المحتوى الرئيسى

مفكر جزائري لـ "مصر العربية": الثقافة العربية موسمية

03/28 15:27

الكاتب أحمد دلباني، المعروف باسم بوعلام دلباني دكتور فلسفة في جامعة بسكرة، ويُعد أحد مفكري الجزائر في مجال النقد الفكري والأدبي والسياسي في الوقت الراهن، صدرت له عدة مؤلفات، منها: " مأدبة المتاهة "، " مقام التحول "، " سفر الخروج "، " فجيعة التروبادور" ، " قداس السقوط " الذي منع من معرض الكتاب الدولي.

علق دلباني على المنع " قائلا: " أعتقد مبدئيا أن كل رقابة هي ممارسة استالينية، وأعتبرها انتهاكا لحق القاريء في المعرفة وفي الوصول إلى مصادر الفكر المختلف عن السائد الإيديولوجي، الذي تكرسه السلطة القائمة، من هنا لا أفهم معنى هذه الممارسات في جزائر اليوم ".

وتساءل: مامعنى أن يمنع كتابي " قداس السقوط " من العرض في الصالون الدولي للكتاب؟ فهو كتاب يطرح مراجعات في الربيع العربي، ويطرح أسئلة في الثورة وشروط نجاحها، فقد بلورت رؤية عن الثورة بوصفها عملا تغييريا لايتوقف عند قطع رأس الملك، وإنما هي عمل يطال البنيات الاجتماعية والذهنية أيضا، من هنا خوفي على الثورات العربية، التي ركّزت على أيقونة الحاكم ولم تطرح مشروعها في إقامة مجتمع جديد.

هذا الموقف للباحث والمفكر دلباني عن الربيع العربي كان المدخل للحديث عن الربيع الثقافي الجزائري، الدكتور دلباني أستاذ الفلسفة والناقد كان مشاركا في أغلب ندوات الربيع الثقافي، وعلى هامش هذا الربيع الجزائري التقت "مصر العربية" الدكتور أحمد دلباني، وأجرت الحوار التالي: 

هذه أول دورة للربيع الثقافي في الجزائر، كمفكر وناقد.. مارأيك في تلك الدورة؟

هذه التظاهرة لاتختلف عن أي تظاهرة أخرى في الجزائر، أتحدث عن الطابع الثقافي السائد وهو طابع المناسبات، وهذه التظاهرات تجمع نخبة من الكتاب والمبدعين ومثقفين، هذا شيء إيجابي بحد ذاته، ولكن أرى أنها دائما تعاني من نفس النقائص، يعني هو لقاء ثم فراق لاغير، لايرسخ تقليدا فكريا ولا يطرح مشروعا، ولا ينتصر لرؤية جديدة أو يبث قيما جديدة في الساحة الثقافية، هو محض لقاء ففراق لاغير. هو كأي مناسبة في الجزائر، يبدو أننا نعاني وهذا يبدو لي موجود في كل بلدان العالم العربي، أن النشاطات الثقافية هي دائما موسمية مناسباتية وهذا يبدو حتى من خلال الشعار، عندما نقول الربيع الثقافي، مامعنى هذا سوى أنه استراحة أو استجمام  ثقافي.

هل يعود ذلك لغياب سياسة الثقافة في الجزائر وأيضا في العالم العربي؟

هذا يعود إلى غياب المشروع الثقافي الجاد، لأن المشروع الثقافي الجاد هو نظام دائم، ومستمر وعميق يظهر على مستوى الكتاب، والمسرحية، والإبداع السينمائي وتشجيع المشاريع النقدية الحقيقية التي ترسخ رؤية جديدة في المجتمع والإنسان وتطرح وعيا جديدا، هذا الأمر ليس في  الجزائر فقط  بل في كل بلدان العالم العربي.

هذا الأمر من حيث المستوى النظري لمشروع ثقافي، أين مسؤولية المثقف من تحقيق هذا المشروع؟

المثقف يتجرجر وراء هذا، المثقف ربما يسعى وراء أكل عيشه، معظم الذين حضروا إلى هذا الربيع الثقافي أتوسم فيه فقط هذه اللهفة لأن يعرضوا إنتاجهم على أصدقائهم أو زملائهم لاغير، وبالتالي ليس هذا نشاطا  ثقافيا، هذا امتاع ومؤانسة، ليس نشاطا فيه حوار خلّاق أو إيجابي، طبعا أنا لا أعمم ولكن هناك بصيص أمل خلال ماسمعنا ومن خلال النقاشات، ولكن يبدو أن الطابع الآن لتظاهراتنا الثقافية مازال تقليديا، مازال نظريا.

هل ترى التظاهرات الثقافية هي عرض منتج ثقافي كمي دون نقاش حوله أي بدون عمل نقدي ، ألا يتحمل المثقف مسؤولية توجيه دفة سفينة النقد؟

مسؤولية المثقف عليه أن يكسر هذا النمط، وهذه النمطية لهذه التظاهرات التي هي ذات طابع مهرجاني والمثقف عليه أن يكرس جهده أكثر للقاءات أعمق عبر الكتاب، والمجلة والنقاش الفضائي العام، عليه أن يستقل عن هذه الدائرة التي تكرسها السياسة الثقافية باعتبارها سياسة ملء فراغ، المثقف عليه أن يشتغل بصورة موازية لما هو سائد مؤسسيا وسياسيا.

مالذي يمنع المثقف من قيام ذلك؟

ربما عجزه، وتقصيره، وخوفه، وربما انتهازيته، "هناك عوامل كثيرة تمنع المثقف وتجعله عاجزا عن التأثير.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل