المحتوى الرئيسى

مسرحية لمخرج مصري بالنمسا "لاجئ حباً في الحياة".. تلقي بظلالها على الشرق الأوسط وتصطدم بالتيار القومي الأوروبي (صور)

03/26 11:46

حققت مسرحية (لاجئ حباً في الحياة) نجاحاً كبيراً في النمسا، وقوبلت بردود فعل إيجابية من قبل النقاد والجمهور النمساوي حيث تطرح قضية الساعة والشغل الشاغل والتحدي الكبير للاتحاد الأوروبي.

وتتناول المسرحية، معاناة اللاجئين في رحلات الموت حتى يصلوا إلى أوروبا مع مشاهد البحر والأمواج وقوارب وشاحنات الموت في صراع كبير من أجل الوصول إلى مكان آمن بعيداً عن الحرب والبراميل المتفجرة والدمار وإرهاب داعش.

وحسب مؤلف العمل ومخرجه الفنان المصري محسن ربيع ل “محيط” فأزمة اللاجئين جزءا من سيناريو مؤامرة بدأت خيوطها في منطقة الشرق الأوسط وبدأت بأحداث شهدتها المنطقة منذ أكثر من 13 عاماً، وتحديداً منذ عام 2003 وما خلفته الحرب الأمريكية على العراق وتأثيرها على الشرق الأوسط مروراً بالربيع العربي وعدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة.

المسرحية التي تعرض باللغة الألمانية وركزت على انقسام الأوروبيين حول اللاجئين بين مؤيد لحقهم ورافض، ينهيها ربيع بسؤال مفتوح ( هل المركب كامل العدد؟)، إذ يطرحه مشهد تصادمي بين لاجئين حقيقيين بالنمسا، بطلي العمل، الفنانان العراقي عباس الجبوري، والسوري عارف عمر، مع أندرياس يسه النمساوي القومي الرافض لدخول اللاجئين، وينادي بوقف دخولهم لأن العدد كبير فوق طاقة وتحمل الدولة والمخاوف من الإرهاب.

يتمسك يسه بوجهة نظره بأنه لم يعد هناك مكان في النمسا للاجئين، فيما يتمسك الجبوري وعمر بالحق في الحياة التي من أجلها هربا من الحرب والعنف والإرهاب في سوريا والعراق، وليس طمعاً في حياة أفضل.

المسرحية في عرض مستمر بمدينة كلاجنفورت عاصمة مقاطعة كارنيتن جنوبي النمسا، التي استقبلت عدد كبير من اللاجئين القادمين من الحدود السلوفينية.

ومن جانبه قال الناقد النمساوي توماس ماخر في تصريحات ل “محيط”: العمل الفني جاء متقنا وجيدا للغاية، خاصة وأن المخرج لجأ إلى فن (كسر الإيهام) واستخدام الصورة المتحركة في خلفية الممثلين، والتي تساعد على توصيل المضمون بطريقة عقلية بعيداً عن التأثر العاطفي.

وقال محسن ربيع: كان من المهم ألا يفكر الجمهور الأوروبي بعاطفته، حتى أتجنب التعاطف مع اللاجئ أوالتعاطف ضده حين تنقسم المشاعر حسب درجة تأثرها.

وأضاف: كنت حريصا على إظهار الوجه الآخر لأوروبا حين تعاملت شرطة بعض الدول مثل المجر ومقدونيا بقسوة وبلا رحمة مع اللاجئين عندما استخدموا الهروات ضد النساء والأطفال الذين هربوا من الحروب والإرهاب طالبين الحماية والأمن.

يقول الفنان السوري عارف عمر، أنا كردي من كوبان، ترعرعت في مدينة حلب الشهباء ودرست الموسيقية وعملت بها حتى حلت علينا الكارثة.

يضيف ل “محيط”، إن القصف بدأ براً وجواً عندما هبت رياح الحرية. وتابع: لقد تناثرت حجارة منزلي، ولم أعد أملك سوى آلاتي الموسيقية وذكريات طفولتي. أخذت أطفالي وعائلتي وهربنا لنبحث عن مكان آمن ومستقر، كي آمن لهم الحياة وأبعدهم عن شبح الموت، لقد كانت رحلة اللجوء فظيعة ورهيبة وخطيرة..لكن الحمد لله وصلنا بالسلامة.

كنت أعيش في وطني كأي انسان يطمح أن يقدم له أي شيء كرد للجميل..بهذه الكلمات بدأ عباس الجبوري حديثه ل “محيط”.

ويضيف: عملت منذ طفولتي على بناء حلم موسيقي يقود اسمي واسم وطني إلى حلم عظيم، وتابع: جئت من العراق بلد كاظم الساهر وسعدون جابر وعزيز الرسام وباسل العزيز و قاسم السلطان والكثير من الأسماء الكبيره في العالم الموسيقي.

وسرت على خطى النجوم حتى أتت الحرب ودمرت كل شيء ولم يبق من ركام الأمل سوى منفذ يتسع لي فقط للهروب.

وواصل، عملت جاهدا أن أقدم شًيئاً يعكس ما حدث لي ويحدث لكل مفكر ومثقف يعيش في العراق حين ينتقل من حالة السلام الى حالة الحرب، وماذا يحصل له من تجاهل إعلامي وتغييبه عن الساحة الإعلامية والفنية لسبب انتمائه و حبه لوطنه الجرح عميق.

وتابع، الآخرون ينظرون للاجئين كجياع و بربر جاءوا لسرقة رواتبهم وطعاهم، ولازلت أعاني من هناك و هنا، جئت هنا لكي أحقق أحلامي لا لكي أجلس بعيدا عن العالم وحيدا في مكان نائي.

لقد ألفت 6 أغاني خلال شهر واحد منها أربع أغاني باللغة العربية تتكلم عن حقوق اللاجئين و أخرى عن السلام و أغنيتان باللغة الانجليزية للحب والفراق أقول لكم عاملوني كبشر وإنسان أنا لم آت من جحيم الموت لكي آكل و أنام لأنني كان عندي وطن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل