المحتوى الرئيسى

احتفالات "القيامة" في جنوب السودان.. دعوة للتمسك بالأمل ووقف الحرب

03/27 13:20

لم تمنع ظروف الحرب والجوع والغلاء المواطنين المسيحيين في دولة جنوب السودان، من الاحتفال بأعياد الفصح المعروفة لديهم بـ"أعياد قيامة السيد المسيح"، فقد ازدانت شوارع وطرقات العاصمة جوبا بجموع الناس وهم يتوجهون نحو الكنائس، للمشاركة في قداس أحد القيامة المجيدة، الذي يوافق اليوم 27 مارس، ويعني بالنسبة لمسيحيي جنوب السودان يومًا للتسامح والمحبة ونبذ العنف والكراهية بين الناس.

وفي احتفال العام الجاري، وحّدت جميع الطوائف المسيحية عظتها الرئيسية في جميع الكنائس، وأطلقت رسالة حملت اسم "رسالة الفصح والأمل"، والتي حملت توقيع 8 من قادة الطوائف المسيحية بجنوب السودان أبرزها، "مجلس الكنائس، الكنيسة الكاثوليكية، الكنيسة الأسقفية، كنيسة أفريقيا الداخلية، الكنيسة الرسولية، كنيسة السودان الداخلية".

ودعت الطوائف المسيحية في "جنوب السودان"، المنضوية تحت مجلس الكنائس، قادة البلاد في الحكومة والمعارضة إلى المسارعة لتنفيذ اتفاق السلام، وإنهاء معاناة المواطنين ووضع حد للعنف.

وفشلت أطراف النزاع بجنوب السودان في الوصول لاتفاق حول مراكز تجميع قوات المعارضة المسلحة لريك مشار، الذي تم تعيينه طبقا لاتفاق السلام الموقع مع الحكومة في أغسطس 2015، بمنصب نائب رئيس الجمهورية في فبراير الماضي، ما أدى إلى تأخير وصول قوات المعارضة إلى جوبا، تمهيدا لوصول زعيمها وتشكيل الحكومة الانتقالية.

وتساءلت الرسالة، "لماذا لا يستمع قادتنا لنداءاتنا المتكررة من أجل تحقيق السلام، لماذا لا يزال جنودنا يستجيبون للتوجيهات الصادرة إليهم بقتل إخوتهم وإخوانهم، لماذا لا تزال نار القبلية مشتعلة!!"، داعين في الوقت ذاته "جميع المواطنين وحملة السلاح إلى تجديد الأمل والانضمام لعملية السلام على شرف الاحتفاء بمناسبة أعياد القيامة".

وفي مختلف ولايات جنوب السودان، أحيت الكنائس احتفالات أعياد القيامة، برغم التأثيرات الكبيرة للضائقة الاقتصادية على حياة الناس، فارتفاع أسعار البضائع والمواد الاستهلاكية الضرورية، أدّى إلى اكتفاء المواطنين في مدينة "واو" بالذهاب إلى الكنيسة لأداء الصلوات، بعد أن اختفت المظاهر الاحتفالية الكبيرة.

تقول المواطنة بدرية دينق، للأناضول، "مدينة واو لم تعد كما كانت عليه في السابق، كنا نحتفل بجميع المناسبات المسيحية الكبيرة، لكن هذه المرة أثر الغلاء، وندرة البضائع على مظاهر العيد، فقط توجهنا للكنيسة لحضور القداس، وعدنا إلى البيت أنا وأفراد أسرتي، نتمنى أن تتحسن الأوضاع في الأعوام المقبلة لنعود ونحتفل بصورة أفضل".

ففي مدينة ملكال (شمال شرق)، عاصمة ولاية أعالي النيل، لا يزال الخوف مسيطرًا على النازحين المقيمين داخل مقر بعثة الأمم المتحدة، بعد أن وقعت مواجهات مسلحة في المعسكر، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 10 أشخاص شباط/فبراير الماضي، الشيئ الذي دعا سكان المعسكر إلى الاحتفال بالمناسبة داخل مقر البعثة الأممية، حيث أخلوا واحدة من الخيام لتكون بمثابة كنيسة محلية، بحسب جاغو بيتر، أحد المقيمين داخل المعسكر.

بيتر تحدث لمراسل الأناضول قائلًا، "ليس في مقدورنا الخروج للمدينة للاحتفال بعيد القيامة في الكنيسة، فالجميع بات خائفًا من أن يتعرض للأذى، لذا قررنا أن نحتفل داخل المخيم بشكل مبسّط، نحن في انتظار تنفيذ اتفاق السلام وتكوين الحكومة الانتقالية التي نأمل أن تعيد الأمور لنصابها".

ولا يختلف الحال في مدينة بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة، غربي جنوب السودان، عن واقع الحال في ملكال كثيرًا، حيث يتواجد أكثر من 40 ألفًا من سكان المدينة داخل مقر بعثة الأمم المتحدة، هربوا من منازلهم نتيجة للخوف على حياتهم، وجاء أغلبهم من القرى البعيدة التي شهدت أشرس المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والمتمردين خلال العامين المنصرمين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل