المحتوى الرئيسى

كروجمان: 'سياسات التجارة الدولية' ملف أساسي في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية

03/29 02:07

رجح الخبير الاقتصادي الأمريكي بول كروجمان ظهور أشياء كثيرة في انتخابات 2016 لم يكن أحد ليتوقع ظهورها، منها "أن تصبح سياسة التجارة الدولية قضية رئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية".

وأضاف كروجمان -في مقال نشرته (نيويورك تايمز)- "أكثر من ذلك، أن مواقف الأحزاب ستكون الانعكاس لما كان يمكن توقعه: الجمهوريون، المدعون الدفاع عن الأسواق الحرة، قد يسمّون مرشحا مؤيدا بشكل صريح لمذهب الحمائية (حماية التجارة الوطنية)، تاركين الديمقراطيين، في تشككهم بشأن الأسواق الحرة غير المقيدة، مدافعين فعليا عن تجارة حرة نسبيا".

وتابع كروجمان، الحائز على نوبل في الاقتصاد، "غير أن هذا ليس تطورا غريبا بالدرجة التي يبدو عليها؛ فإذا وضعنا الادعاءات الخطابية جانبا، ندرك أن الجمهوريين طالما كانوا يميلون تطبيقيا إلى أن يكونوا حمائيين أكثر من الديمقراطيين، وثمة سبب وراء هذا الاختلاف .. صحيح أن العولمة وضعت ضغطا نزوليا على أجور الكثير من العمال، لكن التقدميين يمكنهم أن يطرحوا حزمة من الحلول المتنوعة لهذا الضغط".

وقال كروجمان "عندما أقول إن الجمهوريين طالما كانوا أكثر حمائية من الديمقراطيين، فأنا لا أتحدث عن الماضي البعيد، عن سياسات التعريفة المرتفعة إبان العصر الذهبي؛ إنما أتحدث عن رؤساء جمهوريين معاصرين، أمثال رونالد ريجان وجورج بوش الإبن.. وقد انتهى الأمر بـريجان أن فرض حصة واردات على المركبات حتى انتهى الأمر بتكليف المستهلكين مليارات الدولارات.. كما فرض المستر بوش تعريفات على الصلب في انتهاك صريح للاتفاقيات الدولية، ولم يتراجع عنه إلا بعد أن هدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات انتقامية".

ونبه كروجمان "في الواقع، هذا المثال الأخير (انتهاك بوش) ينبغي أن يكون درسا عينيا لكل من يتحدث بتشدد عن التجارة.. لقد عانت إدارة بوش حالة سيئة من وهم القوة العظمى، واعتقاد أن أمريكا يمكنها فرض أحداث بعينها عبر العالم.. وقد اتضح جليا زيف هذا الاعتقاد في الفشل الأمريكي في العراق.. لكن سرعان مع ما ظهرت الآثار على صعيد التجارة، وهو مضمار به لاعبين آخرين، لا سيما أوروبا، يمتلكون من القوة مقدار ما نمتلك."

وتابع كروجمان "ولا ينبغي أن يكون التهديد بالانتقام هو الشيء الوحيد الرادع لتوجه أي رئيس حمائي، ثمة أيضا الأضرار الجانبية التبعية التي من شأن هذا التوجه الحمائي أن يتسبب في وقوعها في البلاد الفقيرة.. إن أي رئيس مستقبلي مسئول سيضطر إلى التفكير بجدية في أمور كهذه".

ورجح صاحب المقال أن "المرشح الديمقراطي لن يضطر إلى الانخراط في سجال حول التجارة .. وإنما ستعمد (هيلاري كلينتون باعتبارها الأوفر حظا) إلى التعبير عن تشككها بشأن صفقات التجارة المستقبلية، لكنها ستكون قادرة على التعاطي مع مشكلات الأسر العاملة دونما التورط في حديث مسئول عن نظام التجارة العالمي".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل