تقرير في الجول - فرنسا 2016..جيل ذهبي جديد للديوك؟

فابيان بارثيز، لوران بلان, ليليان تورام, مارسيل دوسايي , إيمانويل بيتي, باتريك فييرا, كريستوفر دوجاري, زين الدين زيدان, تييري هنري, يوري دجوركايف, هذه فقط بعض الأسماء التي كونت الجيل الأبرز في تاريخ فرنسا.

جيل التسعينيات وبداية الألفية الذي نجح في التتويج بثنائية كأس العالم ويورو 2000, منذ هذا الجيل لم يمتلك الفرنسيون فريقا بهذه القوة, ظهرت بعض الأسماء و الأجيال مثلما كان الحال في 2006 مثلا, لكن فريق لاعبوه الأساسيون والإحتياطيون على نفس المستوى.. هذا نادر.

و لكن يبدو أن ديدييه ديشامب - المدرب الحالي - والذي كان هو شخصيا قائدا للجيل الذهبي علي موعد مع بزوغ نجم جيل ذهبي جديد للديوك, فريق يجمع بين الخبرات والشباب الواعد مثلما كان الحال في نهاية التسعينيات.

فرنسا في الظهور الأخير الودي أمام هولندا، بدأت تظهر لها ملامح التشكيل النهائي الذي سيصطحبه معه ديشامب للنهائيات التي ستقام على أرضها, تشكيل يمكن القول إنه بلا نقاط ضعف في أي مركز - حتي في البدائل - كل مركز يوجد لاعب قادر أن يكون أساسيا وربما أفضل أيضا.

الديوك بدأوا اللقاء بتشكيل يضم: هوجو لوريس حارسا للمرمي, كريستوف جاييه على يمين الدفاع، وباتريس إيفرا يسارا، والثنائي لوران كوسيلني ورافائيل فاران كقلبي دفاع, ثلاثي وسط من لاسانا ديارا في القلب على يساره بول بوجبا و علي يمينه بليز ماتويدي, ثم ثلاثي هجومي في صورة أوليفييه جيرو كرأس حربة, يسانده كلا من أنطوان جريزمان والمتألق ديميتري باييه علي الاطراف.

تشكيل قوي على صعيد جميع الخطوط, دفاعيا الثنائي كوسيلني وفاران أقوياء تكتيكيا وبدنيا ولعبا معا كثيرا تحت قيادة ديشامب مما زاد من التجانس بينهم, اما بدلائهما فيبدو مامادو ساخو هو الخيار الأول, وإذا كان ساخو لاعب يعتمد لأكثر على قوته البدنية ليعوض ضعفه في التمركز, فذلك ربما يكون السبب وراء وجود المخضرم جيريمي ماثيو كخيار أخر على الدكة بما يملكه من وعي تكتيكي كبير وقدرة علي تغطية أكثر من مركز.

على الطرف الأيمن، لا يزال ديشامب حائرا ما بين خبرة باكاري سانيا وحيوية وانطلاقات كريستوف جاييه, بينما يسارا تبدو الأفضلية للخبرة في صورة باتريس إيفرا علي حساب الشباب في صورة لوكاس دين.

وأخيرا فمركز الحراسة في أمان في وجود قائد الكتيبة هوجو لوريس و بديله حارس مارسيليا ستيف مانداندا.

ننتقل إلى الوسط الذي يعج بالأسماء اللامعة, بدأ بالعائد لاسانا ديارا في وسط الميدان في مركز القلب النابض, مفضله علي المتألق نجولو كانتي ويوهان كاباي ومتجاهلا استدعاء مورجان شنايدرلين حتى.

"لاس" - كما يلقب - يقدم موسم مميز مع مارسيليا، نضج كثيرا كلاعب قادر على التحكم في الإيقاع و توفير ساتر دفاعي أول, وإن كان من غير المستبعد أن يفتك كانتي بهذا المركز قبيل البطولة نظرا للمستوى الهائل الذي يقدمه برعم ليستر حتى الآن.

المكانان الأخران في الوسط محجوزان للثنائي ماتيودي وبوجبا, الاول يلعب دور الـBox to Box بمجهوده الكبير ويساهم في إنهاء الهجمات كلاعب إضافي في منطقة جزاء الخصم، مثلما فعل أمام هولندا (شاهد الأهداف)، وبوجبا هو نجم هذا الفريق الذي ستتوجه إليه الأنظار ليكون العقل المبدع والحل بما يملكه من مهارات وقدرة بدنية خرافية.

ربما يكون هذا هو المركز الوحيد الذي يفتقد فيه الفرنسيين للبديل الكفء, فقط يوجد موسى سيسوكو لاعب نيوكاسل كبديل يمكنه أن يؤدي دور لاعب الوسط الحركي, وإن كان كاباي ظهر في هذا الدور من قبل ولكن غياب الديناميكية عنه تجعله ملائم أكثر كلاعب ارتكاز.

في الهجوم, أوليفييه جيرو بدأ اللقاء الودي وظهر مهاجم تيجري المكسيكي جينياك كبديل, لكن يبقي كريم بنزيمة - بالرغم من إيقافه - الاسم الأقرب لشغل مركز رأس الحربة في البطولة الأوروبية, خصوصا بعد قرار المحكمة الأخير الذي أعطى ديشامب الأمل في إعادة مهاجمه المفضل لصفوف الديوك في الوقت المناسب.

بنزيمة، بما يملكه من غريزة تهديفية وحركية في منطقة الجزاء وخارجها, يعتبر هو الأنسب لخطة ديشامب, فجيرو و جينياك لاعبي صندوق كلاسكيين ممكن أن يقدما الإضافة كبدلاء و لكن يبقي كريم بالرغم من كل مشاكله ورقة تستحق الصبر من أجلها.

المركزان الأخيران محجوزان لجريزمان وباييه, مهاجم أتليتكو سيلعب دور مهم كرأس حربة ثاني في الهجمات المرتدة وعنصر مهاري قادر علي تكوين جبهة قوية مع بوجبا, بينما باييه المتوهج مع وست هام هذا الموسم فقد فرض نفسه على تشكيلة ديشامب كلاعب قادر على صنع اللعب والربط مابين خطوط الفريق.