المحتوى الرئيسى

أثري: المسلمون أمّنوا طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين

03/28 12:15

يفتتح الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس المؤتمر العلمى “الحياة اليومية فى مصر القديمة ” بدار ضيافة جامعة عين شمس صباح غد 29 مارس والذى ينظمه مركز الدراسات البردية والنقوش بالجامعة فى الفترة من 29 إلى 31 مارس، بحضور الدكتور محمد سليمان كشاف مدير المركز والدكتور سيد محمد عمر مقرر المؤتمر والعلماء والباحثين المشاركين بالمؤتمر.

ويناقش المؤتمر الورقة البحثية الذى يعرضها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان وعنوانها “تحقيق الطرق التاريخية الدينية والتجارية والحربية بشبه جزيرة سيناء ” حيث يؤكد أن المسيحيون من أوروبا كانوا يحجّون آمنون إلى القدس عبر طريق الرحلة المقدسة بسيناء، وساهم المسلمون فى تأمين وازدهار هذا الطريق.

تبدأ رحلتهم بمصر من الإسكندرية وكان المسيحيون القادمون من أوروبا يقيمون لعدة أيام بدير أبو مينا (مارمينا) بمريوط غرب الإسكندرية، وكان به عدة حجرات كانت تستخدم مكاتب خاصة لشئونهم مما يدل على كم المسيحيون القادمون من أوروبا إلى سيناء، وكان المقدّس يجهز نفسه روحانياً ويرتدى ثوب التقديس ويضع الصليب الأحمر على الثوب ورداء الرأس  ويأخذ نقود كافية ثم يتجه إلى البندقية أو جنوة أو مارسيليا.

ويوضح د. ريحان أن ميناء الطور فى العصر المملوكى استخدم طريقاً للرحلة المقدسة للمسيحيين منذ (القرن الثامن الهجرى / الرابع عشر الميلادى) وكانت السفن تبحر من موانئ إيطاليا جنوة أو البندقية (فينيسيا) إلى الإسكندرية، ثم تتوجه بالنيل إلى القاهرة وبعد أن يحصلوا على عهد الأمان أو الفرمان من سلطان المماليك يقيم المسيحيون فترة فى استراحة للمقدّسين المسيحيين بالقاهرة؛ حيث يتم إعطاء أطعمة للفقراء المتوجهين إلى سانت كاترين.

ويعود المسيحيون إلى أوروبا عن طريق الإسكندرية على سفن البندقية التى تنتظر التجارة المصدرة إلى الإسكندرية من الشرق، وتحدد وثائق البندقية أواخر العصور الوسطى الفترة من 8 إلى 23 سبتمبر من كل عام موعداً لرحيل سفنها للإسكندرية، وتكون على استعداد للعودة محملة بالتوابل فى منتصف أكتوبر أو بداية نوفمبر قبل حلول الشتاء  كما أن لها رحلة أخرى فى مارس لتصل للإسكندرية وتغادرها فى أبريل.

ويشير د. ريحان إلى وجود طريقان مشهوران للرحلة المقدسة بسيناء طريق شرقى وطريق غربى أما الطريق الشرقى فهو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء، ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حالياً) إلى النقب ثم وادى الحسى إلى وادى وتير الذى تتوفر فيه المياه من بئر الحسى وبئر صويرا، ثم يسير الطريق فى وادى غزالة إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية ثم يسير إلى سفح جبل جونة إلى وادى مارة ثم يدخل سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس.

والطريق الغربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس  عسقلان، غزة، رافيا (رفح) رينوكورورا (العريش) أوستراسينى (الفلوسيات) ،كاسيوم (القلس)، بيلوزيوم (الفرما)، سرابيوم (الإسماعيلية) ، القلزم (السويس) ، عيون موسى ، وادى غرندل ،  وادى المغارة ، وادى المكتّب ، وادى فيران إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى القلزم 245كم  ومن القلزم حتى جبل سيناء 130كم فيكون الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم .

ويتابع د. ريحان بأن هناك وادى يطلق عليه وادى حجاج يقع بطريق الرحلة المقدسة القادمة من أيلة وبه عدد 55 نقش للمقدّسين المسيحيين الأرمن القادمين من القدس، أرخّها ميخائيل ستون من القرن السابع إلى العاشر الميلادى أى فى العصر الإسلامى؛ منها نقش لأحد المسيحيين يقول (أنا ذاهب حول موسى) يعنى جبل موسى وآخر يقول (أنا رأيت القدس) وأن وجود مثل هذا العدد من النقوش الأرمينية فى الطريق الشرقى بسيناء وعدم وجودها فى الطريق الغربى يدل على كم المسيحيين الأرمن القادمين إلى جبل سيناء من القدس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل