المحتوى الرئيسى

ناصر الدين الأسد.. عمر حافل بخدمة لغة الضاد

03/24 13:07

تابع دراسته في عمان وهناك أتيح له الاتصال بشعراء كانوا معلمين في وقتهم من أمثال كاظم الخالدي وعبد المنعم الرفاعي وسعيد الدرة.

توفيت والدته عام 1936 ثم والده عام 1939 وهو في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية المتوسطة في عمان، فوجد نفسه أمام مسؤوليات جديدة، واضطر إلى العمل بعض الوقت فعمل كاتبا في ديوان قاضي القضاة والمحكمة الشرعية.

التحق الأسد عام 1939 بالبعثة الدراسية في الكلية العربية بالقدس لاستكمال المرحلة الثانوية حتى عام 1943 وكانت تمثل أعلى معهد تعليم في فلسطين والأردن، وممن درس في هذه المدرسة حينئذ إسحق موسى الحسيني وأحمد سامح الخالدي ونيقولا زيادة.

عاد الأسد إلى عمان بعد تخرجه وعمل في التدريس بمدارسها، ثم غادرها إلى القاهرة في العام التالي ملتحقا بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، وتخرج من قسم اللغة العربية عام 1947.

مارس التدريس في عدد من الدول العربية، وتولى مناصب ثقافية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، كما عمل في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، وكان عميدا لكلية الآداب والتربية في الجامعة الليبية ببنغازي.

عاد الأسد إلى لأردن ليؤسس مع آخرين الجامعة الأردنية عام 1962 وترأسها حتى 1968، كما عين رئيسا في فترة أخرى بين 1978 و1980.

تولى الإشراف على الشؤون الثقافية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في القاهرة، وعمل سفيراً للأردن بالسعودية خلال 1977-1978.

تسلم الأسد منصب وزير التعليم العالي بين 1985 و1989، ثم عين رئيسا لجامعة عمان الأهلية وعضوا في مجلس الأعيان بمجلس الأمة الأردني بين 1993 و1997. وترأس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) بين 1980 و2000، ومجلس أمناء جامعة الإسراء.

انضم لمجامع اللغة العربية بدمشق والقاهرة والهند والأردن والصين، وكان عضوا بمجلس إدارة هيئة الموسوعة الفلسطينية، وأكاديمية المملكة المغربية، والمجلس الاستشاري الدولي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن، واللجنة الملكية لجامعة آل البيت للعلوم والآداب، واللجنة الملكية لشؤون القدس، والمجمع العلمي المصري في القاهرة، ومجلس التعليم العالي في الأردن.

يعتبر ناصر الدين الأسد من أصحاب التوجه الإسلامي العروبي، فقد ظل ملتزما منهجا وسطيا يدافع عن التوأمة بين العروبة والإسلام اللذين يرى أنهما أمران متلاحمان، وهاجم من حاول اصطناع الخلافات بينهما.

تعرف ناصر الدين الأسد على رواد كبار أمثال عباس محمود العقاد وطه حسين وأمين الخولي وشوقي ضيف ومحمود محمد شاكر، وبعض هؤلاء تتلمذ على أيديهم، وحظي بعنايتهم وصداقتهم.

وعانى الأسد خلال سنوات دراسته عسر الحال وضنك العيش واضطر إلى مزاولة العمل موازاة مع دراسته الجامعية، فعمل مترجما لهندي جاء يعد الدكتوراه في القاهرة ومعه كتاب ديني طلب منه أن يترجمه له إلى العربية، ويقوم بالتعليق عليه ليكون رسالته الجامعية، وعمل مراسلا لجريدة "الوحدة" التي كانت تصدر في القدس.

درَّس الأسد بعد تخرجه في المدرسة الإبراهيمية بالقدس، وقدم برنامجا إذاعيا في الإذاعة العربية لمحطة الشرق الأدنى بعنوان "حديث الصباح"، لكنه ما كاد يستقر حتى أعلن قرار تقسيم فلسطين فاضطربت أحوال البلاد، وعجت فلسطين بحركات المقاومة وقامت الحرب بين العرب واليهود عام 1948 فانتقل للعمل في ليبيا، وكان فيها من مؤسسي أول مدرسة ثانوية متوسطة في طرابلس.

عاد إلى القاهرة عام 1949 لدراسة الماجستير والتدريس في المدرسة الإنجليزية، وهناك حصل على الماجستير من كلية آداب جامعة فؤاد الأول 1951 برسالته "القيان والغناء في العصر الجاهلي"، ثم نال الدكتوراه بتقدير ممتاز من جامعة القاهرة 1955 بأطروحته "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية"، وكان أول أردني ينال الدكتوراه من جامعة القاهرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل