المحتوى الرئيسى

سياسي ليبي: برلمان طبرق منقسم والمصالحة بيد القبائل

03/14 10:57

 قال سعد مفتاح العكر السياسي الليبي والباحث فى العلاقات الدولية، إن لييبا تدخل على ربيع ساخن بسبب الإخفاق السياسي الي دفع الكثير من الدول الإقلييمية للتصارع على أراضيها لتصفية حسابات عن طريق الحرب بالوكالة.

وأضاف العكر في حوار خاص لـ"مصر العربية" أن الصراع في بنغازي ليس فقط مع داعش وإنما مع قبائل وميليشيات جهوية، وكان من الممكن استيعاب قيادات هذه القبائل لكن هذا لم يحدث حتى أصبحوا جميعا في سلة واحدة مع التنظيم المسلح.

وعن الحكومة الجديدة أكد أنها لا تعبر عن الليبين بل وتسبتت في زيادة الانقسام داخل البرلمان بسبب رفض النواب لشخصيات بالحكومة تمثل خطرا على البلاد بتواصلهم مع دول غربية ضغطت على البرلمان للموافقة على الحكومة ما اعتبره الشعب الليبي بالوصاية المرفوضة.

وأوضح أن بعد الحرب والمشهد المعقد في ليبيا أصبح من الصعب الوصول لحل يرضي جميع الأطراف، مشيراً إلى أنه يعول على مشايخ القبائل ليكون لها دور في حلول المشاكل الإجتماعية المعقدة في ليبيا من أجل التوصل لوفاق سياسي.. فإلى نص الحوار..

كيف ترى الوضع العام في ليبيا وخاصة بني غازي؟

بصراحة الوضع السياسي في ليبيا خطير للغاية وذلك بسبب أن الصراع الموجود ليس ايديولوجي خاص بالقاعدة وتنظيم داعش فقط وإنما قبلي وجهوي وجغرافي وإذا استمر بهذه الحدة سيزيد من الإنقسام، ولن يكون ذلك في الصالح العام للبلاد، أما بخصوص الوضع في بنغازي فهناك تقدم لقوات الجيش على تنظيم داعش كما أعلن الجهاز الإعلامي بالجيش، لكن كما قلت أن المشكلة هناك ليست في داعش فقط وإنما في المتطرفيين فضلا عن العصبيات القلبية فالجميع يتصارع لانهم يعلموا أن من يملك بنغازي ملك ليبيا.

وإلى أين تتجه ليبيا ؟

لييبا تدخل على ربيع ساخن بسبب الإخفاق السياسي الذي دفع الكثير من الدول الإقلييمية للتصارع على الأراضي الليبية لتصفية حسابات عن طريق الحرب بالوكالة وكذلك الدول الغربية تختلف وجهات نظرهم في ليبيا فهناك من الدول من يرى أن النظام الفيدرالي هو الأنسب في ليبيا ليس النظام الفيدرالي المعمول به في أمريكا وغيرها وإنما النظام الذي يساعد على سرعة تقسيم ليبيا مستقبلا من أجل المطامع السياسية والاقتصادية للجميع لكن نحن سنقف خلف القوات المسلحة والقيادة السياسية بقيادة رئيس البرلمان السيد عقيلة صالح الذي يرفض الرضوخ لقرارات بعض الدول الكبرى ولن نسمح بذلك حتى لا تعود اللعبة الثلاثية القذره التي كانت قبل عام 1969.

 ما هى نوايا الدول الغربية والإقلييمة في ليبيا ؟

جميع الدول اتفقوا على مصالحهم في ليبيا، ولابد أن يعلم الجميع أن قرار مجلس الأمن رقم 970 عام 2011 كان هدفه الظاهري هو إيقاف إطلاق النار وحماية المدنيين وقت الثورة على نظام الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، لكن باطنه هو إسقاط الدولة الليبية، وذلك من أجل السيطرة على مقدرات الشعب الليبي، وبالتالي هناك مطامع لدى الولايات المتحدة الأمريكية  وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، وإقليميا تطمع قطر أيضا بشراكة فرنسية في مقدرات ليبيا للسيطرة على على شمال أفريقيا والتي يعتبرون ليبيا بوابة لهم.

وهل يستطيع الجيش تحرير بنغازي التي يسيطر عليها داعش منذ عامين؟

تنظيم الدولة بعد 10 أيام سينتهي في بنغازي، لكنه سيتركها ويتجه إلى سرت وهى المكان الذي يوجد به أكبر عدد من التنظيم، وكما قلت أن مشكلة بنغازي ليس في داعش كما يقول الجيش، واتفقنا أو اختلفنا في بعض الأوقات مع الجيش لكن الحقيقة أن الجيش لا يحارب في بغازي داعش فقط وإنما مليشيات متعددة منها الجهويه والدروع وأنصار الشريعة، وكنا نستطيع التفاهم مع قيادات هذه التنظيمات وتحيدهم لكن ها لم يحدث حتى أصبحوا جميعا في سلة واحدة مع داعش.

 وما رأيك فيما يحدث بالمنطقة الغربية ؟

هذه المنطقة يسيطر عليها الصراع القبلي المتمثل في تيارات تتبع  أنصار القذافي مثل قبيلة بني وليد والخزاف، وتيارات تتبع الزنتان، أما من الناحية الأيديولوجية فهناك جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الليبية المقاتلة وجماعة القعقاع وكتائب محمود جبريل وتتبع التيار المدني وهناك انقسام واضح، لكن أعتقد أنه سيحدث اتفاق خاصة أنه طوال الخمس سنوات الماضية شاهدناهم بين الشد والجذب وذلك للدخول في طرابلس من جديد لاسقاط هيثم التاجوري، أو من الممكن أن يدعم الجيش الزنتان لاسقاط التاجور أو ميليشيات أخرى.

وبخصوص الحكومة..هل تعبر تشكيلتها الجديدة عن الليبين ؟

"الليبيون تعبوا"..وهذه حكومة تسمى حكومة وفاق، ونحن نعلم أن الوفاق سيكون مع التيارات الإسلامية الذين رفضهم الشعب الليبي في صناديق الإقتراع وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة، لذلك البرلمان وصله الإنقسام  بسبب هذه التشكيلة الجديدة للحكومة التي تمثل خطر على البلاد، فهم يريدون السيطرة على بنغازي بمساعدة الأمم المتحدة، والشعب الليبي لا يريد حكومات الوصاية والتي رأيناها فشلت فشلا ذريعا من قبل في العراق.  

الغريب أن البرلمان يقول إن المجلس الرئاسي يسيطر عليه أشخاص من التيار الإسلامي، وهو من وافق في البداية على دخولهم في إدارة عملية الحوار، وهناك دعاوي بأن يعود المجلس الرئاسي لتشكيلة المسودة الرابعة، كل ذ لك يثبت أن هناك "غباء سياسي"، وعلى سبيل المثال يوجد في البرلمان أشخاص تقود المشهد دون المستوى.   

وما المشكلة أن يشارك التيار الإسلامي في عملية الحوار؟

 المشكلة إن الشارع الليبي خاصة في المنطقة الشرقية في برقة هم على علم تام أن هذه التيارات دمرت الدولة الليبية ونهبتها وقتلوا أبناء برقه، ثم أن هذه التيارات رفضها الشارع عبر الصناديق، فكيف أرفض شخص عن طريق انتخابات ديمقراطية ثم يأتيني عن طريق الوفاق، ثم هل تعلم أن الجيش عندما دخل معسكرات هذه الكتائب المتمثلة في 17 فبراير، خرج المتحدث بإسم الجيش وقال أنهم وجدوا أسلحة كانت من الممكن أن تغني مطالب الجيش عن الأسلحة التي كانو يطلبونها من الأمم المتحدة حين فرضت قرار حظر الأسلحة.

تعتقد أن الحوار يمكن أن يحل الأزمة الليبية بعد سيطرة لغة السلاح ؟

كنا نتمنى من البداية قبل الدخول فى مواجهة مسلحة في بنغازي، لكن بعد الحرب من الصعب الوصول لحل يرفض جميع الأطراف، ففي برقه يرى الأهالي هناك برفض التيارات الإسلامية، وهناك في المنطقة الغربية خاصة مصراته يرون في اللواء خليفه حفتر أنه عدوهم اللدود، وبالتالى لابد من تنازل الطرفان أو يتنحى الأشخاص المتسببين فى الأزمات أو أن يتدخل مشايخ القبائل.

هل يوجد تدخل عسكري غربي في ليبيا ؟

أمريكا والدول الغربية ليسوا أغبياء خاصة بعد حرب العراق التي كلفت الولايات المتحدة خسارة مادية وبشرية كبيرة، ثم تأتي لدخول دولة ليبيا التي تبلغ مساحتها مليون و700 ألف كيلو متر مربع، لكن هناك بعض الضربات الجوية فقط ضد داعش والجماعات المتطرفه سواء في درنه، أو صبراته، والأيام القادمه ستكون في سرت التي يتمركز فيها تنظيم داعش، وما يشاع عن وصول قوات كوماندوز فرنسية، أو بريطانية، وإيطالية هي فقط دورها يكون استشاري لاأكثر لأن الشعب الليبي لن يقبل تواجد بري غربي.

 برأيك..ما الدولة العربية التي تتوقع أن يكون لها دور في حل الأزمة الليبية ؟

بالنسبة للدولة الإقليمية فإن اللاعب الأكبر في المشهد الليبي الإمارات وقطر فالأولى تدعم مصر بالأسلحة ثم تدخل للجيش الليبي عن طريق مصر، وقطر تدعم مصراته بالسلاح الذي يصل لجماعات مجلس شور ثوار بنغازي، أما دول الطوق فإن مصر لديها فرصة قوية للعب دور في حل الصراع الليبي، والجزائر تحاول أن تنئ بنفسها عن الصراع في ليبيا خشية أن يكون هناك ارتداد عكسي خاصة بعد العشرية السوداء وهذه المسألة انتهت في الجزائر، أما تونس تلعب دور "قذر" بتصدير الجماعات المتطرفه رغم أنها تتهم ليبيا بنفس الشئ.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل