المحتوى الرئيسى

«البطريرك العلماني»

03/18 02:26

إنه أحد الآباء والأجداد والمؤسسين بالمعنى الأنثروبولوجي للكلمة. إنه أب مؤسس Pere Fondafeur.

عرفته يوم كان الرئيس سركيس رئيساً للجمهورية وهو كان وزيراً للإعلام. متوقد الذهن، ثاقب النظرة، عميق الإيمان بلبنان وبالعيش المشترك كنموذج ورسالة لبنانية فريدة، مبتسم الوجه بشوش الطبع واللقاء، سريع النكتة والجواب المليء بالحكمة والذكاء والشفافية، هو اليد الممدودة للعطاء بالكرم والخير يفيض كرمه على الجميع دون منة ولا لأية غاية شخصية أو منفعة انتخابية. أعطاه الله وأفاض عليه خيراته التي لم يسرقها من الدولة أو من مشاريعها أو وظائفها أو تلزيماتها بل من عرق جبينه وتعب يديه وعمله بالمحاماة والاستثمار في العديد من أنحاء العالم وخاصة في أفريقيا.

أفاض الله عليه بعائلة كبيرة مارونية تعيش من تعبها وكدها ونظافة كفها وصدق خدمتها وحداثة مشاريعها.

ميشال إده بطرك العصامية والآدمية

ميشال إده بطرك العصامية والآدمية المارونية المنفتح على السني والشيعي والدرزي والمؤمن وغير المؤمن حتى أقصى حدود اليسار وأبعد حدود اليمين، فاتهم بالسيد الأحمر لأنه طالب بالعدالة الاجتماعية كالأنبياء والمرسلين للمدافعة عن حق الفقراء والمهمشين. عرفته مع صديقي نسيبه الوزير الراحل والنائب الصديق بيار حلو، توأمين كانا للخير وللخدمة العامة ومحبة الناس والاعتراض يكبر دون عداء، بل ترك الباب مفتوحاً أبداً للحوار وقبول الرأي الآخر المفترق والمختلف.

عندما أخذ على عاتقه إعمار وإعادة ترميم دير مار يوسف البرج الذي دمرته القذائف وقد توليت أنا رئاسته.

لا أنسى مساهمته في «تيليلوميار» و «نور سات» وبقية وسائل التواصل والإعلام المسيحي والكثير من دور العبادة والكنائس والمؤسسات الاجتماعية، ولا أنسى أن سائقه علي هو شيعي ومساعدوه من جميع الطوائف، ويده ممدودة لمساعدة العديد من الأيتام والمرضى والعمال والطلاب وكبار السن من جميع الطوائف.

وكان آخر تأسيس له ومن ماله الخاص هنا في لبنان والعالم «المؤسسة المارونية للانتشار» لتسجيل أبناء المغتربين في عالم الانتشار وارتباطهم وعودتهم إلى الوطن الأم لبنان.

وقد استضاف مع مؤسسته وعلى حسابه الشخصي مئات الشباب من أصل لبناني عندما دعاهم إلى زيارته والإقامة لمدة في لبنان.

ولقد سلّم المشعل اليوم للصديق نعمة افرام وهو يكمل الطريق حاملاً رسالة الخدمة والعيش المشترك للبنان النموذج في الحرية والعدالة والأخوة والمسامحة وحوار الحضارات والأديان.

ارتباطه بمدرسة الجمهور وبالجامعة اليسوعية والآباء اليسوعيين وبتأسيس عيد البشارة والرهبانية اللبنانية المارونية وسائر الرهبانيات مميز. على علاقة ود مع العديد من الأساقفة والكهنة والرهبان والبطاركة، وخاصة البطريركية المارونية، وقد دعاه البطريرك صفير لتولي رئاسة الرابطة المارونية في حالة أزمتها، وقد لبى النداء وقام بخدمته على أكمل وجه.

ميشال إده صديقي، وجه لبنان بهي مستور، يفتخر بلبنانيته ويكبر وطنه به وبثقافته. رغم مرضه العضال ومعاناته الجسدية وكفاحه، بقي في جميع المناسبات مبتسم الوجه والكلمة الحلوة.

ناسك كشربل، مجروح القلب والعين بحب الله والكنيسة ومجتمعه كرفقا وشربل ونعمة الله والأخ أسطفان... رسولي الكلمة، مسكوني التفكير، متجذر في مارونيته دون انغلاق، ومنفتح على الكل دون تملق أو تزلف أو انفلاش وفقدان هوية. لبنان له هو نموذج إنساني حضاري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل