«المركزى» يحاصر الطلب على الدولار

السوق السوداء تقاوم وسط ارتباك فى الأسعار

عطاء جديد بـ1.5 مليار لتغطية التمويلات المعلقة.. ومصادر: احتمال البيع بسعر استثنائى

كتبت ـ دعاء حسنى وأمنية إبراهيم وأمانى زاهر:

يواصل البنك المركزى المصرى، اليوم الأربعاء، سلسلة عطاءاته الاستثنائية لبيع الدولار، بغرض محاصرة فجوة الطلب على العملة الخضراء، وتغطية الطلبات المعلقة لتدبير النقد الأجنبى عن مستندات تحصيل آجلة مستحقة الدفع لقائمة السلع الأساسية والإستراتيجية.

ويطرح البنك مزادًا بقيمة 1.5 مليار دولار، اليوم، قالت مصادر إنه سيتم توجيهها لتغطية مديونيات العملاء بالعملات الأجنبية القائمة عن عمليات استيرادية (تسهيلات مؤقتة) قاموا بها فى فترات سابقة.

كان «المركزى» قد سمح للبنوك فى يناير 2013 بإعادة تمويل العمليات الاستيرادية لعملائها من خلال منح تسهيلات مؤقتة بالعملة الأجنبية، يتم الخصم عليها لحين تدبير العملة، وذلك فى ضوء الدراسة الائتمانية لكل عميل على حدة.

وتوقعت مصادر مطلعة إمكانية بيع الدولار فى مزاد اليوم بسعر استثنائى أقل من الأسعار الرسمية بهدف تقليص خسائر أصحاب هذه المديونيات، كما رجحت قيام البنك المركزى بطلب استرداد قيمة المزاد فى صورة وديعة بأجل عام بسعر الليبور (عائد الدولار فى سوق لندن) مثلما حدث فى عطاءات تغطية التسهيلات المؤقتة التى طرحها قبل شهور.

كانت «المال» قد انفردت أمس الثلاثاء، بالكشف عن اتجاه المركزى لطرح سلسلة عطاءات استثنائية، بعد طرحه الشريحة الأولى، أمس الأول الإثنين بقيمة 200 مليون دولار، والذى قفز فيه بسعر صرف الدولار لمستوى 8.85 جنيه فى أعنف هبوط للعملة الوطنية (الجنيه) التى هوت بنسبة %14.5 دفعة واحدة.

فيما تحاول السوق السوداء مقاومة لطمات البنك المركزى المتتالية، بكل قواها، لتعود وترتفع بمؤشر أسعارها أمس الثلاثاء، رغم التضارب والارتباك الحاد الذى أصابها، لتتراوح أسعار الشراء من العملاء بالصرافات بين 9.10 و9.15 جنيه للدولار الواحد بحسب الكميات، وسجلت أسعار البيع 9.15 و9.5 جنيه للدولار حسب الكميات أيضاً.

أكد أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن سلسلة العطاءات الاستثنائية لـ"المركزى" رسالة جيدة بتوافر معروض الدولار فى الأسواق.

وأوضح أن سعر شراء الدولار من السوق الموازية تراوح خلال تعاملات أمس بين 9.46 جنيه إلى 9.50 جنيه فى مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة.

وقال سليمان الأعصر، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للصرافة، إن كل ما يتداول عن البيع والشراء بالسوق الموازية فوق مستوى 9.15 جنيه، مجرد شائعات تهدف لإعادة النشاط لتعاملات السوق السوداء ومقاومة ضربات البنك المركزى القاتلة.

وأضاف أن عطاءات بيع الدولار المتتالية لـ«المركزى» أصابت تعاملات السوق الموازية بشلل تام، وأدت لخنق الطلب على الأخضر فيها، لافتاً إلى أن أغلب الصرافات تعرض شراء العملة الأمريكية بالسعر الرسمى، والبيع لا يجاوز 9.15 جنيه فى التنفيذ الفعلى للتعاملات.

وكان البنك «المركزى» قد طلب من البنوك، مطلع الأسبوع الماضى، حصراً بجميع الطلبات القائمة غير المنفذة لتدبير النقد الأجنبى عن مستندات التحصيل غير المضمونة التى لا ترتب أى التزامات عليها (مستندات بالاطلاع والمطلوب اعتماد «نموذج 4» لها - مستندات آجلة مستحقة الدفع)، وقام بتغطية البند الأول فقط الخاص بـ (المستندات بالاطلاع) عبر عطاء اسثنائى بلغت قيمته 500 مليون دولار، وتم بيع الدولار فيه بسعر 7.73 جنيه، دون التطرق للبند الثانى الذى بدأ تغطيته الإثنين بسلسلة عطاءات جديدة.

فى سياق آخر، كشف حسين الرفاعى، عضو مجلس الإدارة التنفيذى بالبنك الأهلى المصرى، عن تلقى مصرفه استفسارات وطلبات من مؤسسات دولية للاستثمار فى أدوات الدين الحكومية عبر أداة التحوط الجديدة التى أطلقها البنك أمس، متوقعا تدفق استثمارات اجنبية كبيرة لقطاع الدين المحلى خلال الفترة المقبلة.

وقام بنكا الأهلى ومصر، أمس الأول، بتفعيل آلية تحوط ضد مخاطر أسعار الصرف فى محاولة لاستكمال خطة جذب الأجانب للاستثمار فى أدوات الدين المحلى.

وقال مصدر بارز لدى أحد البنكين: إن الآلية تسمح للأجانب بالتعاقد على سعر صرف محدد، وليكن 8.85 جنيه للدولار للحصول على العملة المحلية اللازمة لشراء أذون خزانة فى السوق المصرية، وعند الخروج يتم رد الدولار للمستثمر الأجنبى بنفس السعر المتفق عليه وهو 8.85 جنيه للدولار، موضحا أن الآلية تنقل مخاطر وهبوط العملة من المستثمر الى البنك، ومقابل ذلك سيحصل البنك على عمولة من المستثمر تختلف حسب الأجل الزمنى سواء 3 أو 6 أو 9 أو 12 شهرًا.