المحتوى الرئيسى

صور| فيلا "أمبرون".. من منارة للأدب والفنون إلى خرابة لفرز القمامة

03/17 10:35

لو علم الكاتب البريطاني "لورانس داريل" أن تركه لقصر "أمبرون" الأثري بوسط الإسكندرية سيحوله بمرور الوقت إلى خرابة لفرز القمامة وتربية الماشية ما كان فكر في الرحيل عن مصر ولا توريث القصر لابنه من الأساس.

تنتظر فيلا "أمبرون" التراثية التي شيدها المقاول الإيطالي "أمبرون" وأسماها على اسمه منذ 96 عاما، أن يأتي دورها في سلسلة حلقات هدم المباني التراثية بالإسكندرية، خاصة بعدما قام أحد المقاولين بشرائها من نجل الأديب البريطاني، وباع الحديقة التي كانت تخطيها وحولها لعمارات سكنية، وسط توقعات بأن يستيقظ أهالي المنطقة بين يوم وليلة ليجدوا القصر قد تحول إلى أطلال هو الآخر لاستغلال مساحته في بناء عقارات شاهقة.

يذكر أن قصر "أمبرون" بُنِيَ على الطراز الإيطالي بشارع المأمون بمنطقة محرم بك وسط الإسكندرية، وكان ملكًا للمقاول الإيطالى الشهير "أمبرون" وعاش به لعدة سنوات مع زوجته الفنانة التشكيلية "أميليا"، بعدها قام ببيعه إلى الكاتب البريطاني "لوارنس داريل" والذي سكن القصر لمدة أربعة عشر عامًا أثناء عمله ملحقًا ثقافيًّا لشؤون الأجانب بالخارجية البريطانية، وخلال تلك الفترة قام بتأليف روايته الكبرى التي ذاع صيته من خلالها هى رباعية الإسكندرية، ويقال إنه كتب أحداثها وشخصياتها من وحي هذا القصر.

عاش داريل في هذا المبنى واستلهم منه ومن ساكنيه ومن طبيعة الإسكندرية الحاضنة (وقتها) لكل الثقافات والأعراق عمله الفني الأهم والأشهر "رباعية الإسكندرية"، ولكن في عام 1991، قام ابن "داريل" ببيع القصر إلى المقاول عبد العزيز أحمد.

وأزال المقاول حديقة الفيلا والمباني الملحقة بها والتي كانت عبارة عن استديوهات لعمل الرسامين والنحاتين الذين استضافتهم الفيلا، لبناء عمارتين سكنيتين بدلا منها، وبعدها تمكن من استصدار حكم من المحكمة الإدارية منذ عامين بإزالة مبنى الفيلا نفسه، حيث إنه لم يتم 100 عام ولا يعتبر مبنى أثري.

لكن يبدو أن غضب المعنيين بالمباني التراثية والتاريخ الثقافي ظلوا عقبة في طريق "عبد العزيز" كي يتمكن من هدم الفيلا طوال هذه السنوات، رغم وقوف القانون في صفه وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى إهمال المبنى، فلم يتم استغلاله، وفي نفس الوقت لم يحافظ على رونقه ومعالمه الفنية، بعدما تحول إلى ما يشبه بيت الأشباح.

ويتكون قصر "أمبرون" من طابقين ومبنى ملحق للخدم وحديقة بمساحة كبيرة بها بعض الأشجار الكبيرة النادرة التي تم اقتلاعها منذ سنوات، وأصبح محيطه فارغا إلا من بعض الأثاث المهشم ومخلفات البناء، وبعض أكوم القمامة التي يقوم نباشو القمامة بفرزها أمام بوابته الرئيسية، حيث وجدوا في المنطقة فراغا كافيا يمكنهم من ممارسة عملية الفرز بأريحية دون محاسبة أو تضجر من مالك أو جار.

نرشح لك

Comments

عاجل