المحتوى الرئيسى

المحامي أحمد حسن يكتب: رؤية يسارية في قضية المنظمات.. لماذا على اليسار أن يتقدم معارك الديمقراطية؟

03/22 14:06

قضية المنظمات المدنية الحقوقية ليست معركة اليسار ، انها صراع فوقى نخبوبى لسنا طرفا فيه وﻻ يهمنا . هكذا يفكر البعض

دى وجهة نظر كارثية فى الممارسة السياسية ، وتفتقر ﻷدنى المام بتراث البلاشفة فى النشاط العملى ، التدقيق في التفاصيل هام جدا حتى لو كانت معركة بين نخب برجوازية ، مين بيدافع عن ايه ؟ - دى مش معركة بين مرسي وشفيق حيث الخيارات جميعها تفضي لديكتاتورية وانتصار الثورة المضادة ، وﻻ خيارات بين الاخوان والعسكر ، دي خيارات بين برجوازيين صغار بيخوضوا - رغم انتهازية توجههم ومنظماتهم - معركة ﻻ يوجد ادنى شك مهمة لصالح اليسار والعمال بدرجة او اخري ، دفاعا عن قدر اكبر من الحريات - تشهيرا بالقمع او الفساد ، ودفاعا عن حق النقابات وحق الاضراب .. الخ . فى مواجهة ديكتاتورية عسكرية ترغب فى المزيد من القمع والديكتاتورية ، وترى تلك المنظمات أحد العقبات فى مواجهة تغول الديكتاتورية ، ثم اتركهم لتلتهمهم السلطة العسكرية - باعتبارها ليست معركة اليسار ، اليسار ﻻ يخوض فقط معارك المصانع والنقابات ، وﻻ حتى معارك العمال فقط ، بل يتقدم جميع معارك الديموقراطية والفئات المضطهدة ، نضال ليس اقتصادي فحسب ولكن ايضا حقوقى وسياسيى ، ويؤيد كل موقف تخوضه أي أجنحة ليبرالية او برجوازية صغيرة يدفع الحركة بأى درجة الى الامام ، يرفع عائق من طريقها ، يحد من تغول الاستبداد بأى قدر - من ﻻ يري تلك التعرجات والتعقيدات فى الصراع ، هذا النضال المركب ، ويتمسك بتصور عقائدى جامد عن - معركة اليسار ، اكيد ﻻ يعرف من اليسار سوى الالفاظ الرنانة والصيغ الثورية التى ﻻ تفضى الى شيئ - وربما الى هزائم فى النضال العملى .... يجب نقد تلك المنظمات، والعمل على تجاوز حدودها وتأثيرها ، ذلك لن يتحقق بترك السلطة تذبحها بالطبع ، بمساندة تغول الديكتاتورية بالصمت او التجاهل ، بل يتحقق بعملية نمو معقدة وطويلة لقوى وتأثير اليسار ، وفى ذات الوقت يجب ان نساند كل نضال حقوقى تخوضه تلك المنظمات دفاعا عن الحريات ، وان نرفع سقفه بالنضال إلى ما هو اعلى ، وان نقف - بحسم ووضوح ، ضد كل محاولة لذبحها ، كل محاولة لتغول النظام ، كل معركة يكون هدفه فيها فرض المزيد من الديكتاتورية . لقد استفاد الاشتراكيون- الديموقراطيون الثوريون الروس، قبل سقوط القيصرية، من خدمات الليبراليين البرجوازيين مرارا كما يشير لينين فى مرض الطفولة اليسارية .

وينتقد بشدة هؤﻻء الباحثين عن نضال ( يساري ) نقى ، او غير اصلاحي على الاطلاق ، او يرفض قدر او اخر من التوفيق – بل واحيانا المساومات – مع منظمات غير ثورية ، يراها هو نفسه انتهازية وتحد من افق تطور الحركة ، يشير في ذات الكراس الى (تجدر الإشارة عرضاً إلى أن انتصار البلاشفة على المناشفة قد تطلب ليس فقط ليس فقط قبل ثورة أكتوبر 1917، بل بعدها كذلك، تطبيق تكتيك المناورات والتوفيق والمساومات ) ، نعم علينا عقد تلك المساومة العملية مع المنظمات الحقوقية ، ضد الديكتاتورية العسكرية ، ودفاعا عن ، وذلك ضمن الحسابات الدقيقة لميزان القوى الراهن ، مطالب ديموقراطية – ليست شيوعية بالقطع ولن تفضي الى ثورة اشتراكية بأى حال ، علينا مساندتها ضد حملة بوليسية لن تتوقف عند تلك المنظمات فحسب ، وﻻ تهدف سوي لفرض مزيد من القمع دون ان يعكر صفو قمعها احد .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل