المحتوى الرئيسى

خبير مياه: الميزانية لا تتحمل حفر 6 آلاف بئر جوفي «الـ1.5 مليون فدان»

03/25 14:45

طالب الدكتور عباس شراقي الخبير الجيولوجي، الأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، الحكومة بإجراء دراسة جدوى مشروع المليون ونصف المليون فدان، بحيث تتم دراسة مصادر المياه أولاً قبل إعلان المساحة المستهدف زراعتها.

قال، في تصريحاتٍ لـ"التحرير"، اليوم الجمعة: "علينا دراسة مصادر المياه حتى لا تتكرر تجربة الغاز الطبيعي الذى أعلنت فيه الحكومة أنَّنا لدينا مخزون يكفي 34 عامًا وبعد ذلك اكتشفنا أنَّ هذا كلام غير صحيح وأصبحنا نستورد الغاز حاليًّا مما أدَّى إلى توقُّف بعض محطات الكهرباء".

أضاف أنَّه من الضروري أن تتولى إجراء دراسات الجدوى للمشروعات الخاصة بالمياه الجوفية مكاتب استشارية أجنبية للتحقُّق من كمية المياه وتقييم الخزان الجوفي والتحقُّق من مساحة الأراضي القابلة للزراعة واستمراريتها لفترة لا تقل عن 100 عام مع التأكيد على زراعة محاصيل غير تقليدية بحيث تحقِّق ربحًا يتماشى مع التكلفة العالية للمشروع.

وأوضَّح: "من أكبر الأخطاء التي تتم حاليًّا هو تحديد المساحات الزراعية ثمَّ تحديد المياه.. الأصح أن تدراسة المياه أولاً ثمَّ بعد ذلك نرى ماذا ستكفي هذه الكمية من المياه لكن ما يتم حاليًّا هو تحديد المساحة أولاً وهذا خطأ فادح".

وتابع: "المشروعات الزراعية ليست من المشروعات المربحة وبالتالي فيجب الحفاظ على المياه الجوفية للأجيال المقبلة من أجل الشرب على الأقل.. والفلاح رغمَّ توافر المياه بالدلتا والوادي بالمجان إلا أنَّه يعد من أشد فئات المجتمع فقرًا فما بالنا في حالة حفر آبار يصل البئر الواحد إلى ستة ملايين جنيه".

ميزانية مصر لا تتحمل تكلفة حفر ستة آلاف بئر جوفي

وأوضَّح: "وزارة الري حفرت 700 بئر من إجمالي ستة آلاف بئر مستهدف حفرها وميزانية مصر لا تتحمل تكلفة كل هذه الآبار"، متسائلاً: "كيف نحفر آبارًا جديدة في توشكى وهناك 102 بئر غير مستخدمة أصلاً هناك، وكيف نحفر مزيدًا من الآبار ونحن لا نستخدم المياه في المجارى المائية هناك؟.. حفر البئر الواحد على عمق 1400 متر تكلف ستة ملايين جنيه وهي تكلفة باهظة، ووزارة الري تسابق الزمن لحفر مزيدٍ من الآبار للوصول إلى الرقم المستهدف وهو ستة آلاف بئر".

وتابع: "الأزمة المتوقع حدوثها في هذه المجتمعات أنَّه في حالة حدوث مشكلة في المياه ستنهار هذه المجتمعات التي أنفق عليها مئات الملايين من الجنيهات، وبالتالى فإن لم تدرس المياه جيدًا ستكون هناك عواقب وخيمة على هذه المجتمعات.. هذه المياه الجوفية حقٌ للأجيال المقبلة، ولا يجب استنزافها وبالتالي لا يجوز زراعة محاصيل شرهة للمياه مثل البرسيم والقمح والشعير مثلما أعلن وزير الزراعة".

ولفت شراقي إلى أنَّ استخدام هذه المياه في زراعة الذرة والقمح سيؤدي إلى استنزاف كميات كبيرة من المياه، مشدِّدًا على ضرورة تنفيذ المشروعات القديمة أولاً مثل "توشكى" الذي يصل إلى 500 ألف فدان، و"شرق العوينات" الذي يصل إلى 200 ألف فدان، و"ترعة السلام" بسيناء الذي يصل إلى 400 ألف فدان وهو ما يزيد عن مليون و100 ألف فدان، كاشفًا عن أنَّ الدولة دفعت ستة مليارات جنيه لشراء محطات للرفع لهذه المشروعات عام 1998، بما يقدر حاليًّا بـ40 مليار جنيه.

20 محطة رفع متوقفة بتوشكى 

وأوضَّح شراقي أنَّ مشروع توشكى به 21 محطة رفع لا تعمل منهم سوى محطة رفع واحدة فقط، لافتًا إلى أنَّ محطات الرفع بتوشكى هي أكبر محطات رفع مياه في العالم، بينما لم تعمل 20 محطة رفع منذ 18 عامًا، لافتًا إلى أنَّ هذه المحطات إن لم تستخدم بحد أقصى ثلاثة أعوام فإنَّ عمرها الافتراضي سينتهي ولن تستطيع أن تعمل مرة أخرى كما أنَّها لن تجد لها قطع غيار.

وأبدى شراقى دهشته من حفر وزارة الموارد المائية والري آبارًا جوفيةً في الوقت الذي لم يتم فيه استخدام المياه السطحية التي تجري بالمجاري المائية، لافتًا إلى أنَّ هناك من يعمل على عدم تنفيذ المشروع حتى لا يحسب الإنجاز للدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأاسبق والرئيس المخلوع حسني مبارك.

تابع: "أود أن أوجِّه رسالةً للرئيس عبد الفتاح السيسي أنَّ إحياء مشروع توشكى سيذكر له في التاريخ لأنَّه لا يجوز أن تضيع 40 مليار جنيه من أموال الدولة دون الاستفادة منها".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل