المحتوى الرئيسى

بالصور.. ملخص الربيع الثقافي في دورته الأولى بالجزائر

03/28 23:26

تحت شعار "الحق في الثقافة والإبداع" جرت فعاليات  الربيع الثقافي الجزائري، افتتح  مع بداية الربيع 21 مارس، وفي 26 منه اختتمت فعالياته، وقد نظمته  نقابة الناشرين الجزائريين بالتعاون مع وزارة الثقافة وديوان رياض الفتح.

حيث أقيم المهرجان الثقافي في مخيم بالهواء الطلق في ساحة رياض الفتح ، التي تنداح أمام  مقام الشهيد في أعالي الجزائر العاصمة، حيث  شهد أنشطة متنوعة، منها معرض كتب  شاركت فيه 57 دار نشر جزائرية إلى جانب عروض مسرحية، وسينمائية، وندوات شعرية وأدبية، ورسم كاريكاتور، ورسم تشكيلي، وحكايات للأطفال.

وشارك في الفعاليات مبدعون جزائريون إلى جانب ضيوف من مصر مثل الشاعر عزت الطيري، ومن تونس الشاعر منصف المزغني، ومن موريتانيا سيد أحمد جاد، ومن فرنسا الشاعران إيمانويل بونسار و جان بول دوبول، عارضا تحربة المركز الدولي للشعر في مرسيليا.

من الموضوعات التي تناولتها ندوات الربيع الثقافي: "لماذا اتسعت الهوة بين الناقد والمبدع؟"، " التجريب في الرواية الجزائرية"، والفنون التشكيلية الجزائرية: إشكالات تبحث عن حلول"، والأدب الأمازيغي في الجزائر: أسئلة في الماضي وتطلعات المستقبل".

الدورة الأولى للربيع الثقافي مهداة لروح شيخ الصحافة الجزائرية وحكيمها الطاهر بن عيشة، الذي  نشط في تحقيقاته الصحفية التلفزيونية عن الجزائر وإفريقيا والجمهوريات الإسلامية بالاتحاد السوفييتي سابقا، والمسلمون في الأندلس، لتكون شاهدة لتلك المرحلة من تاريخ الجزائر وهذه  البلدان.

ورحل الطاهر بن عيشة  في يناير الماضي عن عمر ناهز 90 عاما و ارتأت نقابة الناشرين الجزائريين أن تكرمه بالدورة الأولى لما قدمه من إنتاج صحفي مكتوب ومسموع ومرئي.

 وعن دوافع تسمية المهرجان بالربيع الثقافي؟ قال أحمد ماضي رئيس جمعية الناشرين :" في الدول العربية ظهر الربيع العربي وعرفنا مآلاته اليوم، ونحن في الجزائر أردنا تقديم  الربيع الجزائري، وهو ربيع ثقافي، جمع كل الفنون، شعر وسينما وأدب ورسم تشكيلي وكاريكاتير، ونظمنا مسابقة لأفضل نص أدبي خاص بطلبة المرحلة المتوسطة، لتشجيعهم على الإبداع".

أحمد ماضي رئيس نقابة الناشرين الجزائريين 

وأضاف  ماضي لمصر العربية:" حتى شعار الربيع الثقافي له مرجعية في التعديل الجديد للدستور، الحق في الثقافة والإبداع  هو مادة في الدستور، فربيع الجزائر ثقافي".

ولأول مرة يحدث أن تلقى الكتب المستعملة مكانا في معارض الكتب، ففي معرض الكتاب المُقام في الربيع الثقافي خُصصت  خيمة  للكتب المستعملة وبأثمان رمزية،

وقال ماضي:" تُباع  الكتب المستعملة بأسعار رخيصة بهدف  تشجيع القراءة ، لأن الشكوى من ارتفاع أسعار الكتاب ، فالكتاب المستعمل يفي بغرض المطالعة بسعر رمزي "

ويرى الروائي محمد بغداد أن الربيع الثقافي تظاهرة تأتي في ظل عاملين أساسيين، الأول: الأزمة الاقتصادية الجزائرية التي كان أول ضحاياها القطاع الثقافي، بحيث يظهر أن هناك إرادة لتحميل القطاع الثقافي مسؤولية الأزمة المالية والاقتصادية في الجزائر ، فكان أول من تم التضحية به هو القطاع الثقافي.

وتابع:" هذه التظاهرة وإن كانت محدودة في الزمن والمكان، إلا أنها تعبر عن رد الفعل الأولي حول هذه الصدمة حتى لايتم اغتيال الثقافة نهائيا، والعامل الثاني يعتقد بغداد أن هناك رغبة احتماعية بتجنب الاحتقان السياسي والثقافي والأمني الذي يُراد أن يُفرض على المجتمع بتخويفه، هناك رغبة بأن تتظاهر بأننا نحن أقوى من الخوف وأقوى من التهديدات، مما يجعل في نهاية المطاف تظاهرة في شكلها حسنة على كل حال".

 وعما إذا كان الربيع الثقافي يؤسس لتقاليد ثقافية دائمة، أجاب بغداد متأسفا في حديثه لمصر العربية:"للأسف نحن في الجزائر عندنا تقليد آخر، وهو أننا لم نستطع أن نؤسس لتقاليد ثقافية دائمة ومنتجة ولها رسالة أصلا منذ استقلال الجزائر ونحن نبني بمشاريع سواء في المجال الثقافي أو الفكري أو الفني أو غيرها، لكن لم نستطع تأسيس مشاريع تدوم ولا لتقاليد تستمر ولا لقيم يمكن أن تنتعش في لحظة من اللحظات، وأتمنى أن يتوب الجيل الجديد من هذه العاهة إن صح التعبير في حياتنا الثقافية لأننا لانملك نفَسا طويلا  ولا إرادة الاستمرار في مشاريعنا وتنميتها وتحويلها إلى قيم وتقاليد تتوارثها الأجيال".

وحمل بغداد النخبة المثقفة مسؤولية هذا التقصير ، التي اعتادت  تعليق المسؤولية على شجب السلطة لتبريء ساحتها من الفشل.

وفي ختام الربيع الثقافي تم الإعلان عن الفائزين في مسابقة  النص الأدبي  النثري، والتي كانت مخصصة للمرحلة المتوسطة، وقد فازت بالمرتبة الأولى الطالبة رميساء بن أحمد ، وجائزتها 60 ألف دينار جزائري ( 545 دولار) ، عن نص "رفيقة دربي".

وقالت لجنة التحكيم أن المسابقة  موجهة  للنصوص باللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية ، ولم تتلق اللجنة أي نص باللغة الأمازيغية، معلنة  أن المسابقة ستشمل العام القادم المرحلة الثانوية، لأن بذور الإبداع تكون قد برعمت ويجب تشجيعها .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل