المحتوى الرئيسى

إغاثة اللاجئين في تركيا..مبادرات تطوعية والدولة غائبة

03/25 16:35

بالرغم من الاتفاق الأوروبي-التركي، والمليارات الموعودة من الإتحاد الأوروبي، لا يتلقى اللاجئون في الغالب أي مساعدات من الحكومة التركية. متطوعون يحاولون ملء الفراغ ومساعدة اللاجئين بما يتوفر من إمكانيات.

هنا فيمدينة جشمة المتميزة بمنتجعاتها السياحية والعلاجية، والواقعة إلى الغرب من إزمير بحوالي 85 كم على سواحل بحر إيجة، يجلس رهط من الناس. يتجاذب الجمع أطراف الحديث ويثرثرون ويضحكون ويشربون الشاي. فجأة وعلى حين غرة، يأتي النداء: هناك مجموعة من اللاجئين تحتاج لمساعدة عاجلة بالغذاء والدواء. يقفز المتطوعون من أماكنهم لمد يد العون. الكل يعرف ما عليه فعله. وعلى الرغم من العجلة، تسري الأمور بهدوء وبالروتين المعتاد. يقول ميسيت، ذو الواحد وعشرين ربيعاً والذي يدرس الإدارة السياحية في جامعة المدينة: "تلقينا قبل خمس دقائق مكالمة من صديقة تخبرنا أنها رأت عائلة لاجئة تختبئ في الغابة خوفاً من الشرطة".

كل ما يلزم في متناول اليد...في المستودع

في هذه الأثناء يندفع مسيت إلى المستودع حيث تتواجد كل الاحتياجات الضرورية: حفاضات للأطفال، أغطية نوم، ملابس للبالغين. تم جمع وترتيب هذه الاحتياجات بعمل استمر لشهور.

ميسيت يريد أن يصبح دليلاً سياحياً ليعرّف الناس بتاريخ مدينته. بالنسبة إليه، من البديهي مساعدة المحتاجين.

يقع المقر الرئيسي بالقرب من المستودع، أو على الأقل هذا ما يسمي به الجميع المكان. وفي الواقع فإن المقر الرئيسي ليس أكثر من مقهى صغير يتم استخدامه كمقر للجمعية. يستمر الزوار والمتطوعون والمحتاجون بالدخول والخروج من وإلى المكان طوال اليوم. تنبعث أصوات موسيقى خافتة في المقهى. الجو العام في حالة استرخاء على الرغم من العمل المستمر للمتطوعين في الجمعية الإغاثية المسماه Imece(معاً). معاً هو شعار الجمعية أيضاً. معظم متطوعو الجمعية من الطلاب مثل ميسيت. يتطوع الطلاب بأوقات الفراغ ويتعاونون فيما بينهم لمد يد العون.

جزء أساسي من العمل الإغاثي

من الواضح أن نور ساريجولو فخورة بما تقوم بها مجموعتها. فالمجموعة أصبحت جزء أساسي من العمل الإغاثي: "يتصل بنا خفر السواحل، عندما ينقذون أحد اللاجئين من البحر، وتفعل الشرطة الشيء نفسه"، تحدثنا السيدة التي تبدو منتصف الأربعينات. تتابع نور: "بالدرجة الأولى يعتمد خفر السواحل على مساعدتنا أكثر من غيرهم. فمعظم من يسحبونهم من الماء يكونوا مبتلين، ومتجمدين من البرد، ومحتاجين ملابس جديدة".

معظم التبرعات تأتي من التبرعات الفردية المادية والعينية. ويؤمن المقهى بعض الدخل أيضاً.

تمويل الجمعية بالكامل من التبرعات. تقول ساريجولو أنهم يتلقون الدعم من كافة أنحاء العالم. تحاول الجمعية الإغاثية ملء الفراغ، الذي تتركه الدولة التركية. ويرى كريستيان براكل، مدير مؤسسة هاينرش بول في إسطنبول أن هذا العمل ضروري: "باستثناء اللاجئين السوريين، فإن اللاجئين الآخرين لا يتلقوا أي مساعدة أو بيت، وليس لديهم وضع قانوني كلاجئين". لا يتلقى أي من اللاجئين المذكورين أي نوع من المساعدة المادية من الدولة، يضيف الخبير براكل.

مساعدة اللاجئين بدل من قضاء إجازة

أي مساعدة هي ذات أهمية بالنسبة للجمعية، "نستخدم الشبكات الاجتماعية كالفيسبوك وتوتير قبل أي شيء آخر لنلفت الأنظار لعملنا". حتى أن بعض المتطوعين الأجانب تحمل مشاق السفر وجاء ليساعد. فمثلا تنحدر كلاوديا بوب من مدينة بوخم في غرب ألمانيا وتعمل في مدرسة لتعليم اللغات. تقضي إجازتها هنا وتساعد مثلها مثل الطلاب كمتطوعة.

بدلاً من التمدد بكسل على الأريكة فضلت كلاوديا قضاء إجازتها في مساعدة اللاجئين

لاتزال كلاوديا مصدومة من الظروف المعيشية للاجئين: "حالة الناس هنا سيئة جداً جداً. لا أحد هنا يساعدهم أو يعتني بهم. من لا يملك أوراق شخصية ثبوتية أو مال سيكون مضطراً للمبيت في العراء"، كما تقول.

يهرول بعض اللاجئين إلى محطة الحافلات عند هطول المطر، فهناك سقف على الأقل يمكنهم الاحتماء به من المطر.

الدولة منهكة؟ إذا يتوجب تدبر الأمر

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل