3 سنوات على رحيل "خنساء فلسطين"

أم نضال.. هي بالفعل أم النضال وأول خنساوات العصر وملهمة الصمود والنصر، قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء، ورابعهم في الأسر، حتى استحقت لقب "خنساء فلسطين" إنها الفلسطينية مريم فرحات "أم نضال" التي رحلت عن دنيانا في مثل هذا اليوم 17 مارس/آذار عام 2013.

مريم فرحات "أم نضال" هي داعية إسلامية، ومربية، ومجاهدة، وسياسية فلسطينية، ونائبة في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، وقيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولدت في غزة عام 1949، وتزوجت من فتحي فرحات، ومن خطواتها الأولى في ركب الثائرين.

هُدم  بيتها أربع مرات علّها تنسى الوطن، لكنها فاجأت الاحتلال أن زفت إلى الشهادة فتاها الشهيد محمد فرحات بيدها، وهي تودعه وتقبله وتقرأ عليه خارطة الطريق أن لا تعود إلا بصيد ثمين، وبجسد شهيد.

اشتهر وصفها بـ"خنساء فلسطين" عندما ظهرت في تسجيل فيديو تودع فيه ابنها الأصغر "محمد" (17 عاماً) وهو مقدم على تنفيذ عملية فدائية في مستوطنة "عتصمونا" قرب الحدود مع غزة عام 2002، حيث تمكن من قتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.

"تزحزح قليلاً يا بني، ضع يدك على كتفي، دعني أقبلك قبلة الوداع، هيا التقط صورتك أيها المصور وأنا أزف ولدي إلى الشهادة".. لقطة تاريخية سجلتها أم نضال مع ابنها محمد فرحات وهي تزفه إلى الشهادة أو في مفهوم البعض إلى الموت.

وفي عام 1992 آوت أم نضال في بيتها، المناضل الذي وصفه الإسرائيليون "بذي الأرواح السبعة"، القائد عماد عقل قائد الجناح العسكري لحركة حماس، واستشهد في منزلها يوم 24 من نوفمبر/تشرين الثاني لعام 1993، بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد عن مائتي جندي "إسرائيلي" قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عماد عقل.

اغتالت قوات الاحتلال نجلها البكر "نضال" في العام 2003، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، وهو أحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة، كما اغتالت طائرات الاحتلال في العام 2005 ابنها الثالث الشهيد "رواد" بعد قصف سيارته في مدينة غزة، وأفرجت سلطات الاحتلال عن نجلها "وسام" في العام 2005 بعد أن أنهى محكوميته البالغة 11 عامًا.

وفي عام 2006، قدمت "حماس" مريم فرحات، كإحدى مرشحات الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وفازت أم نضال فرحات بمقعد في المجلس التشريعي، وبعد فوزها خاضت مسيرة المقاومة والسياسة لتكمل دربها ونضالها من أجل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة وفق قولها لوسائل الإعلام.