المحتوى الرئيسى

تقرير- التجنيد في الملاعب المصرية .. الجيش والاحتراف «مش إيد واحدة»!

03/15 21:27

يكاد لا يخلو أي موسم كروي في مصر من أزمات التجنيد المتعلقة باللاعبين من مختلف الأندية، بعض هذه الأزمات يتصدر المشهد الإعلامي عندما يتعلق الأمر بلاعبي القوى العظمى في الكرة المصرية "الأهلي والزمالك"، أو لاعبي منتخب مصر المحترفين، بينما لا يتم تسليط الضوء على الأزمات المتعلقة بباقي أندية الدوري الممتاز أو حتى أندية الدرجة الثانية، رغم أن القضية واحدة والمشكلة واحدة!

أصبحنا في عام 2016، ومازالت الأندية تُحرم من جهود بعض لاعبيها "المحترفين"، والذين تدفع لهم هذه الأندية أموالاً طائلة من أجل مساعدتها في تحقيق الألقاب وبالتالي تحقيق المكاسب المادية، بل وتخطى الأمر هذا الحد حتى أصبح يتم إجبار اللاعبين على الانتقال إلى الأندية التابعة للمؤسسة العسكرية، أو على اللعب مع المنتخب العسكري بدلاً من أداء الخدمة العسكرية!

المجال لا يتسع لذكر الأمثلة لهذه الأزمات، فهي كثيرة ومتكررة ومتشابهة أيضاً، ولكن المثال الأشهر يعود إلى عدة أعوام سابقة بحين أجبر إجبار أيمن حفني نجم الزمالك الحالي، على الانتقال من صفوف مصر المقاصة وقتئذ إلى طلائع الجيش بعد اكتشاف تهربه من التجنيد، رغم صراع الأهلي والزمالك على ضمه، وهو الأمر الذي تسبب في تأخر بزوغ نجمه حتى بلوغه الثلاثين من عمره!

ولست في حاجة، عزيزي القارىء، أن أذكر لك مدى التأثير السلبي لهذه الأمور على الأندية واللاعبين، وعدم قانونيتها طبقاً للوائح الفيفا، ولكن، وكعادة المسؤولين المصريين في إدارة مثل هذه الأزمات، تتم "الطرمخة" على القضية وتسويتها "بالحب" وبمبدأ "زيتنا في دقيقنا"؛ فالأمر يتعلق بجيش الدولة والأندية "المملوكة" للدولة أيضاً!

ولكن كيف سيتم التعامل مع الأمر بعد تطبيق دوري المحترفين، والذي سيتم تطبيقه عاجلاً أو آجلاً سواء شئنا أم أبينا. وقتها ستكون أندية الكرة تابعة لشركات خاصة، تصرف الأموال الطائلة، وترغب في تحقيق مكاسب كبيرة أيضاً، ولن تقبل أن تُفرط في لاعبين قامت بإنفاق أموالاً كثيرة عليهم!

القضية لها أبعاد سياسية لا يمكن إغفالها، فالقانون المصري يفرض التجنيد الإجباري على الذكور بشروط معينة، بينما تم إلغاء التجنيد الإجباري في معظم دول العالم وبالتالي لا نرى مثل هذه الأزمات في مختلف الدوريات الأوروبية ؛ فعلى سبيل المثال لم نسمع من قبل أنه قد منع ميسي من السفر لأنه متهرب من التجنيد أو أنه قد تم إجبار رونالدو على اللعب مع المنتخب العسكري البرتغالي عوضاً عن فترة تجنيده!

وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض الوقائع المتعلقة بالتجنيد والتي حدثت مع بعض نجوم الكرة العالمية قبل أن تقوم بلادهم بإلغاء التجنيد الإجباري، أو حتى الدول التي لا تزال تفرض التجنيد، والتي أظهرت كيف يمكن التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، اللاعب والنادي والدولة، نستعرض بعضها في السطور التالية:

1- كوريا الجنوبية وإنجاز مونديال 2002:

تفرض كوريا الجنوبية التجنيد  على جميع الذكور فوق سن العشرين وتحت سن الثلاثين بشرط قدرتهم البدنية، ولمدة 26 شهراً، وبالتالي يتم استدعاء كل لاعبي الكرة في كوريا لأداء الخدمة العسكرية.

لكن، بعد إنجاز المنتخب الكوري الجنوبي بالوصول إلى المربع الذهبي في مونديال 2002 والذي أقيم على أرضهم بالاشتراك مع اليابان، تم تقليص مدة الخدمة العسكرية لجميع لاعبي المنتخب إلى شهر واحد فقط، وتم إعفاء اللاعبين الذي يلعبون لأندية خارج كوريا نهائياً.

2- كانافارو وديل بييرو بالزي العسكري:

قبل أن يتم إلغاء التجنيد الإجباري في إيطاليا، لم يفلت بعض نجوم الكرة الإيطالية من أداء الخدمة العسكرية، فابيو كانافارو وأليساندرو ديل بييرو، نجما المنتخب الإيطالي الحائز على لقب كأس العالم 2006، كانا على رأس هؤلاء النجوم؛ حيث يؤكد المذيع البريطاني الشهير "جيمس ريتشاردسون" مراسل صحيفة "الجارديان" في إيطاليا، أنه زار بنفسه الثكنات العسكرية التي أُقيمت في مدينة نابولي لاستضافة هؤلاء النجوم وغيرهم من نجوم الرياضات الأخرى، ولكنه أكد أنهم كانوا يقضون وقتاً قليلاً في هذه المعسكرات بسبب ارتباطاتهم مع أنديتهم ومع المنتخب؛ أي أن التجنيد لم يعطلهم عن استكمال مسيرتهم ولم يحرم الأندية من جهود لاعبيها.

3- جون آرني ريسه نجم ليفربول الأسبق:

جون آرني ريسه نجم ليفربول الإنجليزي والمنتخب النرويجي الأسبق، والذي يلعب حالياً في صفوف فريق ألسوندز النرويجي، كان مطلوباً لأداء الخدمة العسكرية في بلاده، ولكن تم إعفائه مؤقتاً لأنه يلعب خارج البلاد، إلى أن تم إعفائه نهائياً بعد بلوغه الثامنة والعشرين من عمره وفقاً لقانون بلاده.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل