المحتوى الرئيسى

عمرو حلمي: مرجع الذوّاقة على مواقع التواصل

03/18 02:26

لم يدرِ عمرو حلمي أن شغفه بالأكل سينقله من مجرد هاوٍ وذوّاق إلى أول ناقد طعام في مصر. استحق أن يكون كذلك لما يتحلى به من حضورٍ وسِعةِ اطلاع على مطابخ العالم، فضلاً عن أسلوبه الشيّق. جال بنا العالم بدءاً من عراقة المطبخ الشرقي، مروراً بصخب المطبخين الهندي والأميركي، وصولاً إلى رقيّ المطبخ الفرنسي، لنحطّ الرحال أخيراً في بلد الكشري والفطير والعسل الأسود.

يعمل حلمي وفق قاعدة «مش باكل حتى أعيش أنا عايش علشان آكل حلو»، ما جعله واحداً من أعضاء «جمعية الذواقة العالمية» الفرنسية، وعضواً في «جمعية الطهاة المصريين» التابعة لـ«جمعية طهاة العالم». يقول لـ«السفير»: «ناقد الطعام يحمي الزبون قبل دخوله أي مطعم فهو يحلل الطعام ويفننه ويكتشف مكوناته، ومواطن الثغرات فيه إلى جانب إعطائه بدائل في حال وقوع الشيف في أي خطأ». يضيف: «عمل ناقد الطعام يبدأ من لحظة دخوله المطعم ويشمل شكل المطعم، بيئته، مستوى مرتاديه، الأسعار ومناسبتها لجودة الطعام، النظافة، نوع الموسيقى ومناسبتها لنوع الطعام».

بعد تخرّجه من كلية الإعلام وتنقله في مجالات مهنية عدة منها مغنٍّ، ومصمّم أزياء، ومخرج، استقر في عالم الطعام. أول خطوة كانت منذ ثلاث سنوات، عندما بدأ كتابة تقارير كهاوٍ، راح يدوّنها على صفحته على «فايسبوك»، حول تقييمه للمطاعم المصرية التي يزورها.

اهتمام الأصدقاء ومحبّي الطعام بتقارير حلمي دفعه لإنشاء صفحة على «فايسبوك» بعنوان «أكل فسيخ«The Sexy Food» ، أصبحت خلال وقت قصير دليلاً لزوار المطاعم المصرية، خصوصاً أنها أول صفحة لتقييم المطاعم. حارب حلمي من خلالها المطاعم الفاسدة، وخصوصاً مطاعم الوجبات السريعة، من خلال حملة عبر وسم «وجع بطن بفلوس كتير»، لاقت تجاوباً من رواد مواقع التواصل. لم يتوقع حلمي أن يزيد عدد متابعي الصفحة ليصل إلى ربع مليون شخص، الأمر الذي أعطاه مسؤولية ليطوّر نفسه خصوصاً أن اسمه بات حديث الصحافة والأعلام.

قرر حلمي أن يكون أكثر من مجرد ذوّاق وهاوٍ للأكل، فانتسب لـ«جمعية الطهاة المصريين» و«جمعية شباب الطهاة المصريين»، ونال شهادات في المطبخ التايلاندي والصيني والفرنسي والهندي. تلا ذلك تخصصه في نقد الطعام بعدما حقق شروطه وهي دراسة الصحافة، أن يكون ذواقاً، والاطلاع على مطابخ العالم. فدخل أكاديمية فنون الطهو المصرية والتابعة للأكاديمية الإنكليزيّة، تزامناً مع ذلك كتبَ في جرائد عدة مصرية وعربية حول مطاعم ومهرجانات الطعام في أنحاء من الوطن العربي والعالم.

عمرو حلمي هو العضو الأصغر في «جمعية الذواقة العالمية»، والتي يعود تأسيسها إلى العام 1884، ومهمتها الحكم على جودة الطعام المقدم في كبرى فنادق ومطاعم العالم. مركز الجمعيّة فرنسا وينتمي أعضاؤها إلى القارات الست. «الفنادق تكون في حالة تأهب واستعداد كامل في إعداد الطعام لاستقبال أعضاء جمعية الذوّاقة، لأن شهادتها على درجة عالية من الأهمية ومعترف بها في أنحاء العالم».

شارك حلمي عدد من مهرجانات الطعام المحليّة والعربيّة، يشير إلى أن دبي من الأماكن التي تحتفي بالطعام وتهتم به، في حين يغيب في مصر الاهتمام بالطعام كمكوّن حياتيّ يتطلّب عناية، إذ تأخذ المهرجانات شكلاً تجارياً بعيداً عن المهنيّة أو الحرفة، فضلاً أن عدداً كبيراً من المطاعم المصرية غارقاً في الرداءة سواء من حيث النظافة أو نوع الطعام الذي تقدمه. «المصريون محبون للطعام لكنهم لا يتذوقونه جيداً، رغم تأكيد التاريخ أن للفراعنة مطبخهم الخاص بهم والذي كان جديراً بالاحترام، إلا أن تلاحق احتلال الشعوب الأخرى لمصر أدى إلى تغيير ثقافة الطعام وفقدان التفنن بالأكل نتيجة سوء الوضع الاقتصادي».

يؤكد حلمي أن المطبخ المصري رغم ما مرَّ به من منعطفات وكوارث إلا أنه لا يزال يحتفظ بمكوناتٍ تميّزه عن غيره من المطابخ الشرقية، شرط أن يهتم المختصون بتلك الأطعمة ويقفون بالمرصاد أمام كل من يحاول سرقة هوية الطعام المصري، كما فعلت إسرائيل عندما وثّقت ملكيّة «الطعمية» (الفلافل المصريّة بالفول) على أنها من مطبخها في العام 2007، كما أن اليابان سجلت الملوخية كمنتج ياباني في العام 2002، في حين هي نبات فرعوني وطنه الأم مصر».

رغم أن طبيعة عمل حلمي تفرض عليه تناول الطعام النوعي الموجه لنخبة المجتمع والمقدم بعناية فائقة، إلا أن ما يستهويه حقيقةً هو الطعام الشعبي أو «طعام الشارع»، لأنه مغمّس بهوية البلد وحضارته وثقافته. ذلك ما دفعه للسفر إلى لندن وتصوير برنامج حول أكل الشارع فيها، بينما يستعد الآن للسفر إلى بلدان أوروبيّة أخرى، لتحضير عدد من الحلقات حول أكل الشارع في دول كإيطاليا وسويسرا وفرنسا وهولندا واسبانيا واليونان، ليعرضها فيما بعد على إحدى القنوات الفضائيّة. يشير حلمي إلى أن أغلب برامج الطبخ على القنوات العربيّة لا تتعدى كونها تجارة رخيصة تعتمد على الإعلانات بعيداً عن معايير النظافة أو احترام تفاصيل المطبخ وخامات الطعام، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الطاهي على اطلاع بمصطلح نقد الطعام كي يكون على دراية بتحليل مكوّنات الأطعمة، وشرح حالة الطبخ كاملة من حيث المناخ والبيئة والمكونات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل