المحتوى الرئيسى

فنانو غزة.. محاصرون

03/22 02:31

يحلم فنّانو غزَّة بحفلات موسيقيّة صاخبة، غير أنَّ أحلامهم تصطدم بندرة الصالات والآلات الموسيقيّة في القطاع المُحاصَر، فضلاً عن عدم السماح، إلَّا في ما ندر، بتنظيم حفلات موسيقيّة أو عروض راقصة.

في قاعة صغيرة للعرض تتّسع لمئتي شخص، يقول عازف الباص خميس أبو شعبان: «الغزّيون متعطشون للموسيقى، وعند تنظيم أيّ حفلة موسيقيّة يتوافد الناس لحضورها».

ولكن آخر حفلة موسيقيّة أقامتها فرقته «واتر باند» التي تعزف موسيقى «سوفت روك»، تعود إلى أكثر من ستة أشهر، أمَّا التي سبقتها فكانت قبل عام ونصف العام.

للتدريب والتسجيل وتصوير أشرطة الفيديو مصاعبها أيضاً، إذ لا يجد الموسيقيّون والراقصون ومغنّو الراب أمكنةً مناسبة لهذه الأمور، فيلجأون إلى غرف صغيرة مجهّزة، غالباً ما تكون في بيوتهم.

ومع صعوبة الحصول على تراخيص، كما يقول الفنّانون، وندرة الأماكن المناسبة للعروض والتسجيلات والتصوير، والنقص في الأجهزة في القطاع، يبدو أنَّ أحلام الفنّانين المقيمين فيه، ستبقى محدودة.

كما باتت غزَّة خالية من أيّ دار عرض سينمائي، فيما تصارع دور العرض المسرحي القليلة المتبقية وبعض الاستوديوهات للبقاء.

إزاء هذا الواقع، لا يبدو أمام الموسيقيّين هناك سوى اللجوء إلى الإنترنت، حيث لا عوائق حتى في أوقات الحرب.

ففي صيف العام 2014، وفيما كانت غزَّة تتعرض لعدوان إسرائيلي مدمّر، قامت فرقة «واتر باند» ومغنّي الراب أيمن مغامس ببثّ أغانٍ وأشرطة فيديو عبر الإنترنت سُجّلت بين الأنقاض.

وعبر الإنترنت أيضاً، تعلّم محمود سرادي (21 عاماً) حركات رقص الـ «بريك دانس»، محاكياً رقصات المهمّشين في أحياء السود في الولايات المتحدة.

ويرى كريم عزام (18 عاماً) أنَّ هذا الرقص هو أفضل طريقة «للهروب من اليأس والضغط وكل شيء نتعرض له» في القطاع.

لكن حلم المشاركة في مهرجانات دوليّة بدّده حصار القطاع وعدم قدرتهما على المغادرة، حتى أنَّ استحالة الوصول إلى الضفة الغربيّة المحتلّة حرمتهما من المهرجانات الوطنيّة.

إضافة إلى هذه القيود، يضطرّ الفنانون الشباب أيضاً إلى التعامل مع المعوّقات التي يفرضها عليهم المجتمع الغزي المحافظ، وحركة «حماس».

ويقول عبد الرحيم زرعي (22 عاماً)، الذي يدير مركز فرقة «بي بوي فانك» للأنشطة الترفيهيّة: «أردنا فتح مركز خاص بنا في مدينة غزّة، ولكن السلطات رفضت الطلب ثلاث مرّات. وقالوا لنا: «أنتم راقصون، هذا ليس مركزاً وليس فناً، هذا ملهى ليلي».

إثر ذلك، لجأت الفرقة إلى منزل عائلة ثلاثة من أعضائها السابقين، كلّهم هاجروا الآن إلى اوروبا والولايات المتحدة، في أزقة مخيّم النصيرات للاجئين. وهناك، يتدرّب العشرات في المركز الموقّت للفرقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل