المحتوى الرئيسى

بلجيكا تواصل تعقّب الإرهابيين وعبد السلام يطلب تسليمه لفرنسا

03/24 16:57

تواصل بلجيكا، الخميس، تعقب شخصين في إطار التحقيق في اعتداءات بروكسل بعد الكشف عن علاقة ثلاثة من منفذيها تم التعرف الى هوياتهم حتى الآن، باعتداءات تشرين الثاني في باريس، ما يعكس الثغرات الأمنية في بلجيكا وفي مكافحة الارهاب في أوروبا بشكل عام.

وأشار التحقيق الى أن الانتحاريين الثلاثة الذين حددت هوياتهم في مواقع الهجمات في مطار بروكسل الدولي ومحطة مالبيك للمترو، وفّروا على الأقل دعماً لوجستياً في تدبير هجمات تشرين الثاني في باريس (130 قتيلاً) ومساعدة الناجي الوحيد من الفرق التي نفذتها صلاح عبد السلام، على الفرار قبل القبض عليه الجمعة في بلدته مولنبيك في بروكسل بعد تواريه طوال أربعة اشهر.

والخميس، أعلن سفين ماري محامي الفرنسي البالغ 26 عاماً الموقوف في بروكسل، أن موكله "ابلغه برغبته في الذهاب الى فرنسا في اسرع وقت ممكن"، مضيفاً ان عبد السلام "لم يكن على علم" باعتداءات الثلاثاء.

وقال المحامي إن "صلاح عبد السلام عبر لي عن رغبته في الذهاب الى فرنسا في أسرع وقت ممكن"، مضيفاً "سأرى قاضية التحقيق حتى لا تعترض بعد الآن على رحيله".

لفت الانتباه الى انه "ادرك أن جزءاً صغيراً من الملف يعالج هنا ويريد أن يوضح موقفه في فرنسا وهذا امر جيد".

ويشير هذا الإعلان الى تبدل في الدفاع عن الناجي الوحيد من المجموعات التي نفذت اعتداءات باريس، في 13 تشرين الثاني الماضي.

وكان صلاح عبد السلام أكد في أول جلسة غداة توقيفه، أنه يرفض نقله الى باريس كما تطلب السلطات الفرنسية، في اطار مذكرة توقيف أوروبية.

وقال المحامي ان جلسة امام غرفة المجلس، وهي هيئة بلجيكية للتحقيق، حول تنفيذ مذكرة التوقيف، مقررة في 31 آذار.

وأضاف أنه حصل على إرجاء الى السابع من نيسان لجلسة كان يفترض ان تبت الخميس في ابقاء موكله موقوفاً نظراً لحجم الملف الكبير.

وكان المحامي ماري يرد على سؤال طرحه صحافي في ختام جلسة أمام غرفة المجلس بالانكليزية، حول ما اذا كان عبد السلام على علم بهذه الهجمات.

ويبقى الحزن يلف العاصمة البلجيكية، فيما يبدو التعرف الى هويات القتلى الـ31 بحسب حصيلة مؤقتة صعباً جداً، وتم التعرف الى أسماء أربعة منهم فحسب.

وفي مبادرات تعاطف عارم تحولت ساحة البورصة الى شبه نصب تغطيه الرسائل والاعلام والشموع والورود.

وفرد أشخاص لافتة كبرى أرضاً تقول "ايك بين بروسيل، انا بروكسل"، الى جانب مئات الشموع والزهور وقصاصات داعم ونسخ صغيرة لتمثال مانوكان- بيس وزجاجات البيرة البلجيكية إضافة الى أعلام برازيلية وفرنسية وجزائرية الى جانب علم بلجيكا المرفوع في الساحة.

على تقاطع دائري وضعت عشرات الشموع على شكل قلب، فيما وضعت لافتة كتب عليها: "ما زلت احب عملي في المطار" وقع عليها المئات من الاشخاص حول شعار المطار.

وبسبب تعذر التعرف الى هويات غالبية الضحايا حتى الآن، يعيش الكثير من الأقارب ظروفاً صعبة جداً منذ ثلاثة أيام بسبب هذا الغموض.

وأُرسلت الجثث من مطار زافنتيم الى مسستشفى سان لوك التابع لجامعة "لوفان" ومن محطة "ميلبيك" الى مستشفى "نيدر-اوفر-هيمبيك" العسكري شمالي بروكسل.

وفتحت صفحة على "فايسبوك" بعنوان "مفقودو بروكسل" لتبادل المعلومات حول كل من اعتبر في عداد المفقودين بعد الاعتداءات.

وأسفرت الهجمات على المطار ومحطة المترو، صباح الثلاثاء، عن مقتل 31 شخصاً واصابة 300 بحسب الحصيلة الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة، الأربعاء.

وما يزال 150 جريحاً يتلقون العلاج بينهم 61 في العناية الفائقة، فيما يقبع أربعة من الجرحى في غيبوبة ولم تعرف هوياتهم، بحسب ما نقلت وكالة "بلغا" عن المتحدثة باسم الوزارة ماغي دي بلوك.

ووقف المواطنون دقيقة صمت جديدة عند ظهر اليوم، في جميع انحاء البلاد عن أرواح الضحايا، في اليوم الثالث من الحداد الوطني.

الى جانب موجة التضامن والحزن والدموع تكثفت التساؤلات والانتقادات اللاذعة، أحياناً في الأيام الأخيرة، إزاء عجز البلجيكيين والأوروبيين عامة عن حماية انفسهم.

وكان الانتحاريون الثلاثة ابراهيم وخالد البكراوي ونجم العشراوي معروفون، لا بل مطلوبون لدى الاجهزة الامنية البلجيكية.

فخالد البكراوي البالغ (27 عاماً) الذي فجر نفسه في محطة مترو "مالبيك"، كان مطلوباً بداعي "الارهاب" لدى الشرطة الدولية "انتربول"، بحسب وثيقة.

اما شقيقه ابراهيم (29 عاماً) الذي فجر نفسه في المطار، فقد صنفته أنقرة "ارهابيا" وطردته، بحسب ما كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأربعاء، مؤكداً أن "احد الذين شاركوا في هجوم بروكسل اعتقل في حزيران العام 2015 في غازي عنتاب. وتم ابعاده في 14 تموز العام 2015 بعد معلومات من السفارة البلجيكية.. أبلغنا البلجيكيون انه تم الإفراج عنه".

لكن وزير العدل البلجيكي كون غينز نفي رواية إردوغان. ورد وزير العدل البلجيكي بالقول "لم تجر بالتأكيد عملية إبعاد الى بلجيكا"، "حينذاك، لم يكن معروفاً لدينا بسبب الإرهاب. كان مجرما للحق العام يخضع للحرية المشروطة.. وعندما طرد كان هذا الى هولندا وليس الى بلجيكا، بحسب المعلومات التي نقلتها لي النيابة الاتحادية"، في تصريحات لتلفزيون في "ار تي" البلجيكي الناطق بالهولندية.

والثلاثاء، عثرت الشرطة البلجيكية على "وصية" كتبها إبراهيم البكراوي على كمبيوتر محمول وجد في مستوعب قمامة في منطقة شيربيك في بروكسل، حيث ركب المهاجمون عبواتهم وانطلقوا في سيارة أجرة نحو المطار حاملين أكياساً سوداء مليئة بالمتفجرات.

وكتب البكراوي في الرسالة أنه "على عجل ولا يدري ما العمل" لأنه "مطلوب من جميع الجهات". أما الانتحاري الثالث الذي فجر نفسه في المطار نجم العشراوي، فكان مطارداً منذ أن عثر على آثار لحمض نووي عائد له في عدد من الشقق التي استأجرتها المجموعات التي نفذت اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني، وعلى مواد متفجرة استخدمت في هذه الهجمات التي تبناها التنظيم الإرهابي أيضاً.

ويجري البحث عن رجل رابع يظهر مع ابراهيم البكراوي والعشراوي في تسجيل "فيديو" مراقبة وهم يدفعون عربتي حقائب أمامهما. وحتى الآن لم يكشف المحققون هويته.

كما يجري البحث عن مشتبه به اضافي على علاقة بالهجوم في المترو على ما اعلنت مصادر في الشرطة، الخميس.

ومن الثلاثاء بدا سياسيون فرنسيون ينتقدون أجهزة الأمن البلجيكية، وتحدث وزير المالية الفرنسي ميشال سابان عن "نوع من السذاجة" البلجيكية في التعاطي مع التشدد الاسلامي والانغلاق الاجتماعي في بعض الأحياء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل