المحتوى الرئيسى

"المبروكة".. الدبابةً العجوز التي رفعت الحصار عن تعز اليمنية

03/20 23:05

هي دبابةٌ وحيدة ظهرت في أغلب معارك مدينة تعز اليمنية (وسط اليمن)، وفي كل معركة لا تعود لموقعها إلا برايات النصر، ومن حينها تيمّن الأهالي بها وأطلقوا عليها لقب "المبروكة".

خلال معارك الأيام الماضية سجلت الدبابة تي 55 الروسية الصنع حضوراً لافتاً، وصنعت الفارق الميداني وحققت مكاسب ميدانية كبيرة لرجال المقاومة الشعبية بمدينة تعز، وكانت الوحيدة في الميدان.

وفي خضم الاحتفالات بتحرير المنطقة الغربية للمدينة وكسر الحصار المفروض والخانق الذي أطبقه الحوثيون على المدنيين منذ نحو عشرة أشهر، كانت "المبروكة" تتزين بالورود، وتسابق عليها المدنيون لالتقاط الصور الخالدة، فيما طالب آخرون بتحويلها إلى مزار، ومعلم من معالم المدينة التي شهدت - وما تزال - فصولاً من الحرب.

يقول محمد مهيوب وهو أحد النشطاء الإعلاميين في المعارك لـ"هافينغتون بوست عربي"، إن الدبابة العسكرية، كانت ضمن القوات العسكرية للواء 35 مدرع المتمركز في المطار القديم غرب المدينة، والذي سيطر عليه المسلحون الحوثيون والقوات الموالية لصالح مطلع العام المنصرم.

ومع إعلان قائد اللواء عدنان الحمادي مواجهة الحوثيين، انتقلت الدبابة الوحيدة إلى جبل جرة، ومن هناك اعتلاها طاقمٌ صغير، وبدأت مدفعيتها في دك مواقع الحوثيين الذي حاولوا السيطرة على معسكر الجبل، يُضيف مهيوب.

كانت معركة صد الحوثيين على المعسكر أولى معارك "المبروكة" التي حقّق فيها المقاومون مكاسب ميدانية، وعقب ذلك انتقلت إلى قصف مواقع الجماعة المسلحة في أطراف المدينة، وبالتحديد في حي الزنقل واللواء 35 وموقع الدفاع الجوي وطريق الكشار في جبل صبر وثعبات والقصر الجمهوري وعصيفرة والأربعين.

والأسابيع الماضية كان صليل مجنزراتها يدوي في شوارع الجبهة الغربية من المدينة، وكانت مدفعيتها لا تتوانى عن دك مواقع المتمردين في اللواء 35 مدرع، وبحسب قائد ميداني تحدث بإعجاب عن الدبابة "هي تبارك انتصاراتنا".

أطلق أهالي تعز اسم "المبروكة" على الدبابة، نظراً لتحركاتها الميدانية الواسعة ولما تقوم به من عمليات عسكرية كبيرة، يقول أحد الأهالي "الله باركها لنا وجعلها تعمل بقوة كبيرة دون توقف، وما تعود إلا مكللة بالنصر".

ورغم امتلاك الحوثيين لترسانة عسكرية كبيرة من الدبابات والمدرعات إلا أنها لم تستطع ايقاف "المبروكة". رغم تعرضها لأكثر من قذيفة مدرعة.

وذكر قائد ميداني بأن الدبابة تعرضت للغمٍ أرضي، عند تحرير منطقة بير باشا واللواء 35 الأسبوع الماضي، لكنه استدرك قائلاً "الحمد لله لم تتأثّر ولم يُصب أحدٌ من طاقمها، وعادت إلى مقرها الأول في اللواء 35 مدرع سالمة".

وتُشارك اليوم الدبابة في معركة تحرير موقع الدفاع الجوي، الذي يُعد من أهم المواقع العسكرية والذي تدور في محيطه معارك شرسة منذ ثلاثة أيام. واليوم أيضاً تسندها ثلاثٌ من الدبابات التي سيطر عليها المقاومون.

تُعد تي ٥٥ دبابة قتال رئيسية صنعت في الاتحاد السوفيتي السابق، بالإضافة إلى أنها صُنعت في تشيكوسلوفاكيا وبولندا، ويمكن الاعتماد عليها في المعارك والمواجهات المباشرة، وتتميز بسهولة القيادة وخفة الحركة والمناورة.

استخدمت في عمليات حربية، في عدة أنحاء من العالم، منها أنجولا والصين وفيتنام وشمالي أفريقيا الجزائر؛ وفي الحرب الهندية الباكستانية، حيث استخدمت الهند الدبابات الروسية، بينما استخدمت باكستان الدبابات الصينية من نفس الطراز.

تحمل الدبابة طاقماً مكوناً من أربعة محاربين، قائدها والمدفعي واثنين من المساعدين، كما تتسلح بمدفع رئيسي عيار 100 مم، ذي سبطانة محلزنة ورشاش متّحد المحور بالمدفع الرئيسي عيار 7.62 مم، ورشاش مضاد للطائرات عيار 12.7 مم.

ولكن ما يقلل من ميزاتها، أن مدفعها لا ينخفض أقلّ من أربع درجات، ما يجعلها غير قادرة على الرماية، من أعلى التلال، نحو الأهداف المنخفضة، التي تزيد زاوية انخفاضها على أربع درجات.

يقول أنس عبدالواحد وهو قيادي ميداني في الجبهة الغربية بأن "المبروكة" كشفت مدى الخلل والنقص في دعم وتسليح المقاومين من قِبل الرئاسة والسلطات العسكرية رغم الوعود العسكرية بدعم تحرير المحافظة، وأضاف قائلاً "دبابة واحدة صنعت فارقاً كبيراً".

وتابع "لو يمدونا بالسلاح الثقيل والنوعي ستكون معركة تحرير تعز أسهل وأسرع مما نتوقع".

وكانت السلطات الرسمية بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أعلنت معركة تحرير المدينة منتصف نوفمبر الماضي، ولكن تلك العملية لم تتم حتى الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل