المحتوى الرئيسى

ميركل تتحمل مسؤولية صعود اليمين المتطرف

03/14 21:10

سياسات ميركل ساهمت في تعاظم اليمين المتطرف

40 بالمئة من الألمان يؤيدون استقالة ميركل

حزب الماني يقدم شكوى ضد ميركل بسبب استقبال اللاجئين

ميركل تجدد دعوتها الى "توزيع عادل" للاجئين في اوروبا

ميركل: قوانين الاتحاد الاوروبي حول اللجوء بالية

مع الصعود اللافت لليمين المتطرف في ألمانيا، بدأت الأوساط السياسية والشعبية تتحدث عن مسؤولية المستشارة أنجيلا ميركل في تعزيز هذا الصعود، لا سيما في ضوء سياساتها تجاه ملف اللاجئين.

برلين: كان صعود اليمين الشعبوي بُعبعًا في السياسة الالمانية يجب محاربته بكل الوسائل بسبب الماضي النازي للبلاد، ولكن نتائج الانتخابات التي جرت يوم الأحد في ثلاث ولايات تبيّن ان تغيرًا كبيرًا حدث في الاصطفافات السياسية التقليدية، فيما يوجه الكثير من سهام النقد الى المستشارة انجيلا ميركل، عبر تحميلها قسطًا كبيرًا من المسؤولية عن صعود اليمين الشعبوي.  

وبعد سنوات من الحرص على ابقاء الحركات اليمينية الشعبوية المتطرفة على هامش السياسة الالمانية، فرض حزب البديل من أجل المانيا المعادي للمهاجرين نفسه بين الأحزاب الرئيسية، مستغلا مخاوف الالمان بالارتباط مع تدفق اللاجئين على المانيا.  

وفي أجواء الاستياء المتزايد من سياسة ميركل بفتح الحدود الالمانية للاجئين، فاز حزب البديل من أجل المانيا بمقاعد في برلمانات ولايات بادن فيرتنبرغ وراينلاند بالاتيناتة وسكسونيا آنهالت، حيث حصل على نسبة من الأصوات لا تقل عن 10 في المئة في الولايات الثلاث.  

وقال البروفيسور اندريس رودر، استاذ التاريخ المعاصر في جامعة ماينتس، إن الحركات الشعبوية اليمينية اصبحت تلقى قبولًا ضمن المشهد السياسي بوصفها قوة مثل سائر القوى الأخرى في المانيا، كما في البلدان الاوروبية الأخرى. واشار البروفيسور رودر في تصريح لوكالة فرانس برس الى ان اليمين الشعبوي في المانيا "يرتدي شكلا خاصا لأننا لا نستطيع ان نتجاهل ماضي المانيا". 

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد المانيا صعود شعبوية اليمين منذ عام 1945 وتمكنه من الفوز بمقاعد في برلمانات اقليمية، ففي الستينات واواخر الثمانينات واوائل التسعينات نجحت احزاب يمينية متطرفة، مثل الحزب الوطني الديمقراطي النازي الجديد، في إيصال نواب الى برلمانات اقليمية، ولكن صعودها كان في كل مرة ظاهرة عابرة ولم تصبح رقمًا دائمًا في المعادلة السياسية.  

وكان التحالف المحافظ للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي قادرا حتى الآن على الاستئثار بتمثيل اليمين في ألوان الطيف السياسي الالماني، ومنع اي حزب آخر من مشاركتهما هذا التمثيل. 

وبذلك تميزت السياسة الالمانية عن بلدان مثل النمسا وسويسرا وفرنسا التي كان لأحزاب اليمين المتطرف تقليديا حضور أقوى في الساحة السياسية من المانيا. 

ويعود كثير من الأسباب في لجم اليمين المتطرف الى عقدة الذنب بسبب صعود النازية والحرب وتصميم الالمان على ألا يمنحوا ابدا من يُسمون "ذوي القمصان البنية" فرصة لتسلم مقاليد الحكم مرة أخرى.  

ولكن حزب البديل من أجل المانيا اليميني الشعبوي ظهر في لحظة مهدت له الطريق الى دخول الساحة السياسية وكسر احتكار الأحزاب التقليدية. فبلوغ رقم قياسي لامس اكثر من مليون طالب لجوء الى المانيا في عام 2015 وحده، اثار قلق كثير من الالمان بشأن ما سيفعله مثل هذا السيل من الوافدين لبلدهم، وهو قلق استثمره حزب البديل من أجل المانيا، وغذاه لبناء رصيده الشعبي عليه. 

وكان حزب البديل من أجل المانيا أُسس عام 2013 على برنامج مناهض للاتحاد الاوروبي واليورو وكسب أول المؤيدين بإدعائه الدفاع عن الالمان ضد دول جنوب اوروبا، التي تشكل عالة على الاقتصادات القوية مثل المانيا، بحسب الحزب.

ومنذ ذلك الحين تحول الحزب الى حركة معادية للمهاجرين، حتى انه دعا قوات الشرطة الى اطلاق النار على اللاجئين لمنعهم من دخول المانيا. 

وفي حين ان نجاحات الحزب الأولى تركزت في المانيا الشرقية الشيوعية سابقا، التي كانت تتلكأ وراء المانيا الغربية بفرص العمل والحراك الاجتماعي والاعمار، بات الآن يكسب شعبية حتى في الولايات الالمانية الغربية المزدهرة اقتصاديًا. 

وكتبت صحيفة فرانكفورتر الغمانية تسايتوغ  "ان حزب البديل من اجل المانيا أصبح حزبا المانيا وطنيا"، وتشير الاستطلاعات الى ان الحزب قد يفوز حتى بمقاعد في مجلس النواب في الانتخابات البرلمانية عام 2017، وإذا حدث ذلك فانه سيكون نجاحا لا سابق له، وتطورا لم يُعهد له نظير في السياسة الالمانية من قبل.   

في هذه الاثناء قال وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله المعروف بصراحته ان حزب البديل "عار على المانيا". 

ولاحظ المحلل السياسي الالماني فولفغانغ ميركل في مقابلة مع صحيفة تاغيس شبيغل "ان الأحزاب الشعبوية اليمينية أو اليمينية المتطرفة كانت حتى الآن تُعد من المحرمات، ويُنظر اليها على انها مخلوقات غريبة في المجال السياسي".  

وكانت الأحزب السياسية التقليدية ترفض بشدة المشاركة في أي مناظرات تلفزيونية مع اعضاء حزب البديل من أجل المانيا، ولكن المحلل ميركل توقع ان يزول التابو الذي يحيط بالأحزاب اليمينية الشعبوية، وقال انه "سيتعين علينا في هذه الحالة ان نتعايش مع حزب البديل من أجل المانيا كما تتعايش فرنسا مع الجبهة الوطنية وسويسرا مع حزب الشعب، وان نواجه كل يوم كراهية الأجانب في الخطاب السياسي".  

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل