المحتوى الرئيسى

شاهد..تكية "ابو الدهب" تحتضر... وتحويله لمتحف "كارثة"

03/28 15:26

تشققات وتصداعات بالحوائط، تهالك البنية التحتيه للأعمدة الخشبية الراسخة بالمبنى، جمال معماري خلاب شاهد علي عظمة التاريخ تعرض للتشوية بعد ان طالته يد الاهمال، فبمجرد دخولك المبني قد يهيئ لك اثناء تجولك بين جنباته انك تسمع صدى صوت لصرخات مكتومة واستغاثات عبق التاريخ الرافض للانهزام والاستسلام لشيخوخته والمتغيرات التي لحقت به وطمست معاملة صوت يهيئ لك انه صادر من بين تشقاق الحوائط و الاعمدة التي تقاوم للبقاء.

"تكية ابو الذهب" تقع بمنطقة الغورية  بالقاهرة شيدت عام1187هـ على يد احد امراء مصر فى العصر العثمانى ويدعى محمد بك ابو الدهب ، لتكون مدرسة تساعد الأزهر في رسالته العلمية، وقد درس بها علماء اجلاء أمثال الشيخ  على الصعيدى،والشيخ أحمد الدردير،اذ تعد واحدة من أهم الملامح التي انتشرت في العصر العثماني لمزيج من الروحانيات والعمارة التاريخية.

فبعد 290 عام تقريبًا، تقع التكية تحت حصار سوق الخضار" سوق التبليطة " الذى تشوبه حالة من الهرج والمرج، فأسوار المبني التاريخي يستخدمة الباعة في عرض منتجاتهم ،في حين يتربع محل جزارة فيم واجه التكية، في مشهد غير لائق مع تاريخ المبني وعراقته.

نالت يد الإهمال من تكية ابو الذهب بدخولك لها لاتجد شىء سوى التشققات والتصداعات بالحوائط، فضلاً عن تهالك البنية التحتيه للأعمدة الخشبية الراسخة بالمبنى،التي شوهت شبابها وجمالها الخلاب الذى كان يندهش له زائريها فى العصر العثمانى.

تحولت التكيه لمكان مهجور مكون من عدة طوابق، اشبه بالقبر تغطيه الأتربة والعناكب من كل جهه لتكون الشاهد الوحيد امام الجهات المعنية الذى تزعم اهتمامها بالمعالم الأثرية، وعزمها علي تحويل التكية لمتحف للأديب نجيب محفوظ طبقا لقرار وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الأثار.

 فبنزولك لأرض الواقع لزيارة "التكية "، ورصد مراحل تحويل المنبي لمتحف ،فحدث ولا حرج اهمال بكل مكان ولا حياه لمن تنادى، فالحالة المزرية التي بها المبني خير دليل على الجرم التى ارتكبته تلك الجهات لتحويل مكان يترنح وآيل للسقوط في أي لحظة لمتحف يرتاده الزوار لمشاهدة روائع الاديب نجيب محفوظ.

  المتعارف ان الأعمدة الخشبية تستخدم لتكون درع يقام على اساسه المبنى وتتشبث به الطوابق لتحملها البنية التحتيه الخاصة بجميع اركانه، ولكن حال وصف اعمدة تكية "ابو الدهب " تجد اخشاب متهالكة لا تتخيل انها مسئولة عن حمل ثقل 3طوابق لمبنى ادارى ضخم، يقطن به عدد من موظفى الإدارة العامة لمناطق الأثار بالأزهر والغورية.

وعندما تطىء قدماك للصعود على سلالم المبنى الأثرى والتجول بأدواره تشعر بحالة دوار وتهتز الأرض من تحت قدميك معلنه اشارة احذر المكان ليس آمن، ويا للعجب فذلك المكان به موظفون يتجهون إليه مع كل صباح لممارسة عملهم!.

أعدت وزارة الثقافة خطة لإعادة توظيف تكية "محمد بك أبو الدهب" لتحويلها لمتحف للأديب العالمى نجيب محفوظ، بالرغم من أن ذلك الطلب يتعارض مع قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية.

محضر المعاينة  المقدم للدكتور محمد احمد عبد اللطيف رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية والمحرر بتاريخ  8 نوفمبر 2015من قبل أعضاء اللجنة الهندسية، افاد أن تخصيص الطابق الأرضى والأول للمتحف قد يضر بالمتحف ذاته وذلك لإمكانية حدوث هبوط أرضى، مشيرين ان منشأت تلك الفترة مقامة على بقايا انقاض مبانى من العصور السابقة مما يعرضها للهبوط.

اللجنة المشكلة طالبت بفتح المدخل الرئيسي للتكية والمطل على جامع الأزهر،ولكن صندوق التنمية الثقافية تجاهل جميع القرارات وكأنها لم تكن وبدء فعلياً بالتنفيذ على أرض الواقع وتحويل التكية لمتحف  وتم تجاهل جميع القرارات وكأنها لم تكن.

عاملين تكية ابو الدهب "ربنا يسامح الوزيرعلى قراره"

اعرب عدد من العاملين بالإدارة العامة لمناطق أثار الأزهر والغورية والمعروفة بتكية "ابو الدهب"، عن استياءهم الشديد لموافقة الدكتور ممدوح الدماطى وزير الأثار السابق بتحويل المبنى الأثرى لمتحف للأديب العالمى نجيب محفوظ، مشيرين ان ذلك يعد انتهاكاً لعظمة الأماكن الأثرية التى يجب تقديرها افضل من ذلك.

ومن جانبه قال ناصر محمد احد العاملين بتكية ابو الذهب ان المبنى لا يستطيع تحمل اعمال الترميم او اقامة متحف لنجيب محفوظ بداخله لتهالكه،فضلاً عن انشاء المبنى واثريته التى دامت لأعوام كثيره.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل