المحتوى الرئيسى

طارق عبد الجابر يكتب عن حلم العودة والحاجة لعقلاء: لن نقول وداعًا حتى نلمس ترابها

03/19 11:40

لن نقول وداعًا حتى نلمس ترابها

لن نقول وداعًا حتى نستنشق عبيرها

لن نقول وداعًا حتى نستأنث باهلها

لن نقول وداعًا حتى نموت بين أحضانها 

انها مصر انها حضن نحبها ونحن أبناءها

لن تحرمنا أمنا ولو كنت تمسك رقابها 

لن تحرمنا وطننا ونحن اليه نرنو بدموعنا 

لن تذيقنا عذاب الهجر والبعد والحرمان 

نحن مصريون أبناء النيل ومصر أمنا 

خلقنا من طميها وإلى رحمها سنعود

أيها السادة ...هل  مصر أحوج الآن إلى المهدى المنتظر ليحق الحق ويزهق الباطل ويخلص المصريين من روح الكراهية التى التهمت مشاعر النبل والإنسانية التى تتمخض عنها طيبة المصرى الأصيل التى يشتهر بها. 

فالحقد نبراس والكراهية شراع وأصبحت الثرثرة والنميمة مرسى المعذبون فى الأرض، ولا أقصد طبقة المقهورين فحتى الأغنياء وأصحاب الجاه معلقون بين السماء والأرض، فإذا كنت من الاثرياء وتعيش فى مصر فعليك أن تلهث من أجل المال والجاه بلا توقف حتى يطغى هذا الصراع على حياتك وتتحول إلى إنسان تعيس حزين تهجرك البهجة والشعور باللحظة الجميلة، فإذا نجوت من هم صراع المال وشعرت يوما بالسعادة، فكن على دراية أنك أفلست وتعيش اليوم بيومه، وتحلم بالستر كما يحلم البسطاء من الطبقة المتوسطة.

إن الحقد والكراهية لن يجبر الآلاف على الهجر والرحيل، إننا صامدون منتظرون العودة إلى أحضان مصر الحبيبة، فمهما بالغت فى حرماننا من حق عودتنا إلى وطننا الذى كفله لنا الدستور ، لن نيأس وسنظل ننادى حتى تذهب أصواتنا فنحن أشباح بلا قلوب ندور فى فلك بلاد العيون الزرقاء وقلوبنا معلقة داخل بيوت أمهاتنا وداخل قلوب زوجاتنا وفى أجساد ذوينا،لا زالت هناك معلقة فى لحظة حنين وشوق للصديق والجار، نعم انها بين جنبات العزيز والغالى فى بلاد الأشواق مصر.

ومن المحزن ان هناك من يضغط على الرقاب ويدوس على قلوب مفعمة بالحب والامل ، فنجد العلماء أمثال زويل والباز وغيرهم العشرات يطوفون فى فلك بلاد الغرب يبنون حضاراتهم من نور العقول المصرية، الى متى سنظل طاردين وحاقدين على كل مخترع ومكتشف وناجح، أهو حب الذات ام كرة الآخرين بالفطرة، أنحن من شيدنا الاهرامات مهد حضارات العالم،ام نحن مصنع كبير للعبودية يصدر منتجاته البشرية الى دول العالم، فدول اوروبا تحجز حصتها من الكوادر البشرية لبناء حضارتهم، كأنها احجار كريمة يستخرجها الجبابرة من بُطُون ارض مصر الطيبة ليبيعونها بأبخث الاثمان.

لم تعد مصر بيئة مواتية للناجحين والعلماء الذين جابوا الفضاء واكتشفوا قيعان المحيطات، لم تعد مصر تحوى الأكسيجين الازم لكى يحيا الرياضيين ،ليهربوا الى اوروبا بحثا عن لقمة العيش كما فعل طارق عبد السلام بطل افريقيا فى المصارعة عندما ضاق به الحال فى مصر ليسافر الى بلغاريا ليعمل باءع شاورما . أهكذا نحتضن الرياضيين والمثقفين والعلماء.

والسؤال هنا ماذا تبقى من مصر سوى هيكل صدىء فارغ من الامبالاة والمحسوبية والوساطة والفساد ....أتهوى مصر ام ترتفع ...كيف هذا ونحن لا نتصالح مع أنفسنا قبل الآخرين.

نعم انه حب الذات الذى يأكل الأخضر واليابس والضحية هى مصر الطيبة التى توقعت من ابناءها البر فلم تجد سوى العقوق ثم العقوق ثم الدمار.

فالسموم التي تم نشرها في الفترة الأخيرة خلال حالة التسخين التي شهدتها الساحة السياسية المصرية لا تزال آثارها المؤلمة في الجسدالمصرى ، في العمل والسوق والمجالس والجمعيات والمؤسسات وغيرها كثير، وأبشعها وأكثرها إيلاماً هو تغلغلها عند بعض من الاعلاميين والمثقفين وانا لا اريد ان اعمم ولكن ظاهرة الكراهية التى طفحت على الساحة المصرية اثرت على  البيوت المصرية ، لن نتحدث اليوم عما جرى في حقل الاعلام  من نشر لسموم الكراهية وكيفية معالجتها، ولكن لنقف عند الأسر والزيجات والتي تحولت بين ليلة وضحاها إلى مصارعة الطرشان التي لا دخل لهم فيها!،فمثلا  فالزوج يميل الى الأخوان والزوجة لاتميل لهم ، ولنتصور العيشة كيف أصبحت، والقصص في ذلك كثير. ففي السنوات الاخيرة  تدهورت الكثير من العلاقات الزوجية والأسرية القائمة على هذا الخلاف ، تذكر لي إحدى الزوجات أن حياتها مع زوجها المختلف سياسيا أصبحت لا تطاق، فهو يتابع القناة الفضائية التي ينتمي لها سياسيا ، وهي الأخرى تتابع القناة الفضائية المضادة، حتى كادت العلاقة بينهما أن تفضي إلى الانفصال النهائي، وأبغض الحلال عند الله الطلاق!!.

ولكن الأزمة الأخيرة التي أغلق في وجهها كل الأبواب دخلت الاسرة المصرية عليه من نافذة القنوات الفضائية المسمومة، فإذا بصراع سياسى في كل بيت ولكن - كما يقول - إن الله قد سلم، ولكن لنتأمل كم هي الأسر التي أصبحت ضحية هذه السموم التي تم نثرها في الساحات خلال السنوات الأخيرة ، حتى أصبحت الأسرة المختلفة سياسيا تواجه الأمرين في زياراتها الأسرية لأهل الزوج وأهل الزوجة، فهي لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء!!. الصور في ذلك كثيرة حينما تم رفع المسدسات والسكاكين والفؤوس والآلات الحادة بأيدي شباب الاصطفاف السياسى الذين تم تحشيدهم بتلك السموم، ولولا العقلاء والحكماء لكادت الساحة أن تشهد حرباً دموية شبيه بحرب الجمل وصفين!!، وهذه هي الكارثة التي لم يستوعبها الشباب والناشئة الذين كانوا تحت تأثير السموم السياسية التي بثتها القنوات والمنتديات والمواقع لتغير هوية أبناء هذا الوطن

فى النهاية أخشى ما أخشاة 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل