المحتوى الرئيسى

بعد سنوات "الفشل العسكري".. أزمات المنطقة على طريق "التسوية السياسية"

03/18 20:31

تسارعت خطوات التسوية السياسية لعدة أزمات في المنطقة بتزامن لافت، ما يشير إلى توفر إرادة المجتمع الدولي والأطراف الأساسية في تلك الأزمات من أجل الحلول السياسية بعد سنوات أثبتت خلالها الحلول العسكرية فشلها المتواصل.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه مفاوضات جنيف السورية للاتفاق بين النظام والمعارضة على شكل الفترة الانتقالية وفق مرجعية اتفاق جنيف، واتخاذ المباحثات غير المباشرة مسار أكثر جدية بدفعة من قرار الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا، اتجهت الساحة اليمنية أيضا إلى بوادر التهدئة العسكرية بعد نجاح وساطة بين السعودية التي تقود التحالف العسكري العربي في اليمن والحوثيين من جهة أخرى.

قيادي بالائتلاف المعارض لـ"الوطن": مفاوضات "جنيف" ملتزمة بتشكيل "حكم انتقالي" بعيدا عن تصريحات "المعلم" و"الجعفري"

وفي هذا السياق، تواصلت أمس الأول في "جنيف" المفاوضات غير المباشرة بين وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة وعلى رأسها وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارض المنبثق من اجتماع الرياض، والتقى ستافان دي ميستورا وفود من الطرفين.

وقال الدكتور خالد الناصر القيادي بالائتلاف السوري المعارض، لـ"الوطن"، إنه "بعد الجولات التمهيدية من المباحثات مع المبعوث الأممي بدأت أمس الأول المفاوضات وتتركز على موضوعين وهما الفترة الانتقالية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي"، مضيفا: "وفد النظام يحاول عرقلة الأمر من خلال تصريحات متعددة من خلال وزير خارجية النظام وليد المعلم ورئيس وفد التفاوض بشار الجعفري، وهم لا يريدون انتخابات رئاسية ويقولون إن رئيس النظام الحالي خط أحمر، ويركزون على ما يدعون أنه حرب على الإرهاب".

واعتبر الناصر أن المجتمع الدولي حدد بوضوح أساس التفاوض وهو بيان جينيف الأول الذي يجعل اساس الحل السياسي هو تشكيل هيئة حكم انتقالي نظام جديد التعددية السياسية وتداول السلطة بشكل سلمي ومشاركة كل مكونات الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.

وحول انعكاسات الانسحاب العسكري الروسي من سوريا على مسار المفاوضات، قال: "نحن حذرين في موضوع الانسحاب الروسي، ولكن نعتبره خطوة إيجابية لأنه يسحب الغطاء العسكري عن النظام ويؤدي إلى ترجيح الحل السياسي على الحل العسكري، فالنظام بدون الغطاء العسكري الروسي عاني من خسائر كبيرة، والانسحاب سيغير الأمر على المستوى السياسي والعسكري، سيجبر الأسد على القبول بالحل السياسي".

وفي ما يتعلق بإعلان الأكراد في سوريا النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد، قال الناصر: "الذي أعلن هذا هو ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطية التي يسيره حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وهو له أجندة خاصة غير وطنية، وهذا الأمر يريد فرض الأمر الواقع كما حدث في شمال العراق، وهو مرفوض بالنسبة للمعارضة السورية ومكونات الشعب السوري بما فيها المكون الكردي نفسه، حيث إن هناك المجلس الوطني الكردي الذي يمثل عموم الأكراد بشكل عام، وجاء الإعلان عن الفيدرالية بدعم من روسيا والنظام والولايات المتحدة تم السيطرة على مناطق في شمال سوريا، ليس خطوة انفصالية ولكنه تغيير لبنية سوريا من بنية اتحادية بدلا من بنية مركزية".

ومن جهته، أعلن رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل استعداد السعودية للحوار مع ايران شريطة سحب قواتها من سوريا. وقال مصدر دبلوماسي خليجي لـ"الوطن" إن الأزمة الدبلوماسية والصراع بين الرياض وطهران في سبيله للتهدئة والبحث عن حلول في ضوء الانسحاب الروسي من سوريا وإمكانية سحب إيران لمقاتليها ومستشاريها أيضا، وتابعت المصدر التي رفض ذكر اسمه أو جنسيته: "الصراع لن يستمر للأبد ولا نرغب في محو إيران من الخريطة وهي أيضا لن تمحونا من الخريطة ونحن دول جوار ولا بد أن نبني سياستنا على أن كلانا لا يمكنه العيش بمفرده في هذه المنطقة من العالم، ولكننا كخليجيين نريد من إيران أن تتوقف عن العبث بأمننا والتدخل في شؤوننا وعلى استعداد لتطبيع العلاقات معها حال التزامها بميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي التي تحرم الاعتداء والتهديد بالقوة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".

من جانبه، قال ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، إن هناك خلافات حادة بين الأطراف المشاركة في محادثات السلام في جنيف، مضيفًا: "الهوة بين الجانبين لا تزال واسعة"، وفقًا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".

كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أمس الأول، أن الأكراد السوريين الذين أعلنوا منطقة فدرالية خلافا لرأي واشنطن هم شركاء عسكريين يحظون بتقدير كبير من قبل الولايات المتحدة، مضيفًا: أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "أظهروا أنهم شركاء ممتازين لنا على الأرض من أجل محاربة داعش".

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، الاتحاد الأوروبي إلى الكف عن التعاطف مع المتمردين الأكراد، وقال: "لا شيء يمنع من أن تنفجر القنبلة التي انفجرت في أنقرة، يوما ما في مدينة أخرى في أوروبا"، مضيفا "على الرغم من هذا الواقع، الدول الأوروبية لا تكترث وكأنها ترقص فوق حقل من الألغام".

 "شجاع الدين": ضغوط أمريكية وراء مرونة المواقف السعودية في اليمن.. والأزمات تتجه لتسوية شاملة

في اليمن، أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربية المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أمس الأول، أن العمليات العسكرية الكبيرة لهذا التحالف في اليمن أوشكت على الانتهاء، ولكنه شدد على أن اليمن سيبقى بحاجة للدعم على المدى الطويل لتجنب تحوله إلى ليبيا ثانية. وقال إن المعارك توقفت تقريبا على طول الحدود السعودية اليمنية بعد جهود الوساطة التي جرت الأسبوع الماضي، وذلك في مقابلة مع "فرانس برس". وقال عسيري إن التحالف يحقق في تقارير بخصوص واقعة قتل جماعي في شمالي اليمن بعد غارات جوية للتحالف على أحد الأسواق.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء، قصف التحالف العسكري العربي لسوق الخميس في محافظة حجة في اليمن. وقال بان، في بيان، إنه "الحادث الأكثر دموية منذ بدء النزاع"، مطالبا "بتحقيق سريع وفعال ومستقل وموضوعي". وذكر بان كي مون أن الهجمات التي تستهدف المدنيين "محظورة بشكل صارم" وتشكل "انتهاكات خطيرة للقوانين الإنسانية الدولية".

وقالت الدكتورة ميساء شجاع الدين المحللة السياسية اليمنية لـ"الوطن" إن هناك اتجاها للتسوية الإقليمية الشاملة في المنطقة؛ إذ إن المحركين الأساسيين للأزمتين هما نفساهما في سوريا واليمن، وهناك مساع لتصحيح الوضع السياسي بشكل يطمئن السعودية، لكن التوتر السياسي والأمني سيظل لفترة بصورة نسبية، لأن أزمة اليمن أقل تعقيدا من الأزمة السورية التي تتدخل فيها أطراف أكثر.

وحول مسار الوساطة بين السعودية والحوثيين قالت: "كانت هناك مباحثات حول اعتراف من السعودية بالحوثي مقابل وقف الحرب الحدودية بينهم، ثم انتقلت إلى فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية تتسلم العاصمة صنعاء من الحوثيين بعد انسحابهم وتتشكل لجنة لنزع أسلحة الميليشيات كلها"، واعتبرت أن ضغطا أمريكيا وراء المواقف السعودية المرنة، لأن الولايات المتحدة ترى أن القاعدة أصبحت تتمدد في اليمن، وحتى الآن لا يوجد أي تطور أمني على مستوى أوضاع المدنيين، أو تطور إيجابي على المستوى الإنساني، وهناك ضغوط أيضا على الحوثيين من جانب روسيا التي رفضت قيامه بتشكيل حكومة ورفضت الاعتراف بها، كما أنه لم يتلق دعما ماديا كبيرا من إيران.

إيطاليا تؤكد دعمها التام لحكومة "السراج".. وبريطانيا تنفي نيتها التدخل العسكري في ليبيا.. و"كوبلر" في القاهرة لبحث دعم الجيش والحكومة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل