المحتوى الرئيسى

هل تكون «كلينتون» القشّة التي يتعلق بها الإخوان؟

03/20 21:04

شهور قليلة وينكشف الستار عن الرئيس رقم 45  للولايات المتحدة الأمريكية، خلفًا لباراك أوباما، الذي يستعد لإتمام دورته الرئاسية الثانية على التوالي في 2016، وهذا يعني أننا على مشارف الحدث السياسي الأضخم في العالم، وهو انتخابات الرئاسة الأمريكية التي من المقرر إجراؤها، يوم الثلاثاء الموافق 8 من نوفمبر لعام 2016، وذلك لتحديد الرئيس ونائبه في الفترة من 2017 وحتى 2021.

يتسابق على خوض انتخابات الرئاسة الأمريكة كل من هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، وزوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، مُرشحة عن الحزب الديمقراطي، أمام الملياردير دونالد ترامب، الذي استحوذ على أصوات معظم أبناء حزبه الجمهوري في عدد كبير من الولايات الأمريكية، رغم المعارضة الشديدة لآرائه العنصرية في الداخل الأمريكي وبالخارج أيضًا.

مؤشرات عديدة تؤكد تغليب كِفة الدبلوماسية المُخضرمة "كلينتون"، لما واجهه "ترامب" من احتجاجات في ولايات أمريكية عديدة عارضت ترشحه لهذا المنصب؛ لما يتسم به من "تطرف" فكري، دفع البعض لتلقيبه بـ"المجنون"، واعتبروها أخف الضررين حال المقارنة بينها وبينه.

مستقبل العلاقات الإخوانية مع أمريكا

يتساءل البعض حول مستقبل علاقة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بأمريكا، خاصة وأنها لم تعترف بعد بثورة الثلاثين من يونيو، ما يعني استمرار قنوات الاتصال السياسية بين الجماعة والبيت الأبيض، على الأقل لحين انتهاء مدة "أوباما"، والتي ربما تتخذ مسارا مغايرا في حال فوز "ترامب" بمنصب الرئاسة الأمريكية، والمعروف بعدائه الشديد للإسلاميين، الأمر الذي يعني تخليه عن دعم الجماعة، وهو ما يفتح الاحتمال أمام اعتراف الولايات المتحدة بثورة 30 يونيو، وتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر.

أما في حال فوز مُرشحة الحزب الديمقراطي، ربما تتجدد الدماء في مجرى التفاوض "الإخواني - الأمريكي" في دعم الولايات المتحدة لجماعة الإخوان المحظورة، على اعتبار أن سياسة الحزب واحدة لا تتغير. ولكن ماذا عن جماعة الإخوان في قاموس المرشحة الأقرب لتولي الرئاسة الأمريكية؟ هل تمد هيلاري كلينتون يدها للإخوان؟، ومن جهة أخرى هل يتفاءل قيادات الجماعة حول العالم بمجيء "كلينتون" كرئيس للولايات المتحدة؟

«كلينتون والإخوان».. تاريخ من الشيزوفرينيا

علاقة وزيرة الخارجية الأمريكية بجماعة الإخوان المسلمين، يعتبرها البعض "ضبابية" نوعا ما، إلا أن المرات القليلة التي تحدثت فيها "كلنتون" عن الجماعة في مصر تكشف عن دعمها لها، فضلا عن الاجتماعات السرية التي جمعتها بالرئيس المعزول، محمد مرسي، فترة توليه الرئاسة،  تلاقت فيها المصالح الأمريكية والإخوانية، واجتهد حينها قيادات الجماعة في إقناع الجانب الأمريكي بأن بقاء حكم الإخوان في مصر؛ درع حماية للمصالح الأمريكية بها، ولعل هذا ما دفع قادتها لإطلاق التصريحات "العنترية" حول بقاء حكم الإخوان في مصر لفترة من الزمن.

بدأ الحديث عن علاقة "كلينتنون" بجماعة الإخوان في مصر؛ حينما اتهمها أحد الحاضرين لاجتماع افتتاح القنصلية الأمريكية عام 2012، أي فترة حكم "مرسي"، بأن مساعدتها الخاصة "هوما عابدين"، المسلمة، عميلة سرية لجماعة الإخوان في مصر، وهو ما أثار حفيظة وزيرة الخارجية –حينها- ودفعها للرد بحزم على من وصفته في مذكراتها التي نشرتها بكتاب تحت اسم "خيارات صعبة"؛ بـ"أكثر المشاركين اضطرابا"، موضحة أنه روج لإشاعة بغيضة.

وفي فقرة تالية من الكتاب الوحيد الذي أطلقته "كلينتون"، وتحديدا في الفصل الخامس، والذي تحدثت فيه عن الربيع العربي، قالت تعقيبا على حكم الجماعة: "وطدت جماعة الإخوان المسلمين سلطتها، لكنها فشلت في الحكم بطريقة شفافة أو شاملة. تصادم الرئيس مرسي كثيرا مع القضاء، وسعى إلى تهميش خصومه السياسيين بدلا من بناء توافق وطني واسع"، مشيرة إلى أنه سمح باضطهاد المسيحيين، وإن أشادت بحفاظه على معاهدة السلام.

ثم انتقلت في الصفحة التالية لتعقّب على سقوط مرسي قائلة: "في يوليو 2013، عاد ملايين المصريين إلى الاحتجاج في الشوارع ضد تجاوزات حكومة مرسي، فتدخل الجيش للمرة الثانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، خليفة طنطاوي. خلع مرسي من الحكم وبدأ حملة عنيفة ضد الإخوان المسلمين".

وبعد تولي المشير عبد الفتاح السيسي –حينها- زمام الحكم، عقبت وزيرة الخارجية –المنتهية مدتها- فقالت: "لم تبدُ آفاق الديمقراطية مشرقة عام 2014. ترشح السيسي إلى الرئاسة، وكانت المعارضة له رمزية، وبدا أنه يتبع النمط الكلاسيكي للقادة الأقوياء الشرق أوسطيين"، وبالفعل انعكست التصريحات على أرض الواقع، من خلال معاداة الولايات المتحدة لنظام الرئيس السيسي، واستمرار دعمها للجماعة المحظورة، في ظل تمركز بعض أبناء قياداتها على أرضها من عشرات السنين.

بخلاف ما جاء بكتاب "خيارات صعبة" من حقائق هامة أقرتها هيلاري كلينتون، تم تسريب بعض الوثائق السرية من بريد المرشحة الرئاسية الأمريكية، والتي نشرها موقع "ويكليكس" اليوم الأحد، كشفت عن اعتماد جماعة الإخوان على إقامة علاقات قوية مع الغرب للهيمنة على مصر وللضغط بعلاقتهم هذه على المؤسسة العسكرية.

وأوضحت إحدى الوثائق، حسب ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن حديثًا سريًا دار بين المرشد العام للجماعة محمد بديع، وقياديين فى بداية فبراير 2012.

وجاء فى نص الوثيقة المرسلة من هيلارى كلينتون إلى "يعقوب سوليفان" بتاريخ 2 فبراير 2012، أن "الجماعة سعيدة للاهتمام الدولي الممنوح لمصر خلال المنتدى الاقتصادى العالمى دافوس، وباتت لديها قناعة بأنها باتت مقبولة من المجتمع الدولى كقوة مهيمنة فى مصر".

وأشارت الوثيقة كذلك إلى سعادة قادة الإخوان بالمباحثات التى جرت بين الجماعة والإدارة الأمريكية، وكذلك صندوق النقد الدولي، وإعراب المؤسستين عن قبولهما تحول مصر إلى "دولة إسلامية".

فيما كشفت مراسلة أخرى بتاريخ 17 ديسمبر، عن اجتماعات جرت بين بديع ومرسي؛ أكدا من خلالها أن بمقدور الجماعة إقامة علاقات اقتصادية وسياسية مع مؤسسات الغرب، على أن تُقر الأخيرة بأنه لا عودة لمصر إلى عهد مبارك مرة أخرى، وأن مصر ستتحول إلى دولة إسلامية على النموذج التركى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل