المحتوى الرئيسى

«المرأة» تحكم بلا «منحة» أو «كوتة»

03/16 11:18

مواقع مهمة كثيرة تقلدتها المرأة فى بقاع متفرقة من الكرة الأرضية، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، تارة رئيسة جمهورية وأخرى رئيسة وزراء وثالثة وزيرة دفاع ومسئولة عن العلاقات الدبلوماسية والخارجية، أدت مهامها فى كل موقع بإتقان وخاضت تجربتها فى كل تجربة بكفاءة وجرى اختيارها بانتخاب حر ومباشر بعيداً عن منح الحاكم وعطايا الدولة، لم تمنعها طبيعة ولم تقف فى طريقها ثقافة، ولم تؤثر عليها ظروف خاصة، فى عالم آخر يبدو منفصلاً عن عالمنا وقفت المرأة فى مقدمة الصفوف، تدير وتوجه وتحكم على كل المستويات.

وصلت بالخارج لأرفع المناصب دون «حرام» أو «ما يصحش كده»

«المشكلة ليست فى المرأة، المشكلة فى المجتمعات»، تقول الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع، التى أكدت أن المرأة لديها من الكفاءة والقدرة على أداء مختلف المهام والأدوار والوظائف، لكن ثقافة المجتمع هى التى تقطع عليها الطريق أحياناً كثيرة، وتحصر دورها فى دائرة واحدة هى الأسرة: «الدور الأسرى واجب أساسى وعظيم، لكن يجب أن تنطلق المرأة فى مجالات العلم والعمل والسياسة، ويجب ألا تكون مشاركتها من أجل المشاركة فحسب، أو لتجميل الصورة، بل تشارك لتضيف وتقدم عملاً متميزاً ودوراً إيجابياً».

«هدى»، التى تم اختيارها أول سيدة لتدريس علم الاجتماع بالكلية الحربية، أكدت أن «الثقافة المجتمعية» هى التحدى الأكبر للمرأة فى المجتمعات المتأخرة علمياً وتعليمياً: «تفكيك منظومة الثقافة التى تحاصر المرأة وتغتال دورها وتنتهك حقوقها هو الطريق للاستفادة من قدراتها، وهذا دور مؤسسات الدولة والإعلام، وأيضاً دور يقع على عاتق كل امرأة يجب أن تتحدى وتواجه وتثبت نفسها بالعلم والكفاءة».

«زكريا»: الأفكار المغلوطة تقطع الطريق على المرأة.. وهى أكثر كفاءة من الرجل

«المرأة لا تصلح للولاية» واحدة من منظومة الأفكار التى سيطرت على مدار قرون طويلة، ومنعت المرأة من التقدم والوصول إلى الصفوف الأمامية وتقلد المناصب القيادية والمهمة، فكرة خاطئة تنفيها أستاذ علم الاجتماع، التى شددت على صلاحية المرأة للقيادة: «هذه الفكرة ليس لها أى أساس من الصحة، وليس بشىء يثبت خطأها أكثر من النجاحات التى قدمتها المرأة كلما توافرت لها الظروف المناسبة، ولننظر إلى الخارج على سبيل المثال وكيف أصبحت المرأة حاكمة ووزيرة ومسئولة على أعلى مستوى، وأيضاً فى مصر، تاريخياً تمكنت المرأة من أن تحكم بقوة وحكمة وعدل، وبعيداً عن الحكم والشأن العام، فالمرأة المصرية تؤدى دوراً مشابهاً فى المنزل وفى الأرض الزراعية، إذ يكون دورها محورياً ومهماً ويسبق دور الرجل فى معظم الأحيان».

إلى جانب الثقافة المجتمعية، هناك عقبات أخرى تتعلق بالجانب النفسى للمرأة والجدل على حد سواء فى المجتمعات النامية، ومنها مصر، يقول الدكتور محمد هانى، خبير الصحة النفسية: «نظرة الرجل للمرأة فى المجتمع المصرى تغيرت عن الأوقات السابقة، لكن ما زالت هناك مشكلات عديدة، مثلاً الرجل ما زال ينظر للمرأة على أنه كائن ضعيف، ويستند لأفكار دينية أحياناً مثل للذكر مثل حظ الأنثيين، وأن القوامة للرجال، ويستعمل هذه النصوص فى تفسيرات خاطئة لتبرير مواقفه، وأحياناً لتبرير شعوره بالنقص والضعف».

«هانى»: الرجل فى مجتمعنا ينظر للمرأة على أنها «كائن ضعيف».. والحل فى يد النساء بالتحدى

«هانى» أكد أن المرأة المصرية فى تحدٍ كبير، وعليها أن تواصل انتصاراتها ونجاحاتها، لأن انطلاق المرأة يفيد المجتمع عموماً، فهذه ليست قضية فئوية، لكنها قضية مجتمعية: «هناك تحسن فى مصر نسبياً، لكننا نحتاج لنجاحات أكبر ومكاسب أوسع، وهذه مسئولية المرأة بالدرجة الأولى بنجاحها وكفاءتها وتحديها، ومسئولية الرجل بمزيد من الوعى والفهم والموضوعية، ومسئولية المجتمع ومؤسساته الثقافية والإعلامية والدينية بنشر ثقافة العدالة فى الفرص والمساواة فى الحقوق والواجبات ودحض الأفكار المغلوطة التى تنتقص من المرأة لصالح الرجل وعلى حساب المجتمع».

* 13 «نون نسوة» فى سدة الحكم...

المرأة الأقوى فى أوروبا، وربما العالم بلا منازع، فهى أول رئيسة وزراء لدولة ألمانيا، ولدت عام 1954 وتولت منصب المستشار فى ألمانيا عام 2005 وهى أول امرأة تتولى المنصب، وفى عام 2014 تم اختيارها كأقوى سيدة تتصدر للعمل العام، بحسب مجلة فوربس العالمية الشهير.

أول امرأة برازيلية تحتل منصب رئيسة دولة البرازيل، عُرفت بصلابة موقفها وقوة شخصيتها، ونضالها الطويل من خلال حزب العمال البرازيلى ضد النظام الديكتاتورى. شغلت العديد من المناصب منها وزيرة المناجم والطاقة، ثم وزيرة شئون الرئاسة، حتى تسلمت وشاحها الرئاسى 2011.

أول امرأة تتولى منصب رئيس كرواتيا عاشت طفولتها فى الولايات المتحدة الأمريكية وتخرجت فى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتولت العديد من المناصب منها الأمين العام المساعد لشئون الدبلوماسية بحلف الأطلسى، وعملت كوليندا سفيرة لبلادها بواشنطن ثم وزيرة للخارجية لخمس سنوات.

هى أول سيدة تتقلد منصب الرئيس فى كوريا الجنوبية، وهى ابنة الرئيس الراحل «بارك تشونج هى» وكان أحد الحكام العسكريين فى ستينات وسبعينات القرن العشرين، عملت لسنوات طويلة فى الحياة السياسية حتى خاضت الانتخابات عن حزب ساينورى الحاكم، وفازت على منافسها بنسبة 51.6%.

هى رئيسة وزراء الدنمارك عن الحزب الاشتراكى الديمقراطى، ولدت عام 1966 وعملت فى برلمان الاتحاد الأوروبى كممثلة عن الدنمارك لمدة 5 أعوام من عام 1999 حتى 2004، وبعد ذلك تم انتخابها رئيسة للحزب الاشتراكى الديمقراطى، وأصبحت رئيسة للوزراء بعد موافقة الملكة مارغريت الثانية فى 2011.

واحدة من أبرز قيادات الحزب الديمقراطى الأمريكى، مرشحة بقوة لتكون السيدة الأولى التى تحكم من داخل البيت الأبيض حال فوزها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى ستجرى العام الحالى، تولت منصب وزير الخارجية الأمريكى السابع والستين، فى عهد الرئيس باراك أوباما فى الفترة منذ عام 2009 وحتى عام 2013، وهى زوجة بيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة الثانى والأربعين، وكانت هى السيدة الأولى للولايات المتحدة خلال فترة حكمه التى استمرت منذ عام 1993 وحتى عام 2001، وقد عملت هيلارى فى مجلس الشيوخ الأمريكى بنيويورك فى الفترة من 2001 وحتى عام 2009، وتواصل حالياً مؤتمراتها وتحركاتها فى ماراثون الرئاسة، وسط استطلاعات رأى ترجح كفتها.

أول وزيرة للدفاع فى ألمانيا، تولت منصبها فى 2013، لم يكن ذلك كل الأمر، فهى سبق أن شغلت منصب وزير العمل فى ألمانيا كأول سيدة تتقلد هذا المنصب هناك. عملت فى بداية حياتها طبيبة نساء، ثم انضمت إلى الاتحاد الديمقراطى المسيحى فى 1990، وتم انتخابها عضواً فى المجلس المحلى، وأصبحت وزيرة الشئون المحلية والصحة بولاية ساكسونيا، ثم أصبحت وزيرة لشئون الأسرة والمسنين والمرأة والشباب فى حكومة أنجيلا ميركل فى عام 2005. وفى 2009 انتخبت فى البرلمان الألمانى قبل أن تتقلد وزارة العمل وأخيراً «الدفاع»، وعمرها 58 عاماً، ولم يحرمها ذلك من حياتها الطبيعية، حيث أقدمت على الإنجاب لـ7 مرات.

شغلت حالياً أحد أهم المناصب فى الاتحاد الأوروبى، فهى الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى منذ 1 نوفمبر 2014 خلفاً لسابقتها «كاترين أشتون»، وقد شغلت قبل ذلك منصب وزيرة خارجية إيطاليا فى حكومة «رينزى»، قضت جزءاً كبيراً من حياتها فى الحزب الديمقراطى بإيطاليا.

تولت منصب رئيس الجمهورية بصورة مؤقتة فى دولة أفريقيا الوسطى، وذلك خلال المرحلة الانتقالية التى مرت بها البلاد وشهدت تصاعداً لأعمال العنف أدت لتنحى القيادة الحاكمة، وكان الهدف من انتخابها استئناف العملية السياسية فى البلاد، وتم التوافق عليها كرئيسة مؤقتة من كافة الأطراف المتصارعة.

اشتهرت فى أوروبا باسم «المرأة الحديدية»، وعملت كمفوضة لشئون الميزانية فى الاتحاد الأوروبى، حتى قررت خوض الانتخابات على منصب الرئيس فى دولة ليتوانيا، واستطاعت الفوز بالمنصب فى عام 2009، وفازت فى دورة رئاسية جديدة فى 2014 بنسبة 58%.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل