المحتوى الرئيسى

خبراء: الانفلات الإعلامي سبب رئيسي لتدني "لغة" الشباب

03/28 13:32

"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، بتلك الكلمات حث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم- المؤمنين على ضرورة الالتزام بالأخلاق لأنها أهم سمة تتسم بها المجتمعات المتحضرة، فغيابه يؤدي حتمًا إلى انهيار أي أمة.

في الآونة الأخيرة، انتشر بين الشباب استخدام ألفاظ غير لائقة ما أفضى إلى ضياع أخلاقهم، بشكل يتنافى مع تقاليد المجتمع أو تعاليم الدين الحنيف، الذي نهى عن السب، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: "ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء".

و حول سبب انتشار الظاهرة، اتفق خبراء الاجتماع والإعلام والنفسيون أن السبب الأساسي هو ما تعرضه وسائل الاعلام من محتوى هابط ولابد من تشديد الرقابة للحد منها.

مواطنون عن لغة الشباب: "قلة أدب"

أرجع الحاج أحمد السيد" 52 عام" السبب فى انتشار الألفاظ السيئة بين الشباب إلى سوء التربية من قبل الأسرة، قائلًا: "قلة أدب" موضحًا أنه لابد من وجود رقابة واهتمام من الأسرة للقضاء على الظاهرة.

وقالت سكينه متولى،"48 عام" إن سوء التعليم والتربية هما العاملان الأساسيان فى انتشار هذه الظاهرة بسبب قلة الوعى بهما، لافته الى أن الفتيات يتلفظون أيضًا بهذه الكلمات مثل الشباب ولا يحترمون أكبرهم سنًا.

وأضاف جاسر على،"10  سنوات"، أن البيئة التى ينشأ بها الشاب هى التى تدفعه الى إستخدام هذه الألفاظ، مشيرًا الى أن أقرانه يستخدمونها داخل المدرسة، قائلا: "انا مش بعمل زيهم".

وعلق الشاب خليل السيد" 27 عام"على هذه الظاهرة، بأنها بسبب قلة الوعى الدينى لدى الشباب وبعدهم عن الصلاة وعن العادات والتقاليد التى تحكم المجتمع، مؤكدًا أن الحل للقضاء على هذه المشكلة هو تربية الشباب على الأسس الإسلامية الصحيحه التى أوضحها لنا النبى –صلى الله عليه وسلم.

الأسرة والإعلام.. أسباب ضياع الأخلاق

أرجع أحمد ثابت، الخبير النفسى، سبب استخدام الشباب للسباب والألفاظ الغير لائقة إلى الأسرة، المتمثلة فى كيفية تعامل الأب والأم مع أبنائهم، والمدرسة كيف يتعامل المدرس مع التلميذ، والبيئة المحيطة بالشاب، وأخيرًا وسائل الإعلام.

وأكد ثابت أن تأثير وسائل الاعلام خطير على سلوك الشباب لما يبث خلالها من مسلسلات وبرامج تعمل على إكسابهم عادات سيئة، مستشهدًا بواقعة ضرب العضو البرلمانى السابق توفيق عكاشه "بالجزمة".

وتحدث الخبير النفسى عن أفلام السبكي، قائلًا: "إنها مليئة بالإفزازات والإيحاءات الجنسية ويتخذها الشباب قدوة لهم فى نهج حياتهم"، متسائًلا عن دور النقابة أمام ما يبث على القنوات الفضائية.

ونوّه الدكتور محمد هانى خبير الصحة النفسية، بأن سبب استخدام الشباب للشتائم فى لغتهم هو اختفاء دور الأسرة فى التوجيه والإرشاد خلال مرحلة المراهقة بإعتبارها أول خطوة فى تكوين شخصيتهم.

وتابع هانى أن البرامج والأفلام التى تبث باستمرار على القنوات الفضائية عامل أساسى فى انتشار هذه الألفاظ بين أوساط الشباب، لترددها بإستمرار وبالتالى تجاهلوا العادات والتقاليد.

وأَضاف خبير الصحة النفسية، أن استخدام هذه الألفاظ ينعكس بصورة سلبية على المجتمع مما يفضى الى ضياع الأسس الدينية التى نشأنا عليها، مطالبًا بإعادة تأهيل الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح.

وأكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق، أن المؤسسات الإعلامية انهارت قبل حدوث ثورة 25 يناير وتخلت عن دورها وأصبحت مشتته بين الراغبين فى تحقيق الأرباح والمصالح وبين الغير مهتمين.

وأضافت عبدالمجيد أن الشباب نشأ فى بيئة لا تقوم فيها المؤسسات بدورها مما أدى الى اندثار العادات والتقاليد، وانعكس ذلك على سلوكهم قائلة: "بيعاكسوا بألفاظ خارجة والشتائم أصبحت لغتهم".

ولفتت عبد المجيد إلى أن الرقابة لم تعد موجوده وغير قابلة للتنفيذ فى الفترة الحالية لانتشار وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعى بين أوساط الشباب، مطالبة برفع مستوى أداء تعامل الإعلامين مع الجمهور وتدربيهم بالإضافه الى تطوير المواثيق الخاصة بهم.

وأشار الدكتور حسن على رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنيا، إلى أن المحتوى الاعلامى آثر على سلوك الشباب بالسلب وبالأحرى برامج التوك شو والدراما الرمضانية والأفلام بالإضافة الى عدم وجود إهتمام من قبل الأسرة بسبب سوء الظروف المعيشية واهتمامهم بتحصيل قوت يومهم، لافتًا الى غياب دور الرقابة عن وسائل الإعلام سبب كثرة القنوات الفضائية الخاصة.

قالت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الإعلام له دور فعال وأساسي في انتشار الظاهرة فالشباب تأثروا بشكل غير طبيعي بما ينشره المحتوي الاعلامي.

وأضافت خضر أن السينما والدراما لها دور فالجيل الذي تربي على "كابتن ماجد وأبلة فضيلة" ليس كالذي تربي على ما يعرض الآن من مشاهد عنف وبلطجة وغيره من المشاهد غير لائقة، فمفاهيم الأخلاق والتربيه تغيرت، نتيجة انعدام الرقابة.

و للحد من انتشار الظاهرة، أكدت "أستاذ الإجتماع بجامعة عين شمس"، أنه لابد من وجود وزارة للإعلام فضلًا عن تشديد الرقابة على المحتوى الإعلامى، كما يجب الإلتزام بأخلاقيات المهنه وذلك لأنها سيؤثر بشكل ايجابي.

و اتفقت معها فى الرآى الدكتور سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، قائلة: "إن وسائل الإعلام والدراما والسينما لهم دور أساسي في انتشار الظاهرة".

وأوضحت فايد أن أحد الأسباب هو تدهور التعليم إضافة إلى غياب الجزء التربوي من المناهج الدراسية واستخدام بعض المدرسين للألفاظ الخارجة اثناء  تعاملهم مع الطلاب.

واستكملت فايد أن العشوائيات الموجودة في مصر تشكل خطرًا على فئة الشباب لاختلاط الطبقات بعضها ببعض؛ لأن معظم الأحياء الراقيه بها مناطق عشوائية واحتكاك مما يزيد من انتشار الظاهرة.

ورأت فايد أن الحل الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة هو اهتمام بعض المؤسسات بدورها المنوط مثل وزارة الثقافة وإقامتها ندوات ثقافية لتوعية الشباب من آن الى آخر بالإضافة الى تجديد الخطاب الديني وذلك لما له من دور فعال في توجيه الشباب للأصلح.

الداعية محمود عباس، قال إن هذه الظاهرة لم نشهدها من قبل فالألفاظ الجارحة والخارجة الذي يطلقها الشباب الآن أصبحت في كل مكان في الشوارع والطرقات والمدارس وقاعات الدروس، مشيرًا الى أن هذا ليس بغريب علي مجتمع تتنشر فيه الفوضي والهمجية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل