المحتوى الرئيسى

تم ترلالم.. تم تم

03/25 15:30

بيقولك 5 حشاشين بيهزروا مع بعض بالسكاكين.. 3 ماتوا.. والإتنين اللي فاضلين واحد منهم قال للتاني: "كفاية كده لتقلب بجد"! تم ترلالم.. تم تم.. محشش دخل البيت لقى أمه بتتحرق قالها: "منورة يا حاجة"! تم ترلالم.. تم تم.. خد دي بقى جديدة.. بيقولك محششين عملوا عصابة لسرقة الأجانب، خطفوا سائح طلياني، عذبوه، وقتلوه، ورموا الجثة، وماباعوش مقتنياته، ولا تخلصوا من باسبوره.. وكان معاه حتة حشيش.. ماشربوهاش.. احتفظوا بيها عشان لو جه سأل عليها ولا حاجة! تم ترلالم.. تم تم.

لم أتوقف عن الضحك على النكتة الأخيرة منذ أمس أنا وكثيرون مثلي، ولكنه ضحك كالبكى! فهذه القصة التي يربأ مؤلف "ميكي" بمجلته، أن تسردها على صفحاتها ضمن حكايات عصابة "القناع الأسود"، هي ذاتها مُلخص ما حمله بيان الداخلية الخاص بالقبض على قتلة الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني"! وهو البيان الذي يتفوق في كوميديته على البيان الذي نشرته مديرية مكافحة المخدرات بالسعودية، وطالبت فيه الناس بالتوقف عن تداول "نكت الحشاشين"، لأنها تظهرهم بشكل فكاهي محبب للأطفال!

والقصة باختصار لمن لا يعرفها، أن "جوليو ريجيني" مواطن إيطالي في العشرينيات من عمره، درس الاقتصاد بجامعة كامبريدج البريطانية، وقاده قدره الأسود إلى مصر لإتمام دراساته العليا بتحضير رسالة دكتوراه عن دور النقابات العمالية وواقعها في مصر بعد ثورة 25 يناير، وعُين باحثًا زائرًا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أواخر عام 2015، حيث بدأ أبحاثه التي أجرى خلالها مقابلات مع العديد من النشطاء العماليين المصريين، والشخصيات المنتمية لصفوف المعارضة الحقيقية.

وخلال هذه الفترة، كان "ريجيني" يقوم بكتابة المقالات بانتظام لجريدة "المانيفستو"، وهي جريدة إيطالية يومية ذات توجهات يسارية، ولكن مقالاته كانت تنشر تحت اسم مستعار بناءً على رغبته، وخوفًا على سلامته الشخصية، وهو الأمر الذي أعلنه في ما بعد صديقه وزميله بالجريدة ذاتها، كما ذكر أن "ريجيني" أبدى له توجسًا شديدًا من أن يتم إيذاءه، وكان ذلك بعدما سلمه آخر مقالاته، وعنوانه "استئناف مبادرة النقابات العمالية المصرية".

وقد حكى أصدقاؤه المقربون أنهم حذروه من خطورة الأبحاث التي يقوم بها، فلم يستجب لنصحهم، وخرج من منزله يوم 25 يناير الماضي، الذي يوافق الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير المجيدة، ليمارس عمله الميداني المعتاد، ولكنه لم يعد بعدها أبدًا!

بعد نحو عشرة أيام أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية رسميًّا اختفاء "ريجيني"، وبدأت المباحث المصرية تحرياتها للكشف عن سر اختفائه، ولم تمض سوى أربعة أيام حتى أعلنت النيابة العامة خبر العثور على جثّته! كانت الجثة ملقاة على الطريق العام، وعليها آثار تعذيب (قطع بالأذن، وكدمات، وجروح، وحرق بالسجائر)، ونصفها الأسفل عارٍ!

الخبر لم يشكل صدمة للإيطاليين فقط، وإنما أيضًا للمصريين من أصدقاء "ريجيني"، ولكل من يرى أنه تم تعذيبه، وقتله بسبب موضوع أبحاثه، وطالبت إيطاليا مصر بإجراء تحقيقات موسعة فورًا لمعرفة المسؤولين عن الحادث البشع، والمحزن، والمخزي أيضًا، كما أعلنت وقف الأنشطة الاقتصادية بين البلدين لحين إعلان نتائج التحقيقات، واعتبر البرلمان الأوروبي أن الحادثة ليست الوحيدة ولكنها تأتي في سياق ظاهرة أصبحت متكررة بمصر خلال السنوات الأخيرة، تشمل عدة حوادث اعتقال، وتعذيب، وقتل!

أما (أمنجية) النظام من الإعلاميين، فلم ينتظروا تحقيقات ولا دياوله، وتطوعوا بتفسير ما حدث، بما يجُب التهمة عن أي جهاز أمني مصري، لا سيما أن بعض منظمات حقوق الإنسان بمصر، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كانوا قد شنوا هجمتهم باتهام الأجهزة الأمنية المصرية بقتل "ريجيني"!

وبعد أيام من الاتهام، والنفي، والبحث، والتحقيق .. تمخَّضَ الجبلُ فولد فأرًا!

لقد أصدرت وزارة الداخلية أمس في بيان رسمي لها، أن قوات الأمن قتلت خمسة أشخاص قاموا بتكوين تشكيل عصابي، لسرقة الأجانب بالإكراه، وقد توصلت قوات الأمن إلى أن العصابة ذاتها متورطة في قتل الإيطالي "جوليو ريجيني"، بعدما وجدت مقتنياته الخاصة لدى شقيقة أحد أفراد العصابة بمحافظة الشرقية!

في حين كشفت تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة، أن التشكيل العصابي الذي أعلنت الداخلية مسؤوليته عن مقتل "ريجيني"، ليس له علاقة بقتله!

والقصة التي روتها الداخلية، تفيد بأن أعضاء العصابة قتلوا "ريجيني" واحتفظوا بمقتنياته، لمدة 60 يومًا، لم يفكروا خلالها أن أوراقه التي تشمل الباسبور تشكل دليلا لإدانتهم وعليه يجب إلقاؤها في النيل مثلاً، فقام أحدهم بشد الرحال إلى الشرقية وهو يحمل هذه (البلاوي) معه، ليودعها لدى شقيقته، كما أنهم لم يقوموا ببيع مقتنياته (الساعة والنظارة وخلافه)، والأنكى من ذلك كله أنهم احتفظوا بقطعة من الحشيش ضمن مقتنياته!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل