المحتوى الرئيسى

«صدى البلد» ينشر تقريرًا تفصيليًا حول تصاعد ظاهرتي التطرف والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء

03/20 16:04

أصبحت ظاهرتا التطرف والإرهاب "التهديد الرئيسى" للسلم والأمن العالميين والدوليين بعد أن بات لا يفرق بين دول أو مجتمعات نامية وأخرى متقدمة؛ وقد امتد بتعدياته فى جميع المناطق على الساحة العالمية.. وصارت عمليات عناصره وتنظيماته نجدها فى شرق وغرب آسيا وشمال وشرق وغرب ووسط أفريقيا وفى أوروبا والولايات المتحدة الأفريقية.

ويزيد من تهديد "تطرف الإرهاب" عن مخاطر "الصراع المسلح" – حقائق تطور منظمته التى باتت تصهر جميع تنظيماته فى بوتقه واحدة تسعى لهدم وإسقاط الدول وعرقلة جهود التنمية لتحقيق طموحات وآمال الشعوب على الساحة العالمية بصفة عامة وداخل فضاء الساحل والصحراء بصفة خاصة.

ورغم كثافة الجهود الحالية على مختلف المستويات وبكافة الاصعدة – فى مكافحة التطرف والارهاب ؛ إلا ان المؤشرات ما زالت تشير الى اتساع النطاق الجغرافى لعناصره وتنظيماته خاصة فى منطقة الساحل والصحراء ارتباطاً بالعديد من الاسباب والدوافع؛ الأمر الذى يتطلب تضافر وتكاتف الجهود الوطنية والمجتمع الدولى فى إطار إستراتيجية شاملة لا تعتمد فقط على النواحى الامنية والعسكرية (ذات العائد الايجابى فقط فى المدى القريب) وانما تأخذ بأبعدها التنمية الإقتصادية والبشرية والتعليمية والثقافية إلى جانب تجديد الخطاب الديني.

وفقاً لما تقدم سيتم من خلال التقرير تناول النقاط الأتية:

أ- الأسباب والدوافع الرئيسية لانتشار ظاهرتى التطرف والإرهاب.

ب- اتجاهات التطور للتنظيمات الإرهابية في فضاء الساحل والصحراء.

ج- خريطة التنظيمات الإرهابية في فضاء الساحل والصحراء.

د- الجهود الاقليمية والدولية لمكافحة الارهاب فى منطقة الساحل والصحراء .

هـ - الرؤية المصرية لتطوير جهود ومكافحة التطرف والارهاب فى الساحل والصحراء (الترتيبات الاستخبارتية والعملياتية لتعزيز التعاون فى مجال مكافحة الارهاب).

اولا : الأسباب والدوافع الرئيسية لانتشار ظاهرتين التطرف والإرهاب :

تتعدد الأسباب والدوافع الرئيسية لانتشار ظاهرتى التطرف والإرهاب والتى يمكن ايجادها فى الاتى:

_ تعثر جهود التسوية السياسية السلمية للقضايا والأزمات على الساحة الدولية والإقليمية الامر الذى يؤدى الى الاحساس بالاحباط لدى الشعوب ويصب فى صالح الاتجاهات المتطرفة.

_الانتقائية فى استراتيجية التعامل مع التنظميات الاهاربية رغم حقائق وحدة المنابع والاخطار وضرورة التعامل الشامل لسرعه اثرها ومنعها من التمدد بمناطق اخرى ومن امثلة ذلك تركيز العالم على مواجهة تنظيم القاعدة فى العراق ادى لانتشاره فى الشرق الاوسط وظهور داعش فى العراق وسوريا وتركيز المواجهة عليهما رتب لانتقال داعش الى ليبيا وفضاء الساحل والصحراء.

_تحول "القاعدة / داعش" الى فكر اكثر منه تنظيم تستمد منه الجماعات والتنظيمات المحلية مبادئ وقواعد للاعمال الاهاربية .... وساهم فى تحقيق ذلك التطور فى شبكات الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى على شبكة المعلومات الدولية.

_الطبيعة الجغرافية الصحراوية والجبلية والتركبية الديموجرافية – والكثافة السكانية لفضاء "س – ص " الذى يوفر ملذات امنية للتنظيمات والجماعات الارهابية.

– محدودية اجراءات التعاون والتنسيق بين دول فضاء "س – ص " – فى تأمين الحدود ومراقبة المنافذ الحدودية لمنع عمليات التهريب وقوف حركة وانتقالات العناصر المتطرفة وتدفق الاموال والاسلحة.

– انتشار عصابات الجريمة المنظمة التى ترتبط انشطتها بعمليات – الجماعات المتطرفة الارهابية (الاختطاف – تجارة السلاح والمخدرات -...) .

_ محدودية خطط التعاون والتكامل فى مجالات التنمية – الاقتصادية والبشرية بين دول فضاء الساحل والصحراء .

ثانياً : اتجاهات تطور تنظيمات الإرهابية فى فضاء الساحل والصحراء :

شهدت السنوات الماضية تطور كبيراً فى اتجاهات التنظيمات الارهابية وبصفة خاصة فى فضاء الساحل والصحراء – والذى يأتى فى مقدمته:

1- فى مجال العقيدة / الاهداف "الاطار الفكرى" :

تبنى التنظيمات الارهابية فكر اقامة "دولة الخلافة" عبر اقامة الامارات والولايات التى تعلن عنها التنظيمات المحلية بدعوة تطبيق الشريعة وفقاً للفكر المتطرف الذى تدعو له وذلك كبديل لتحقيق مصالح سياسية او مكاسب اقتصادية بمعنى التحول من محاولة تحقيق المكاسب الى فكر هدم الدول واسقاط انظمة الحكم .

2- فى مجال الهيكل التنظيمى (الإطار التنظيمى) :

أ- الانتقال من بناء المجموعات التنظيمية الصغيرة التى تعمل بالنظام السرى الى تشكيل الكيانات الارهابية التى تتقارب فى تنظيمها من الدول بتوفير هياكل سياسية واقتصادية وعسكرية ولوجيستية تعمل بشكل علنى لتأسيس الإمارات.

ب- يتميز الاطار التنظيمى بالمركزية فى القيادة واللامركزية فى الميدان – ويضم بصفة عامة القيادة العليا "تنظيم داعش/ القاعدة " والوحدات الميدانية فى الدول الاخرى .. الجناح العسكرى – الوحدة الاعلامية والاتصالات – مصادر التمويل عبر انشطة تجارية مشروعة / غير مشروعة – تبرعات – فدية رهائن – السيطرة على موارد طبيعية .

3- التطور فى القدرات والامكانيات بما يتناسب مع المهام الجديدة

بعد ان كانت الانشطة الارهابية تقتصر على عمليات (الاختطاف – الاغتيال - التخريب) بما يتطلبه ذلك من امكانيات الاسلحة الخفية والعبوات ووسائل الاتصال المحدودة ... صارت قادرة على ادارة عمليات غير متكافئة / مختلطة مع القوات النظامية للدول وما يحتاجه ذلك من امكانيات تعتمد على الاسلحة المتوسطة والثقيلة ووسائل الاتصال المتقدمة ووسائل التواصل الاجتماعى الحديثة

4- الانتشار الجغرافى الواسع للتنظيمات الارهابية

بعد ان صارت – عابرة للحدود سواء عبر التنظيمات المحلية التى تقوم باعلان ولائها خاصة لتنظيم داعش او عبر وسائل التواصل الاجتماعى (اشارت التقديرات الدولية مؤخرا الى ان داعش اصبح يتبعه فى الوقت الحالى نحو 50 تنظيم ينتمون لحوالى "21" دولة فى مختلف المسارح الدولية الافريقية – الاوروبية – الاسيوية – الامريكية ) .

ثالثا : خريطة التنظيمات الإرهابية فى فضاء الساحل والصحراء

1- اتساع خريطة التنظيمات الارهابية فى فضاء الساحل والصحراء والتى تنتمى جميعها لفكر واحد يقوم على الاستئثار وتكفير المجتمعات وترويع المواطنين – وفى هذا الاطار نرصد الاتى :

أ- التواجد الارهابى لتنظيم انصار بيت المقدس – فى منطقة محدودة بشمال شرق سيناء فى مصر .

ب- حركة شباب المجاهدين فى الصومال والذى – يمتد نشاطها لدول الجوار فى جيبوتى – كينيا – اثيوبيا – اريتريا – اوغندا – تنزايا .

ج- تنظيمات داعش – القاعدة – انصار الشريعة فى ليبيا – الى جانب الجماعة الليبية المقاتلة

د- تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى ومشتقاته – جماعات المرابطون – جند الله فى بلاد المغرب – الموقعون بالدم – فى تونس – المغرب ودول الجوار .

هـ- الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة فى المغرب – والخلايا التابعة لداعش .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل