كيف تؤثر انحيازاتنا المسبقة على قراراتنا؟ - ساسة بوست

منذ 12 دقيقة، 14 مارس,2016

نشر موقع بيزنيس إنسايدر مقالًا يحاول الإجابة عن مدى تأثير أفكارنا وتحيزاتنا المسبقة على قراراتنا، يبدأ المقال بمقدمةٍ ربما تكون صادمة للبعض قائلًا: نصنع ونأخذ آلاف القرارات العقلانية كل يوم، أو هكذا نظن!

بدءًا من قرارك فيما تتناوله يوميًّا من طعام، إلى هل يجب عليك أخذ خطوة ما بشأن حياتك المهنية، تقترح الأبحاث أن هناك بعض العوائق الجامدة التي تؤثر على سلوكك، وربما تمنعك من اتخاذ القرارات الأفضل لمصلحتك.

جمع لك المقال مجموعةً من أشهر تلك العوائق التي تمثل تحيزًا معرفيًّا؛ فتعوقك عن أخذ القرارات في صالحك أو أنها تفسد عليك قراراتك.

هو انحياز معرفي لوصف ظاهرة بشرية شائعة، بحيث يعتمد الفرد اعتمادًا كبيرًا على جزءٍ معين من المعلومات، فتتحكم في عملية تفكيره أثناء اتخاذ القرارات؛ فبمجرد أن يلقي الآخر على مسامعك معلومةً، هو يرسي أفكارك على تلك المعلومة فتتحكم تحكمًا جيدًا في اتخاذ القرار. على سبيل المثال، في المفاوضات على الراتب لوظيفة جديدة، أول من يطرح رقم يتحكم ويحدد النطاق المعقول لتفكيرك أنت والآخرين. فهو يرسي تفكيرك ويحصره في أول معلومة تستقبلها لأن الطبيعة البشرية تعتمد كثيرًا على أول معلومة تتلقاها.

2- التوافر الإرشاديّ Availability Heuristic

هو مبالغة الناس في إعطاء قيمة لمعلومة لمجرد توافرها لديهم وليست بالضرورة حقيقية. فمثلًا تجد المدخن يقول إن التدخين لا يضر بالصحة ويدافع بشدة لأنه يعرف أحدًا كان يدخن 3 عبوات يوميًّا وعاش طويلًا بصحة جيدة.

3- أثر عربة الموسيقى Bandwagon Effect

هو زيادة احتمال تبني الشخص اعتقاد ما اعتمادًا على زيادة عدد المؤمنين به.  وهو نوع قوي من التفكير الجمعي ولعله السبب الرئيس في أن اجتماعات العمل بحضور أفراد كثيرين غالبًا ما لا تكون منتجة.

4- النقطة العمياء في التحيّزات Blind spots Bias

هو يتمثل في فشل الإنسان في معرفة وإدراك تحيزه.. فالناس يلاحظون التحيز المعرفي في الآخرين لكن ليس في أنفسهم.

5- التحيز لإيجابيات القرار المتخذ Choice-supportive Bias

يميل البشر إلى التفكير في إيجابيات  قراراتهم ويتغاضون عن  سلبياتها، فمثلًا يفكر أحدهم في إيجابيات اقتناء كلب لأنه يحبه؛ فيتغاضى عن عيوبه  كأن  الكلب يعض أصحابه بين الحين والآخر.

6- وهم التجميع والتشابك Clustering Illusion

يميل بعض الناس للتركيز على الأنماط المتكررة في الأحداث العشوائية. مثال على ذلك يميل بعض لاعبي القمار لأخذ قرار إما باختيار الأحمر وإما تجنبه بناءً على عدد المرات السابقة التي فاز فيها اللون الأحمر. فلو كان الأحمر فاز كثيرًا يميلون للاقتناع أن الأحمر سيفوز، على الرغم من أن كل المرات السابقة كانت مجرد صدفة أو تخضع  للعشوائية.

7-  تحيز الإثبات Confirmation Bias

هو ميل البشر لاتباع وتصديق معلومة ما لمجرد أنها تثبت اعتقادًا مسبقًا لديهم، ولعل هذا هو السبب في صعوبة خوض مناقشة عقلانية عن تغير مناخ الأرض. فكل طرف يصدق المعلومة التي تناسب اعتقاده المسبق.

8-  تحيز المحافظة Conservatism Bias

يفضل البشر تصديق الأدلة القديمة التي اعتادوا عليها على الأدلة الحديثة التي ربما تخالف القديمة. استغرق الناس وقتًا أطول وشعروا بصعوبة بالغة في الاعتقاد بالأدلة في أن الأرض كروية لأنه دليل يخالف الأدلة والاعتقاد السابق في أن الأرض مسطحة.

9- التحيز المعلوماتي Information Bias

هو ميل البشر إلى الوصول لأكبر قدر من المعرفة حتى لو لم تكن لها انعكاس مؤثر على الأفعال، بل إن كثرة المعلومات ربما تعوق الأفعال. غالبًا ما تكون كثرة المعلومات عائقًا لتنفيذ شيء ما، وقلتها ربما تحفز البدء في التنفيذ واستنتاج أمور من واقع التنفيذ العملي.

10- تحيز النعامة  Ostrich Effect

يميل البشر إلى تجاهل السلبيات إذا ما استشعروا الخطر. كالنعامة إذا ما استشعرت خطرًا، فهي تدفن رأسها في الرمال. كذلك وجدت الأبحاث أن أغلب المستثمرين لا يتفقدون قيمة استثماراتهم في أوقات أزمات السوق، ربما لأنهم يحاولون تجاهل الأثر السلبي لها.

11- التحيز للغاية/ النتائج Outcome Bias

يميل البشر لاتخاذ قرار ما بناء على نتيجته، وهو لا يعني بالضرورة أن القرار من البداية كان صحيحًا؛ أو كما يقول البعض الغاية تبرر الوسيلة. فبعض الطلاب مثلًا يهتم لغاية “أريد أن أنجح”  لكنه لا يهتم بدراسة المادة، فيقرر أن يغش. قد ينجح في النهاية لكن النتيجة لا تعني أن قراره صحيح. وكذلك من كسب مبلغًا كبيرًا من المال بعد المقامرة، فحقيقة فوزه بالمال لا تعني أن قراره بالمخاطرة والشروع في المقامرة صحيح.

12- تحيز فرط الثقة Overconfidence

يفرط بعضنا في ثقته بنفسه وقدراته، لذا يقدمون على قرارات تنطوي على مخاطرة كبيرة. ولعل الباحثين هم أكثر من يعانون من هذا التحيز، فهم على ثقة مفرطة أن رأيهم الأصوب.

13- أثر الاستغفال Placebo Effect

البلاسيبو وهو ببساطة الاعتقاد في أثر شيء ما، والذي لا يكون حقيقيًّا، إلا أن الأثر يتحقق بسبب هذا الاعتقاد المسبق على الرغم من أنه اعتقاد كاذب. وهو تحيز معروف طبيًّا. ربما يعطي الطبيب حبوبًا لمريض ما على أنها حبوب مسكنة بعكس حقيقتها، لكن المريض يشعر بأثر الحبة في تسكين الألم. فاقتناعه بالأثر الذي قاله الطبيب حفّز دماغه على عدم الشعور بالألم.

14-  تحيز الابتكار Pro-innovation Bias

يميل أغلب المبتكرين والمخترعين إلى المبالغة في قيمة مميزات اختراعهم مع تجاهل محدودية اختراعهم وقصوره. وربما أبرز مثال على ذلك، المبتكرون في وادي السيليكون.

15- تحيز العصرية/ الأحدث Recency

يميل الكثيرون لتقدير وتفضيل كل ما هو جديد وحديث على ما هو قديم أو أقدم.

الجلاء من جلي، وهو ميل الكثيرين لتمييز الخصائص والملامح الأبرز والأسهل، سواء في الأشخاص أو المفاهيم. على سبيل المثال ربما تركز في فكرة الموت على الموت جراء مهاجمة أسد لشخص ما عوضًا عن تركيز تفكيرك على الطريقة الأكثر شيوعًا من الموت في حادثة سيارة.

17- تحيز الملاحظة الانتقائية Selective Perception

يميل الناس إلى ترك توقعاتهم  المسبقة تؤثر في نظرتهم للعالم. ففي دراسة أجريت أثناء مباريات كرة القدم الأمريكية وجد أن مشجعي كل فريق ظنوا أن الفريق الآخر ارتكب مخالفات أكثر من فريقه.

18-  تحيز الصورة النمطية/ التنميط Stereotyping

هو تتوقع أن شخصًا ما أو مجموعة من الناس لهم صفات معينة دون الاحتكاك الفعلي به أو بهم.  وحسب  التعريف للتنميط أو القولبة في ويكيبيديا هو فكرة مسبقة بسبب شيوع نمط معين عن فئة معينة. وهذا التحيز يساهم إسهامًا كبيرًا في تفاعلنا مع الأغراب وتصنيفهم كأصحاب ودودين أو أعداء يجب تجنبهم. وقد ينتج عنه أضرار وإساءات كبيرة نظرًا لأنه لا يستند على معلومات حقيقية إنما أفكار مسبقة.