المحتوى الرئيسى

المدن العربية.. هوية التشظي والاستلاب

03/14 22:15

ويرى الدكتور ياسر محجوب أنه بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية بدأت المدن العربية تفقد هويتها التقليدية، حيث أصبح نصفها عربيا ونصفها الآخر أوروبيا نتيجة الظروف والتبعية التي فرضها المستعمر.

ويضيف محجوب "يمكننا تقسيم هوية المدينة العربية اليوم إلى مدينة اقتصادية، ومدينة تاريخية مدمرة، وأخرى عشوائية".

ويلفت إلى أن هناك مدن الثروات البترولية من حواضر تقليدية إلى مدن عصرية عالمية تكاد تختفي فيها مواصفات المدينة العربية، مثل دبي والدوحة وأبو ظبي.

أما المدن التاريخية المدمرة فهي بغداد ودمشق، بينما تظهر العشوائية في مدن عربية كثيرة كالقاهرة مثلا التي اختفت فيها مظاهر التاريخ، وعجزت عن اللحاق بركب المدن الاقتصادية العالمية لغياب التخطيط العمراني المحكم، على حد قوله.

لكن محجوب حذر في تصريح للجزيرة نت من الارتهان للماضي العمراني وتجاهل الحاضر والمستقبل اللذين يفرضان على الأمة العربية مسايرة ركب الحضارة والكف عن السير وراءها في شتى المجالات.

ورأى أن المدينة العربية التقليدية ليست من صميم المقدسات الدينية حتى نحافظ عليها، بل يجب أن تخضع للتطور التاريخي لحركة العمران الإنسانية.

من جانبه، تعرض الباحث المتخصص في المدينة والسياسة العمرانية والحركات الاجتماعية الدكتور عبد الرحمن رشيق إلى السياسة العمرانية، ونوعية العلاقات الاجتماعية في أحياء المدن المغربية الكبرى في إطار صيرورة التمدن الكثيف.

وقال إن التحولات العمرانية فرضت مجتمعا وثقافة وأنماطا سلوكية جديدة تتسم بالفردانية التي باتت سمة ملازمة للنظام الرأسمالي الجديد نتيجة الشكل الإيكولوجي للتكتلات البشرية الكبيرة في المجال المحدود لمدينة كبرى "متروبول"، أو لمدينة عملاقة "ميجابول".

وأشار إلى أن هناك بحوثا عديدة أثبتت سعي الفرد المعاصر إلى المحافظة على استقلاليته وفردانيته ضد فضول المجتمع وهيمنته وضغطه، خصوصا في علاقات الجوار، وهو مسار أدى إلى بناء جزر اجتماعية وإنتاج نسيج عمراني متجزئ ومنغلق على نفسه.

وشهدت الدورة الخامسة للمؤتمر نقاشات مهمة حول مكانة الحرية في الفكر العربي وتجلياتها فيه، والتحديات التي تواجه التمدين في العالم العربي والتأثيرات المتبادلة بين العمران والبيئة الاجتماعية.

وهدف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات من تنظيم المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية إلى توفير منصة للباحثين العرب للوقوف على تطورات البحث واتجاهاته في العلوم الاجتماعية والإنسانية في العالم العربي.

وشارك في المؤتمر باحثون من 13 بلدا عربيا، هي مصر والمغرب الجزائر وقطر وسوريا والسودان وتونس وفلسطين ولبنان والسعودية والكويت والعراق وموريتانيا.

وبعد انتهاء الجلسات النقاشية وزعت الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية في دورتها الخامسة 2016/2015 على أصحاب البحوث الفائزة في موضوعي الحرية في الفكر العربي، والمدينة العربية.

ففي مجال "الحرية في الفكر العربي المعاصر" اقتسم الجائزة الثانية وقدرها 15 ألف دولار باحثان من تونس، هما المنجي السرباجي، وسهيل الحبيب، فيما فاز السوري سامر عكاش بالجائزة الثالثة (عشرة آلاف دولار)، وحجبت لجنة التحكيم الجائزة الأولى لعدم مطابقة الأبحاث المشاركة لمواصفاتها.

أما في مجال "المدينة العربية.. تحديات التمدين في مجتمعات متحولة" فقد منحت لجنة التحكيم الجائزة الأولى للجزائري معاوية سعيدوني وقيمتها 25 ألف دولار، والجائزة الثانية وقيمتها 15 ألف دولار للمغربي إدريس مقبول، فيما حجبت اللجنة الجائزة الثالثة في هذا الموضوع.

أما الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية باللغة العربية فقد فاز بالجائزة الأولى الباحث رشيد سعدي من المغرب عن بحث بعنوان "سؤال الدين والأخلاق والسياسة.. المسارات الكونية وانغلاقات العالم العربي الإسلامي.. حرية الضمير والمعتقد كمجال تطبيقي"، وهو المنشور في عام 2014.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل