المحتوى الرئيسى

علمانية غريغوار حداد ووجوه كميل منسى المتعددة

03/18 20:54

تتابعت نهار الجمعة أعمال وأنشطة المهرجان اللبناني للكتاب، حيث أقيمت ندوة حول المطران غريغوار حداد، الذي حمل معرض هذه السنة اسمه، تخليدا للانجازات الكبيرة التي قدمها، وقد اشترك فيها كل من شبيب دياب والزميل نصري الصايغ وميشال توما وكامل مهنا وأدارتها هدى رزق حنّا التي اعتبرت في بداية كلمتها أن هناك وجوعا "تسطع في الذاكرة حتى لو اختفت معالمها".

واستعادت المقدمة 3 صور عن الراحل هي "رحلاتنا بصحبته الى القرى البعيدة النائية في منطقة بعلبك"؛ و"الاجتماعات الدورية التي يديرها المطران في مركز الحركة الاجتماعية في بدارو" أما المشهد الأخير، فهو مؤلم ومعزٍّ في آن. مشهد جنائزي. نعشه في وسط كنيسة مار الياس، في وسط بيروت، والجميع يضع بخشوع على صدره وردة الوداع.

الزميل نصري الصايغ التي حملت كلمته عنوان "سؤال الغياب عن غريغوار حداد لماذا أنت وحدك؟"، طرح في كلمته السؤال التالي: "عن أي علمانية يتحدث هذا المتواضع الجليل"؟ فرأى أنها "العلمانية بمضمونها الإنساني. من دون إنسانيتها تفقد قيمها التي تحتضنها والتي تتصل بجوهر وجودنا وما تفرضه من سواء السلوك إزاء الآخر وإزاء الذات. فالعلمانية، "هي أحد العلوم الذي يتطرق إلى علاقة العالم بالدين. لكنها ليست علما فقط، بل هي نظرة فلسفية تتجاوز العلم، وهي إيمان بالإنسان وبقيم سامية لديه، يتخطى العلم والفلسفة، وهي التزام، لا إيمان مبدئي وحسب، التزام شخصي ومجتمعي" (العلمانية الشاملة).

وأضاف الصايغ أيضا أن حداد أخرج "العلمانية من لاهوتها، أنزلها من مرتبة الفوق، وضعها في مكانها التاريخي، فهي مبنية على العلم التجريبي فقط. العلمانية من الزمنيات ولا تناط بالروحانيات، وهي ليست مع أو ضد الدين، هي في الحياد التام عن الدين، وانحياز تام للحياة والمجتمعات والإنسان كل الإنسان، أيا كان وعلى أي هيئة أو دين أو كيان. ومثل هذا النقاء النموذجي، مخالف لتراث وتقليد الطوائف اللبنانية والبعثات التعليمية التي روجت كل واحدة منها، لعلم طائفي، أسس التعليم في لبنان على قاعدة الولاء الديني والمذهبي، منذ "مجمع اللويزة".

من ناحيته اعتبر كامل مهنا أنه لا يمكن له أن يستحضر في ذاكرته "صورة للمطران غريغور حداد خارج إطار خدمة الإنسان والقيم الإنسانية السامية، الرجل الرسالة، الذي نذر حياته لخدمة الفقراء والمهمشين، من بعد أن ملئ قلبه بمحبة الله والاخلاص لتعاليم المسيح، فحاربه المتعصبون الجاهلون، في الوقت الذي كان فيه سنداً للمؤمنين والعاملين من أجل خير المجتمع من دون تمييز بين دين وعرق وانتماء".

ورأى مهنا أنه كان "المصلح الاجتماعي الذي كان لي شرف العمل معاً منذ اربعة عقود تقريباً، وذلك من خلال الهيئات التطوعية التي أنشأها كـ"هيئة تنسيق المستوصفات" و"التنسيقات الاجتماعية الانمائية" ومن ثم في تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان" حيث تولى تباعا مسؤولية المنسق العام فيه. وقد حاول المطران حداد، في تجربته الاجتماعية، تطبيق ما تنادي به الكتب السماوية التي تعمل على تنظيم شؤون البشر في تأسيس العمل التطوعي عبر التكافل الاجتماعي على الأرض. وذلك منذ عام 1957 حين أسس "الحركة الاجتماعية"، كحركة مدنية تطوعية ملتزمة الإنسان والمجتمع والتنمية، وبالرغم من كونه رجل دين متعمق ولاهوتي عتيق، إلا أنه لقب بالمطران الأحمر لأنه حاول الفصل بين الالتزام بالعقيدة الدينية التي هي حق لكل فرد، وبين التعصب الضيق والطائفية، فكان حضناً يتسع لكل أبناء الوطن من كل الطوائف والاديان".

حول أبرز محطات سيرة حياته عدد شبيب دياب العديد من الأنشطة التي قام بها المطران الراحل بينما تحدث ميشال توما، عن بدايات غريغوار حداد في السلك الكهنوتي والمنطقة التي ترعرع فيها والتي شهدت بدايات عمله الكنسي.

وضمن تكريم أعلام الثقافة، كرمت الحركة الثقافية الزميل كميل منسى حيث أدار الجلسة الياس كساب الذي اعتبر ان المحتفي به ذا فكر نهضوي التزم التوجهات الجديدة سواء أكانت على الصعيد الثقافي أم الأكاديمي أم السياسي أم الاجتماعي فهو يرى في الأصالة والتجديد ركنين لحركة تتكامل من حيث الدُؤوبَ في العمل وتعزيز الفكر النقدي التطوري".

مضيفاً أن "مسيرة كميل منسى متشعبة التوجهات ، فبالاضافة الى ما ذكرت تبوّءَ مراكز ومناصب قيادية في عدة مؤسسات وشركات كما أن التزامه الوطني والديني والثقافي والاجتماعي قاده الى المشاركة في هيئات الحوار الاسلامي المسيحي  وعبر كتابه: عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة، كذلك حضوره الجامعي اللافت في لبنان والخارج حيث أعد ونشر دراسات في مواضيع عدة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل