا كما هو، ولم يتأثر بالرغم من مرور سنوات عديدة عليه، ولكن سر تماسك الجثمان حتى الآن لم يعرفه أحد إلا الله، ومن يقول إنه بسبب المياه المالحة التي طفحت حول الضريح فهذا الكلام ليس له أساس من الصحة نهائيًا، مؤكدًا نزوله إلى المدفن بنفسه والتأكد من تماسك جثمان عبدالحليم، حتى الآن وعدم تواجد ماء بالمقبرة.

وكشف عبدالعليم عن بعض أسرار الراحل "عبدالحليم حافظ" قائلًا: "رقم 7 كان يمثل سرًا في حياة العندليب لا يعرفه أحد إلا هو فكان يسكن في شارع 7 في السيدة عائشة وعندما نقل إلى الزمالك اختار الدور السابع، وفى مسقط رأسه كان يسكن في رقم 7، وعندما سؤل عبدالحليم عن هذا الرقم أجاب: هو سر لا يعرف أحد".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل