المحتوى الرئيسى

«داعش» يدمي قلب أوروبا: 234 قتيلاً وجريحاً

03/23 02:10

نجح تنظيم «الدولة الاسلامية» مجدداً في اختراق الاجراءات الامنية المشددة، موجهاً إرهابه، هذه المرّة الى قلب اوروبا، عبر ثلاثة اعتداءات إرهابية في بروكسل، أسفرت عن مقتل 34 شخصاً، وإصابة أكثر من 200 بجروح، وتسببت بشلل في العاصمة البلجيكية، وذعر أمني طال أوروبا بأكملها، وعبر الضفة الأخرى من المحيط الاطلسي، مع اعلان السلطات الامنية في الولايات المتحدة تعزيز الاجراءات في معظم المدن الرئيسة.

ووقع الانفجاران الأوّلان قرابة الساعة الثامنة (السابعة بتوقيت غرينيتش) في مطار بروكسل الدولي، ما اوقع 14 قتيلا و96 جريحاً، وفق رجال الاطفاء المحلي.

وأعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية ان انتحاريين «على الارجح» فجرا اثنتين من القنابل التي انفجرت صباحا في مطار بروكسل، مشيرة الى ان الشرطة البلجيكية تلاحق مشتبها فيه ثالثاً.

وقال المدعي العام فريديريك فان لو، خلال مؤتمر صحافي، ان «عمليات دهم مختلفة تجري في اماكن عدة في البلاد ويتم الاستماع ايضا الى العديد من الشهود».

وبحسب حاكم مقاطعة برابان الفلامنكية لودفيك دو فيتي فان منفذي الاعتداءات «أدخلوا ثلاث قنابل» الى مطار بروكسل لكن احداها «لم تنفجر».

وافاد شهود عيان بأن اطلاق نار سمع في قاعة المغادرة في المطار الدولي، ثم هتف رجل صيحات بالعربية وسمع دوي انفجارين.

وقال الفونس ليورا الموظف في امن الحقائب «صرخ رجل بالعربية ثم سمع دوي انفجار عنيف».

وقال رجل كان على بعد خمسة امتار من مكان وقوع الانفجار: «سادت حالة من الذعر المعممة واصيب العديد من الاشخاص بجروح بالغة».

وقالت شيريل ميلر المسافرة الآتية من نيويورك انها كانت في طابور انتظار «عندما وقع انفجار قوي وتساقط الغبار من فتحات التهوية... وركضنا جميعا للاحتماء».

ونقلت اذاعة «ار تي بي اف» العامة عن شاهد ان الانفجارين وقعا قرب باب الدخول الى طائرة متوجهة الى الولايات المتحدة.

وبعد ساعة من الهجومين الاولين، شهدت منطقة مالبيك في بروكسل هجوماً ثالثاً استهدف إحدى محطات القطار.

ووفقاً لرئيس بلدية بروكسل ايفان مايور، فقد نفذ الاعتداء الثالث في احدى محطات المترو في مالبيك، وتسبب بـ «سقوط 20 قتيلا على الارجح» و106 جرحى.

وكانت حصيلة فرق الاطفاء تحدثت عن «15 قتيلا و72 جريحا».

واظهرت صورة بثتها القناة العامة محطة مترو لحقت بها أضرار كبيرة بعد استهدافها في ساعة ذروة.

وقال المتحدث باسم فرق الاطفاء في بروكسل ان قوة الانفجار أدت الى انهيار ثلاثة جدران في موقف سيارات تحت الارض قريب من المحطة.

من جهته، قال رئيس بلدية المدينة «هناك جنسيات عديدة» بين الجرحى مضيفا ان التعرف على هويات القتلى «سيستغرق وقتا» بسبب «الفوضى».

واثر وقوع الهجمات رفع مستوى الانذار الارهابي الى اعلى درجة (4)، واغلق مطار بروكسل الدولي حتى يوم غد، ما ادى الى إلغاء اكثر من 600 رحلة وتحويل مسار عدد كبير من الرحلات الجوية.

وعلقت حركة المترو ايضاً في بروكسل، التي تضم مقري الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي، فيما دعي السكان الى ملازمة منازلهم.

وحتى عصر يوم امس، كان من الصعب اجراء اتصالات هاتفية في بروكسل، بسبب الضغط الشديد على الشبكة.

كما اغلقت المراكز التجارية الكبرى في بروكسل والمتاجر الاخرى في بعض احياء المدينة ابوابها.

واخليت ايضا «جامعة بروكسل الحرة»، التي لديها ثلاثة فروع في بروكسل وواحد في منطقة شارلروا.

وقال المتحدث باسم الجامعة نيكولا داسونفيل ان هذا القرار «يتعلق بـ26 الف طالب وخمسة آلاف موظف، اي ما مجموعه 31 الف شخص».

وفي مناطق بلجيكية اخرى، تم تعزيز الاجراءات الامنية في محيط محطتي الطاقة النوويتين في دويل وتيهانج، وتم اخلاء الموظفين غير الاساسيين.

وقال متحدث باسم «اليكترابل» التابعة لشركة «انجي» المشغلة للمحطتين، ان عملية الاخلاء «تمت بهدوء».

وعصر امس، عاد الوضع تدريجيا الى طبيعته في بروكسل، اثر الشلل شبه الكامل الذي اصاب العاصمة البلجيكية، في اعقاب الاعتداءات الارهابية.

وقبيل الساعة 14:30 (15:30 ت غ) سمح مجددا للمسافرين بالدخول الى محطة القطارات الرئيسة في وسط مدينة بروكسل، بمجموعات من عشرة اشخاص، تحت مراقبة شديدة من عناصر الشرطة والجنود.

واعلنت شركة «اس ان سي بي» المشغلة لشبكة السكك الحديد البلجيكية استئنافا «تدريجيا» لحركة القطارات الوطنية والمناطقية بدءا من الساعة 16:00 (بالتوقيت المحلي). وكان مقررا تسيير اربع رحلات لقطار «تاليس»، مساء أمس، بين باريس وبروكسل، اثنتان في كل اتجاه.

اما التنقلات في الباصات والترامواي داخل المدينة، فقد استؤنفت ايضا بشكل جزئي، وفق ما اعلنت شركة «ستيب»، فيما ابقي المترو مغلقاً.

وعصر الثلاثاء، فتح عدد كبير من انفاق الطرق، غير ان عددا آخر بقي مغلقا، وفق ما اعلنت السلطات المحلية.

وطلب القضاء البلجيكي من الصحافة عدم كشف معلومات عن التحقيق الجاري، فيما تحدثت وسائل اعلام عن مداهمات في العاصمة البلجيكية، مشيرة الى ان السلطات الامنية لا تزال تخشى «وجود اشخاص فارين».

وأعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» مسؤوليته عن الهجمات الارهابية.

وأفاد موقع «اعماق» الاخباري المرتبط بـ «الدولة الاسلامية»، ان عناصر من التنظيم المتشدد، هم الذين شنوا الهجمات التي استهدفت العاصمة البلجيكية.

وذكر الموقع، في خبر بثه باللغة الانكليزية، ان «مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية شنوا الثلاثاء سلسلة هجمات بأحزمة ناسفة وعبوات استهدفت مطارا ومحطة مترو في وسط العاصمة البلجيكية بروكسل، الدولة التي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية».

واضاف الموقع ان «مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية فتحوا النار داخل مطار زافنتم، قبل ان يفجر عدد منهم احزمتهم الناسفة، كما فجر استشهادي حزامه الناسف في محطة مالبيك للمترو».

وفي وقت لاحق، اعلنت النيابة الفدرالية ان عبوة ناسفة تحوي مسامير اضافة الى مواد كيميائية، وراية لتنظيم «الدولة الاسلامية»، عثر عليها خلال عمليات دهم جرت في بروكسل.

ونشرت السلطات البلجيكية صورا لـ «المشتبه في تنفيذهم» تفجيري مطار بروكسل الدولي التقطتها كاميرات مراقبة وتظهر ثلاثة رجال يدفعون عربة لنقل الامتعة.

ووقعت الهجمات بعد أربعة أيام من القبض في حي مولنبيك في بروكسل على الفرنسي من اصل مغربي صلاح عبد السلام، وهو الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت هجمات تبناها تنظيم «الدولة الاسلامية» في باريس في تشرين الثاني الماضي، واوقعت 130 قتيلا، وهو يقبع حاليا في سجن بلجيكي وسط حماية امنية مشددة قبل نقله إلى فرنسا.

لكن النيابة الفدرالية البلجيكية اكدت انه «لا يزال من المبكر جدا» الربط بين اعتداءات بروكسل وهجمات باريس في 13 تشرين الثاني العام 2015.

واعلنت الحكومة البلجيكية الحداد لثلاثة ايام.

وقال رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال «كنا نخشى وقوع اعتداء وهذا ما حصل» بعد هذه الاعتداءات «العنيفة والجبانة» مشيرا الى انه «يوم اسود للبلاد».

وفي ردود الفعل على الهجمات الارهابية، اكدت الدول الـ28 في الاتحاد الاوروبي، وقادة المؤسسات الاوروبية، في بيان مشترك نادر، ان ما جرى اعتداء على «مجتمعنا المنفتح والديموقراطي».

واثارت اعتداءات بروكسل صدمة في اوروبا وادت الى اجتماعات حكومية طارئة في لندن وباريس.

وشددت الاجراءات الامنية في مطارات لندن (غاتويك)، وباريس (شارل ديغول)، وجنيف، وفرانكفورت، وكوبنهاغن.

وفي فرنسا دعا وزير الداخلية برنار كازنوف الى تعزيز مكافحة الارهاب على المستوى الاوروبي بعد «الاعتداءات الخطيرة» في بروكسل مشيرا الى نشر 1600 عنصر اضافي من الشرطة والدرك في البلاد.

كما تم تشديد الاجراءات الامنية قرب المؤسسات الاوروبية في استراسبورغ، حيث مقر البرلمان الاوروبي.

وفي بريطانيا عززت الشرطة وجودها «في النقاط الحساسة».

واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان «اوروبا كلها مستهدفة من خلال اعتداءات بروكسل».

وفي هافانا، ندد الرئيس الاميركي باراك اوباما بالاعتداءات «المشينة»، قائلاً «يجب ان نقف معا بغض النظر عن جنسيتنا أو عرقنا او ديننا لمكافحة آفة الارهاب. ونستطيع إلحاق الهزيمة بمن يهددون سلامة وامن الناس في جميع انحاء العالم وسنهزمهم».

وفي تصريح لاحق الى شبكة «إي.إس.بي.ن» قال اوباما إن التحالف الدولي سيستمر «في ضرب تنظيم الدولة الإسلامية وسوف نلاحقهم».

وعززت كبرى المدن الاميركية اجراءاتها الامنية عقب هجمات بروكسل، فيما تم تسيير دوريات للشرطة المسلحة بالرشاشات في ساحة «تايمز» في مدينة نيويورك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل