المحتوى الرئيسى

هل يجرؤ ساويرس على الخروج إلى أرض الله الواسعة بعد ما حققه من مليارات في مصر ؟

03/28 18:48

اشتعلت حدة الصراع الدائر بين رجل الأعمال نجيب ساويرس، ومحافظ البنك المركزي، طارق عامر، بسبب التصريحات المتبادلة حول صفقة استحواذ ساويرس على بنك الاستثمار "سي أي كابيتال".

محاولات "المركزي" لتعطيل الصفقة - وفقًا لاعتقادات "ساويرس" تقف حائلًا ضد رغبته في السيطرة على القطاع المالي المصري - والتي بدأها بالاستحواذ على أسهم شركة بلتون المالية القابضة.

بدأ الصراع بين "عامر وساويرس" بتوجيه الأخير انتقادات حادة لمحافظ البنك المركزي في مقال نشره، أمس الأحد، بجريدة الأخبار، تحت عنوان "الاستثمار وسوء استخدام السلطة.. ماذا إذا أساء محافظ البنك المركزي استخدام السلطة المخوّلة له لنوازع شخصية". 

قال ساويرس، في مقاله، إن هناك تعنت حكومي في صفقة استحواذه على "سي أي كابيتال"، منوهًا بأنه قد يدفع باستثماراته خارج مصر، مستدركًا: "الأمل في الدستور والبرلمان.. والضمائر الحرة ..أما عني أنا واستثماراتي فإن أرض الله واسعة"، موجهًا اتهامات مباشرة لمحافظ البنك المركزي، بتدخله في صفقة الاستحواذ على بنك الاستثمار"سي آي كابيتال"، ولم تكن تلك الأزمة القائمة حاليًا بين ساويرس ومسؤولين بالدولة - الأولى من نوعها.

أعلن ساويرس، سبتمبر الماضي، أنه لم يستثمر أي أموال من مبلغ 500 مليون دولار الذي وعد باستثماره في البلاد خلال المؤتمر الاقتصادي، بسبب بطء وتيرة الإصلاحات التي وعدت بها الحكومة، مضيفًا أن استثماراته في بلاده "صفر" منذ المؤتمر، محملًا البيروقراطية وعدد من المسؤولين المسؤولية عما وصفه "بالركود".

تابع ساويرس: "البنك المركزي له سياسة والحكومة لها سياسة مختلفة ولا تنسيق بينهما، كما أن العجز الذي يصفه في قدرات الحكومة يختلف تمام الاختلاف مع الأسلوب الذي يدير به شركة أوراسكوم، حيث يطرد من لا يؤدي عمله على الوجه المطلوب ليصبح في الشارع يبحث عن وظيفة جديدة".

الدكتور مصطفى النشرتي، الخبير في التمويل والاستثمار، قال إن من حق البنوك الاستثمار المباشر والاستحواذ على الشركات في البورصة، طبقًا لنظام الوساطة المالية، مؤكدًا أن قيام بنوك القطاع العام بذلك، لا يعد منافسًا للقطاع الخاص، خاصة أن النظام الاقتصادي يقوم على الشراكة، كما أن البنك المركزي لا يجوز له التدخل في السياسات الاستثمارية للبنوك - فهو منوط به مراقبة آداء البنوك وفقًا لضوابط محددة.

كان البنك التجاري الدولي وافق في فبراير على بيع بنك الاستثمار "سي أي كابيتال" المملوك له، مقابل 924 مليون جنيه "104.05 مليون دولار" لنجيب ساويرس من خلال شركته أوراسكوم للاتصالات والإعلام، لكن الصفقة لم تنفذ حتى الآن.

ورد طارق عامر، محافظ البنك المركزي، على ذلك الأمر، خلال لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي: "نفسي أعرف المستحوذ (ساويرس) إيه خبرته في بنوك الاستثمار.. إيه القيمة اللي هيضفها في بنوك الاستثمار.. هل الحكاية حكاية فلوس.. لأ، لازم أسأله.. خبرتك إيه..؟"، مضيفًأ: "ده رأي شخصي.. لكن أنا مليش أقوله يبيع ولا ميبعش هو حر".

ولم يكتف ساويرس بمقاله، فرد على تصريحات محافظ البنك المركزي، قائلًا ضمن مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة"، مساء أمس الأحد: "أملك دليلًا على تدخل محافظ البنك المركزي في وقف تمويل الصفقة مع بنك مصر، ولن أستطيع نشره حتى لا يكون ذلك إحراجًا لمن قام بتسليمي هذا الدليل، وطارق عامر لا يستطيع إلّا نفي تدخله وما فعله شيء غير محمود وغير مسبوق".

وأشار الدكتور مصطفى النشرتي، إلى أن كل مستثمر عليه أن يعمل في البورصة طبقًا للمخاطر التي يراها في البلد التي قرر الاستثمار فيها، من مخاطر تقلبات سعر الصرف والفائدة وغيرها، مضيفًا: "فيما يخص تلويح ساويرس بالاستثمار خارج مصر: إن الاقتصاد الحر يؤكد منع الممارسات الاحتكارية، وفي أي بلد أخرى سيجد نفس الأسلوب مطبق والقرار الاستثماري يعتمد على الحد من مخاطر الاستثمار وتحقيق أكبر عائد في دور المنافسة مع الآخرين، لكن منع الآخرين بأي أسلوب أدبي أو معنوي فهو أمر لا يجوز في ظل الاقتصاد الحر".

أوضح النشرتي، أن المستثمرين الأجانب يأتون للسوق المصرية، رغم المخاطر العديدة، كونه يحقق أكثر أرباح ممكنة، خاصة في حالة الركود الاقتصادي العالمي، لذلك تلجأ المؤسسات الاقتصادية العالمية إلى الأسوق الناشئة.

وكل مستثمر يأخد القرار بناءً على مخاطر محسوبة، ويظل تحقيق أعلى عائد مرتبط بوجود أعلى مخاطر.

ساويرس استحوذ من خلال أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا على بنك الاستثمار "بلتون" في نوفمبر الماضي، بنحو 650 مليون جنيه.

يتبع "بلتون" نحو 18 شركة متخصصة في نشاط الاستثمار وإدارة الأصول والأوراق المالية وتغطية الاكتتابات، وتدير أصولًا بنحو 30 مليار جنيه، وتعد أوراسكوم للاتصالات والإعلام إحدى الشركات التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس - والتي تعد من أكبر الشركات المطروحة في البورصة المصرية، ولها نشاط في مصر وكوريا الشمالية وباكستان ولبنان، وتملك سيولة نقدية تبلغ 2.2 مليار جنيه، تسعى لاستغلالها في عمليات استحواذ بالسوق المصرية وتوسيع نشاطها.

واستكمالا لخطته في التوسع بالقطاع المالي، تقدم ساويرس بعرض استحواذ على أسهم شركة "سي أي كابيتال" التابعة للبنك التجاري الدولي، بقيمة وصلت إلى مليار جنيه، ليقترب من تحقيق حلمه في أن يكون له بنك تجاري، يقف من خلاله على حافة المنافسة مع أكبر بنك استثماري إقليمي "هيرميس" ليقلب موازين السوق بصفقته هذه.

ويدير بنك لاستثمار هيرميس أصولًا بقيمة 2.8 مليار دولار، بما يعادل 21.8 مليار جنيه، وتتواجد في 8 أسواق عربية محتفظة بحصص سوقية كبيرة في أسواق "ناسداك دبي" بواقع 51%، و27.1% من أبو ظبي، و27.8% من السوق الكويتي، والمركز الثاني من سوق دبي، بحصة سوقية 17.3%، و30% من السوق العماني، ورغم أن حصتها في السوق السعودي 1.4%.

وتساءل الدكتور هادي عبدالفتاح، مدرس التمويل والاستثمار بجامعة عين شمس: "من أين حقق كل هذه المليارات.. أليس بموافقة الدولة.. ألم تسند له الدولة مشروعات بمليارات.. وألم يشتري شركة موبينيل بقرض مليار جنيه من البنوك دون دفع أي شيء من جيبه الخاص؟".

أضاف عبدالفتاح: "المشكلة دلوقتي تكمن في القانون، إمّا تطبيق القانون أو لا تطبيق، واللي مش عاجبه القانون يمشي وعلى الدولة التي تحترم نفسها أن تطبق القانون دون مجادلة، والدولة الضعيفة هي التي تجادل وتناقش في قضايا محسومة قانونًا، الدولة الهشة الضعيفة من يحدث فيها هذا، وللأسف من حق ساويرس إنه يعمل كده، لأن الاقتصاد هش وبنية الاقتصاد ضعيفة، وتهديده بالخروج يؤثر في الدولة الضعيفة - الموضوع سياسي من الدرجة الأولى".

ويصل رأسمال شركة "سي أي كابيتال" 550 مليون جنيه، موزّعة على 55 مليون سهم، وتمتلك شركتين في مجال السمسرة - شركة تدير أصول بنحو 10 مليارات جنيه، بالإضافة إلى خدمات مالية أخرى، مثل الترويج والاكتتاب، ويمتلك بنك التجاري الدولي 99.9% من أسهمها.

وأعلن ساويرس، العام الماضي، رغبته في الاستحواذ على جانب كبير من أسهم المجموعة المالية هيرميس، وهي الصفقة لم تتم في وقتها، ووصف عملية الاستحواذ على شركة "سي أي كابيتال" أنها تمثل خطوة هامة في تنفيذ السياسة الجديدة للشركة - والتي تتمثل في التحوّل من التركيز على قطاع الاتصالات والتكنولوجيا إلى شركة قابضة تعمل في مجال الاستثمارات مع التركيز على القطاع المالي وقطاع الطاقة وقطاع النقل والمواصلات، وذلك من بين قطاعات الأعمال الأخرى التي من شأنها خلق قيمة لمساهمي الشركة.

لم تتوقف أفكار نجيب ساويرس عند هذا الحد؛ بل نجح أيضًا في الاستحواذ على 53% من أسهم شبكة  Euronews الإخبارية العالمية، بقيمة 35 مليون يورو، وتعد شبكة Euronews واحدة من أكبر شبكات الأخبار التلفزيونية في قارة أوروبا والعالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل