هل تفقد «أون تي في» جمهورها بالتدريج؟
«هناك تراجع واضح في نسب مشاهدة أغلب برامج القناة». هذا هو ملخص تقرير ضخم استلمه من فترة إيهاب صالح العضو المنتدب لفضائية «أون تي في» ورئيس «أو ميديا» (كيان حديث مسؤول عن كل وسائل الإعلام والإعلان المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس).
لم يعد الأمر سراً داخل أروقة القناة، إذ يتحدَّث أغلب فريق العمل في الكواليس عن تراجع الفضائيّة التي كانت تفخر في السابق بأنّ أهم القنوات العالميّة تنقل بعض الفيديوهات عنها. فخلال الفترة الماضية، استغنت القناة عن أعداد ضخمة من العاملين لأسباب اقتصاديّة، وقلّت الإعلانات بدرجة كبيرة، وغابت أيّ رؤية للتطوير. لكن حديثاً، أعلنت القناة أنّها ستطلق ثورة تطوير، فهل ستنجح بذلك؟
«اقتصاد المغرب يقوم على الدعارة، وفي البلاد أكبر نسبة من مرضى الإيدز». تسببت الجملة السابقة بإقالة أماني الخياط مقدمة برنامج «صباح أون» الذي كانت تقدِّمه على فضــائيّة «أون تي في» حتى تمّوز من العام 2014. اعتبرت إدارة القناة وقتـــها أن الحلــقة غــير مهــنيّة، لكنّ التخبّط الذي تمرّ به القناة حالــياً، جعلها تتوهَّم أن إعادة أماني الخياط إلى فريق عمل القــناة من الممكــن أن يكون منقذاً. تواصلت إدارة القناة مع الخياط وطلبت منها العودة لتقديم نفس البرنامج. وافقت المذيــعة التي تقدم حالياً برنامج «أنا مصــر» على شاشة التلفزيون المصري. أطلقت القناة حملة إعلانات ضخمة في شوارع القاهرة عليها صورة الخــيّاط. لكــن فجــأة ومن دون مقدمات، قرَّرت الخياط أن تعتذر عن العمل فحــذفت القــناة كل الإعلانات مرة أخرى، من دون أن توضح للناس حقــيقة ما حــدث، وكــأنّ أمراً لم يكن.
العرض الذي رفضته أماني الخياط لم يقدم لمذيعين آخرين توقفت برامجهم، ومنهم ريم ماجد التي كانت تقدم برنامج «بلدنا بالمصري» و«جمع مؤنث سالم»، قبل أن تكتفي بالعمل كمدربة في «أكاديمية أونا» التابعة للقناة. ومنهم أيضاً يسري فودة الذي كان يقدم برنامجاً استقصائياً مهمّاً هو «آخر كلام». أغلقت القــناة ملف مذيعين مهنيين إلى درجة كبيرة ساهموا في إنجاحها، واكتفت بترك مذيعــين معروفين بعدم مهنيّتهم وعلى رأسهم يوسف الحسيني الذي سبق وحرّض على ضرب السوريين في شوارع مصــر «بالقفا»، على حدّ تعبيره.
لا يمكن القول إنَّ التراجع الذي تواجهه «أون تي في» سببه الرئيس استقالة البرت شفيق الذي رأس القناة لعدّة سنوات، واستقال في حزيران من العام 2015 (راجع السفير عدد 6/6/2015). فقبل استقالته بشهور كان تراجع القناة التدريجي قد بدأ، وتردَّد وقتها أنّ تراجع نسب المشاهدة كان أحد أسباب الاستغناء عن شفيق. ولهذا السبب، بدأ إيهاب صالح عمله كمدير جديد للقناة، باتفاقيّة تعاون وقعّت رسمياً في آب الماضي بين وكالة «بروموميديا» الإعلانيّة، وبين شركة «رد بي» المتخصّصة في وضع تصوُّر لتطوير القنوات. والهدف الأساسي من ذلك هو عودة «أون تي في» إلى قوائم الأكثر مشاهدة في مصر.
أحدث محاولات مالكي «أون تي في» لإنجاح قناتهــم فهو شركة «أو ميديا»، التي بدأت مهمتــها مؤخراً بخطة لتطــوير «أون تي في»، وتحويلها إلى شبــكة تتــكوّن من عدّة قنوات. وسيشمل التطوير أيضاً فضائية «أون تي في لايف» واعطائــها شــكلاً إخباريّاً أوضح، وتزويدها بعدد كبير من المراســلين لتغطــية أكــبر عدد من الفاعليات. لكــن حلم الكيان الجديد بالتطوير لم يتحــول حتى الآن إلى واقع، ولا يعــرف من اين ستــيتم الحصــول على التمــويل الــلازم للتطوير بينما كل الظروف داخل القناة تبيّن أن هناك أزمة مادية.
Comments