المحتوى الرئيسى

نقاد يجيبون.. هل شوهت أفلام العشوائيات صورة الأمْ؟

03/21 06:14

إرتبطت صورة الأمْ في السينما المصرية بالفنانات أمينة رزق، وفردوس محمد، وآمال زايد، ولحقت بهم كريمة مختار، التي استطاعت التعبير عن الأم البسيطة من خلال صورة عكست ملامح الطيبة والعطاء ودفء المشاعر، تلك المرأة التي تضحي بحياتها للحفاظ على أبنائها، ومن بين الأفلام التي كرّست للشكل الكلاسيكي للأمْ في السينما "دعاء الكروان، خان الخليلي، التلميذة، بين القصرين، الباب المفتوح، حكاية حب".

وهذه الصورة تأتي على النقيض تمامًا من شكل الأم في وقتنا الحالي في الأعمال السينمائية مثل "كلم ماما، صايع بحر، حين ميسرة، المركب، اللمبي، الريس عمر حرب"، وبمرور الوقت بدأت التغيرات تحدث في المجتمع المصري وهذا ما فرض على مؤلفي ومخرجي السينما المصرية أن يغيروا هذه الصورة النمطية التي إشتهرت بها الأمْ.

وظهرت في السينما المصرية العديد من النماذج السلبية فهناك الأم التي لا يهمها سوى مزاجها حتى لم دفعها هذا إلى ترك أولادها يواجهون قسوة الحياة وتصبح وصمة عار في جبينهم، وهناك الأم التي تبحث عن المال أيًا كان المقابل حتى لو كان هذا على حساب شرفْ إبنتها عكس كثير من الأفلام التي توضح شكل العلاقة بين الأمهات والأبناء حيث أصبحت مضطربة ومسيئة، ويرصد "الفجر الفني" آراء بعض النقاد الذين يجيبون.. هل شوهت أفلام العشوائيات صورة الأمْ؟.

في البداية يقول الناقد وليد يوسف، إن الأم قديمًا كان مهمتها رعاية أسرتها وكانت تستحق لقب "مَدرسة"، كما قيل عنها في الشعر وكانت تعرف أن مهامها الأولى في الحياة إعداد وتربية أجيال والآن أصبحت الأمْ تركز على أنشطتها خارج المنزل، وبدأت تهتم بالشأن السياسي والمظاهرات والعمل الإجتماعي وتبحث عن مشاركة فعالة في المجتمع وطالبت بحقوقها ونسيت أسرتها وأن أهم واجب عليها هو تربية الأبناء.

والدليل أن الأم نسيت دورها الحقيقي هو الانفلات الأخلاقي الذي نعاني منه الآن وهذا لا يمنع من أن يكون للمرأة دور في المجتمع ولكن لابد ألا يأتي هذا على حساب دورها الأساسي ولذا إختلفت صورة الأمْ في الأعمال الفنية قديمًا وحديثًا.

وأضاف الناقد نادر عدلي، صورة الأمْ في الأفلام السينمائية قديمًا كانت تتمثل في صورة أمينة رزق وفردوس محمد حيث قدموا شخصيات كانت مرآة عاكسة لشكل الأم في ذلك الوقت ولكن مع نزول الأمْ إلى معترك الحياة لم يعد ممكنًا أن تظهر الأم بهذه الصورة حاليًا، فلغة الحوار أصبحت مغايرة لما إعتاد عليه الجمهور قديمًا ورغم أن صورة الأم المصرية أصبحت مختلفة عن الصورة القديمة ووضع وشكل الأم تغير إلا أن الأعمال الفنية التي تقدم الآن لا تعبر عن المجتمع المصري.

فأصبحت الأعمال مصطنعة لتشويه المجتمع حيث يتم التركيز على النماذج السلبية لأن السينما أصبحت تعبر عن خيال من صُنع المؤلف، وأصبح دور الأم في السينما المصرية مهمشًا ولم يعد موضع إهتمام والأفلام ترتكز في معظمها على الشباب وقضاياهم دون الإلتفات إلى شكل العلاقة بين الأمْ وأبنائها وظهرت الأفلام التي لا يعرف الجمهور فيها أبًا أو أمًا ويختلف الأمر بعض الشيء على شاشة التلفزيون حيث يوجد دور للأم في الأعمال الدرامية وتغلب عليها صورة الأم التي أهملت في تربية أبنائها وإنشغلت بعملها وحياتها الخاصة وأنها تركتهم وهم في أمسْ الحاجة إليها.

وإستكملت الناقدة ماجدة موريس، قائلة: "صورة الأم في الدراما في الستينات والسبعينات كانت مثالية وأم طبيعة تحافظ على أولادها وزوجها بكل عطف وحنان ولكن في الوقت الحالي الحياة تغيرت وبالتالي هناك أدوار درامية متنوعة حيث أصبحت الأم في الدراما إما شريرة أو طيبة أو موظفة وسفيرة وعالمة وكلها عكست دور الأم في المجتمع خاصة أن الأم المصرية تتحمل مسئوليات كبيرة وتقوم بأعمال متنوعة، وأعتقد أنها لم تأخذ حقها الآن بالشكل المطلوب وهي مجرد منبع للعطاء المجاني خصوصًا أن كل الأديان توصي بالأم وتعطيها قدرها من التكريم.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل