المحتوى الرئيسى

تجارب واعدة في القاهرة لمتخرّجي مدرسة الرسوم المتحركة

03/28 19:36

احتفلت مدرسة الرسوم المتحركة في القاهرة أخيراً بتخريج الدفعة الأولى من طلابها، عارضة ستة أفلام من إبداعهم، هي «رحلة مع سمكة»، «الرحيل»، «إعادة تدوير»، «السحابة البلاستيكية»، «ذات الرداء الأحمر»، و»نصب تذكاري». وتعد المدرسة أحد نشاطات جمعية النهضة العلمية والثقافية (جزويت). وخلال عام كامل تلقى الطلاب، مجاناً، مجموعة من الدروس والمحاضرات في مجالات متعددة مرتبطة جميعها بمجال الرسوم المتحركة، ساهم فيها فنانون وأساتذة متخصصون.

لا يشترط الالتحاق بمدرسة الرسوم المتحركة، كما يقول مديرها الفنان إبراهيم سعد، أن يكون المتقدم ملمّاً بمبادئ الرسم أو التصوير، أو أن يكون له نشاط سابق في مجال الرسوم المتحركة خلال أشهر الدراسة يبدأ الدارس في التعرف إلى هذا الفن من نقطة الصفر. الشرط الوحيد الذي يتطلبه الانخراط في فصولها الأسبوعية هو الجدية والرغبة في التعلم.

بين متخرجي المدرسة طلاب مدارس وجامعيون تلقوا خلال فترة الدراسة دروساً مكثفة في مجالات الرسم والتشريح والمونتاج والتصوير الفوتوغرافي والدراما. وعلى مدار عام كامل استطاع الدارسون الإلمام بتفاصيل هذا الفن ومقوماته.

يمضي المشاركون تسعة أشهر في دراسة فن الرسوم المتحركة بما فيها أساليب التحريك المختلفة، أما الأشهر الثلاثة المتبقية فخصصت، كما يقول سعد، لإنجاز مشروع التخرج الذي يمثل خلاصة ما تعلموه. وتتيح المدرسة للملتحقين بها الأدوات والوسائل التي تمكّنهم من إنجاز أعمالهم والتدرب على صناعة أفلام الرسوم المتحركة، من كاميرات ومعدات مونتاج واستوديو مجهز بأدوات بسيطة، بمعنى أن المكان مهيّأ ليكون بداية الطريق لمن يرغب في احتراف هذا الفن.

وعلى رغم ضعف التجهيزات وبساطتها، فإن التجارب التي أنجزها الطلاب المشاركون تنمّ عن وعي بقيمة هذا الفن وقدرته على التعبير والتأثير، بعيداً من الأشكال النمطية الشائعة لفن الرسوم المتحركة. وهي تضع من يريد الاستمرار منهم على بداية الطريق الصحيح لاحتراف هذا الفن الذي لا يفتقر إلى الأفكار أو الخبرات، بقدر افتقاره إلى التمويل الذي يقف عقبة كأداء أمام إنتاج أعمال متميزة.

التجارب التي أنجزها متخرجو مدرسة الرسوم المتحركة لا تتعدى مدة عرضها الخمس دقائق، وصنعها المشاركون بجهودهم الذاتية. وتتميز غالبية الأفلام القصيرة بالبساطة والعمق، وترتبط غالبيتها بقضايا المجتمع والبيئة المحيطة، فنشاط الجمعية لا ينفصل عن المحيط القريب لها في حي الفجالة، وهو أحد الأحياء القاهرية العريقة التي يغلب عليها الطابع الشعبي، كما لا ينفصل عن محيطها الأكبر، وما يعتمل فيه من أحداث. وتشارك جمعية «الجزويت» من حين إلى آخر في تجميل الحي بالرسوم الجدارية بالتعاون مع فنانين شباب وطلاب كليات الفنون. كما تبنّت العديد من المبادرات الرامية إلى إعادة الوجه الحضاري لتلك المنطقة الغنية بالأبنية والكنائس الأثرية. وتنظم الجمعية سنوياً العديد من الورش الفنية لأطفال الحي. وتتزين جدرانها بالعديد من هذه الرسوم الصغيرة التي تركها صغار شاركوا في تلك الورش. ويشمل نشاط الجمعية المسرح والسينما والموسيقى والغناء.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل