المحتوى الرئيسى

أحمد عز يدخل التاريخ بـ«لعبة مبارك المفضلة»

03/28 16:45

- نور الشربيني تدخل التاريخ كأول مصرية تتوج ببطولة بريطانيا للإسكواش وشعار "حديد عز"  مطبوعًا على زيها الرياضي خلال المباراة النهائية

- رجال دولة مبارك كالحواه.. ولا يزال غالبيتهم يحقق مكاسب لا حصر لها بتسهيلات يحصلون عليها من الدولة

يترحم البعض في مصر على أيام مبارك، ليس فقط من باب "الفلولية"، ولكن أيضًا من منظور الإعجاب بحرفية الفساد والفاسدين في عهده.

النغمة السائدة حاليًا حتى من بين عدد من قوى ليبرالية كانت من أعمدة 25 يناير، قبل أن تشعر بمرارة الحكم الديني ونظيره المستند على خلفيات عسكرية، أقرب إلى مرثية "إعجاب الضحية بالمتسلط القمعي" في مديح رجال الدولة، ولو كانوا من المنتفعين في عصر الرئيس الأسبق.

يقطع كثيرون، ودونما اعتبار لبراءات أحكام القضاء، بفساد أعمدة دولة مبارك، وبخاصة أولئك الذين ساروا في فلك مخطط توريث السلطة لنجله المدلل جمال، غير أنهم يغلفون ذلك التجريم المطلق بتبرير غريب له، مفاده أن قيادة رجال ما قبل 25 يناير الناجعة لملفات الدولة الأمنية والاقتصادية والخارجية، قد تشفع لهم سياسات الجشع المالي واستغلال النفوذ وهدر دولة القانون والحريات وقتل التفاعل السياسي الديمقراطي بالمجتمع.

في مصر حالة الإعجاب والتعاطف تجاه اللص أو المجرم، على طريقة متلازمة ستوكهولم لتبادل مشاعر الود بين الخاطفين والمخطفين، في أعلاها في الأغلب الأعم. ملاحظة بسيطة لردود أفعال الجماهير في صالات العرض السينمائي في أثناء مشاهدة فيلم إثارة وأكشن، ستكشف بجلاء آهات وربما دعوات المساندة لصاحب السلوك الخارج، وتحديدًا إذا ما كان صراعه مع السلطة.

الكبت والقمع الممارس على المصريين من قبل عصا النظام، سبب كاف على الأرجح لتشجيع كل المتمردين عليه، سينمائيًا على الأقل.

وأما أن الحياة، وفق نبوءة يوسف وهبي، غدت مسرحًا كبيرًا، فالتعاطف ينتقل من صالات العرض السينمائي، إلى بسطاء المصريين الكادحين، وأحيانا إلى بعض النخب نفسها، تجاه جلاديهم وجلاديها.

المصريون يفضلون الأمان كخيار أوحد إلى جانب توفير وسائل العيش الأساسية وكفى، على أي حقوق أخرى لهم، ولو ذهبت الديمقراطية والحرية السياسية والفكرية إلى الجحيم.

ذلك هو القدر التعيس للمجتمعات الفقيرة المتأخرة تعليميًا المتراجعة ثقافيًا وحضاريًا، ومن ثم فالقسم بأيام مبارك يلقى رواجًا لافتًا هذه الأيام.

فشل الإدارة الحكومية، وجنون الأسعار، وانهيار منظومة الأمان رغم ما يبدو من استتباب أمني بعض الشيء خلال العام المنصرف في وجه الإرهاب، وزيادة غلاظة قبضة الشرطة، ناهيك عن حالة السيولة السياسية المتجاوزة لأدبيات المجتمع الراكد أخلاقيًا وجدليًا، والمطالب المتوالية من جانب السلطة إلى الشعب لدفع مزيد من الفواتير، كل تلك الأمور تدفع للحماسة إلى عودة أيام مبارك، على نهج "لاقيني ولا تعشيني".

سقف الطموح المصري دومًا مسقوف على أية حال.. أو تم سقفه بالفولاذ إن تحرينا الدقة.

لكن رجال العصر المباركي حريصون على تعظيم الشعور بالحنين النفعي إليهم.. لا يُقصد هنا عبر  دوائر المنتفعين في الإعلام ونوافذ السياسية وعدد من أركان السلطة، وإنما عبر إسهامات مؤثرة لبعض الرموز.

فحين تدخل، الموهوبة نور الشربيني، لاعبة الإسكواش (لعبة مبارك المفضلة)، التاريخ لكونها أول مصرية تتوج ببطولة بريطانيا الدولية المرموقة، بينما شعار "حديد عز"  التابع لأحمد عز، رجل الأعمال الأشهر في نظام ما قبل 25 يناير، يزين زيها الرياضي خلال المباراة النهائية وأثناء مراسم التتويج، ومن قبلهما في مباريات البطولة كلها، فلا يعنى هذا إلا أن رموز الماضي لا تزال تحافظ على تواجدها ومكانتها بين أطياف عدة من الناس، بسياسة ربط البشر بأيديهم البيضاء، فيتحقق الولاء والإطمئنان لهم بنعومة، ومن ثم لمشاريع حكمهم وبيزنسهم ونمطهم الاجتماعي والسياسي تلقائيًا.

الموسيقار هاني مهنى، اعتبر أن مدة السجن التي قضاها بطرة على خلفية خسارته قضية محاسبية بينه وبين أحد البنوك، كانت أقرب لفترة استجمام، تقرب فيها إلى الله وحافظ فيها على صلواته الخمس، بينما خرج من محبسه "أكثر صحة" لانتظامه في التدريب داخل صالة الجيم التي أسسها أحمد عز في السجن، قبل أن يهديها لهم بعد الإفراج عنه.

كان محقًا عز حين كان مصرًا على الترشح في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. هو يراهن على قاعدة تأييدية تبدو حقيقية وفق المعطيات كافة.. قاعدة لم تكلفه إلا هامش بسيط من مكاسبه المهولة.

هي خلطتهم السرية إذن.. رجال دولة مبارك لا يتحدثون.. يفعلون فقط، سواء كان الفعل فاسدًا أو لربطهم بقاعدة مؤيدين.. هم متمرسون كالحواه.

صدق أو لا تصدق، لا يزال غالبيتهم يحقق مكاسب لا حصر لها جراء تسهيلات ضريبية واستثمارية يحصلون عليها من الدولة التي يفترض أنها بنيت على أنقاض دولتهم!!.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل