المحتوى الرئيسى

رئيس لا نستحقّه

03/18 02:26

ميشال اده المحبّ المثقف المتضلع بالتاريخ الصهيوني المرشح الدائم لرئاسة الجمهورية، لو صار رئيساً لتغيّرت أشياء كثيرة في لبنان

عند الكلام عن ميشال إده، المتعدّد الصفات والمواهب، تحتار من أين تبدأ.

لعل أول ما يستهويك في شخصيته هو هذه اللهفة التي يستقبلك فيها، صديقاً كنت أم مجرد معرفة، لهفة صادرة عن القلب من دون تكلُّف، تعبِّر عن المحبة الكامنة في صدره تجاه الناس.

وما يلبث، عندما تتعرّف اليه عن قرب، أن يبهرُك بما يختزنه من اطلاع ومعرفة ومن ثقافة واسعة. كأن وزارة الثقافة التي أُسندت إليه في احدى حكومات الرئيس رفيق الحريري وُجدت لتكون بحجم وعلى قياس ميشال إده.

يستطيع أن يحدِّثك ساعات عن تاريخ لبنان والمنطقة بأدق التفاصيل ويتوقّف طويلاً، والألم يحزُّ في نفسه، عند الظلم الذي لحق بفلسطين وأهلها.

ما نزال نذكر تلك اللقاءات الأسبوعية التي أجريت معه على تلفزيون المنار منذ خمسة عشر عاماً على مدى سنتين كاملتين بعنوان: «الصهيونية تحت المجهر». وفي حفل التكريم الذي أقيم له على الأثر تقبَّل بروح الدعابة المعروفة عنه تساؤل البعض كيف نتمكن من «استنساخ» ميشال إده؟

العائلة، بالنسبة لميشال إده، هي الحلقة الأهم في المجتمع. فهو يحيط العائلة، الوفيرة العدد، المؤلفة من الأولاد والأحفاد، بهالة من القداسة. نصيحته لأولاده، وللشباب عموماً: تزوّجوا باكراً وانجبوا كثيراً.

قد تختلف مع ميشال اده بالرأي حول بعض القضايا العامة: عندما يدافع، مثلاً، عن النظام الطائفي، ويحاول إقناعك بأنه النظام الأصلح للبنان، وأنه قدوة يجب ان تحتذي بها الدول المتعددة الطوائف في سائر أنحاء العالم. إلا أنه لا يسعك إلا أن تحترمه لأنه ديمقراطي بطبيعته، منفتح على النقاش، يتسع صدره للرأي الآخر.

مؤمن، ميشال إده، من دون تعصّب. متديّن من دون تزمّت. قلةٌ يعرفون ان يوم الثلاثاء بالنسبة اليه، هو يوم تعطيل وتأمّل: لا يعمل خلاله ولا يكتب. لماذا؟ لأن سقوط القسطنطينية في 29 أيار 1453، الذي غيَّر مجرى التاريخ، صادف يوم ثلاثاء. فهو يوم مشـؤوم.

اسم ميشال إده يُطرح في كل مرة يقترب فيها موعد انتخاب رئيس للجمهورية. أو عند شغور منصب الرئاسة الاولى. ذات مرة ورد اسمه بين اسماء أربعة رشحهم للرئاسة البطريرك الماروني.

هو من مدرسة ميشال شيحا الذي كان من الأوائل الذين أدركوا الخطر الذي تمثله إسرائيل على لبنان وحذَّر منه في كتاباته.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل