المحتوى الرئيسى

معرض الكتاب بالرياض.. تظاهرة بطعم المصادرة والإقصاء

03/13 13:27

يبدو أن الأجواء السياسية في المنطقة ألقت بظلالها على معرض الرياض الدولي للكتاب 2014 الذي افتتح يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة أكثر من 900 دار نشر ووكيل من 31 دولة عربية وأجنبية، بينما حلت إسبانيا ضيف شرف على التظاهرة.

ورغم أن شعار المعرض هذا العام كان "الكتاب.. قنطرة الحضارة"، فإن زائرين ومثقفين وناشرين رأوا أن هامش الحرية كان أقل من العام الماضي، حيث غابت الكثير من الكتب التي تتناول الشأن السعودي والإسلام السياسي بعد أن سجلت حضورا لافتا في نسخة 2013.

ويقول الدكتور إبراهيم الحازمي -وهو صاحب دار نشر- إن المنع شمل الكتب التي تتحدث عن الإسلام السياسي والإسلاميين وذات التوجه الإخواني، إلى جانب ما سماها مصنفات الإلحاد الفكري.

وأوضح الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والمشرف العام على المعرض أنه لا مكان للكتب المروجة للحزبية أو المسيئة للحمة الوطنية، أو تلك التي تسعى لتصفية الحسابات بين أفراد المجتمع.

وعمدت إدارة المعرض هذا العام إلى نقل بعض أجنحة دور النشر ذات الإقبال الكثيف إلى خيمة الأطفال بحجة إحيائها بحركة الزائرين.

ومن بين الأجنحة التي نقلت إلى الخيمة دار الساقي ومدارك والشبكة العربية للأبحاث التي تتميز بنشر الكتب الفكرية والسياسية والروائية الأكثر جدلا.

وانتقد بعض الناشرين هذا التنظيم واعتبروه إقصاء لهم عن أعين الزائرين، قائلين إن دورهم تنشر كتبا جدلية وتنويرية تزداد جماهيرية عاما بعد عام.

وقال صاحب دار نشر "فضل عدم ذكر اسمه" إن هذا التنظيم يؤثر على حركة المبيعات، وإنه نوع من التضييق.

لكن كثيرين رأوا أن هذه وجهة نظر إدارة المعرض، وقالوا إنهم تعاملوا معها بإيجابية. ويوضح صاحب دار الشبكة العربية للأبحاث والنشر نواف القديمي أن نشاط جناحهم لم يتأثر أولا بهذا الإجراء.

لكن القديمي قال إنه تفاجأ لاحقا باغتيال جناحه بليل مظلم حيث نقل أمس الجمعة إلى مكان آخر وحلت مكانه مكتبة للأطفال، بينما صادرت إدارة المعرض كتب دار الشبكة وأوقفت نشاطها هذا العام والأعوام المقبلة، على حد قوله.

وأكد للجزيرة نت أنه لم يخالف شروط المعرض، وأن جناحه تعاون مع الإدارة بخصوص أي كتاب تراه مخالفا لتعليماتها.

كما انتقد القديمي ما سماه التضييق الذي تمارسه إدارة المعرض منذ بدايته، حيث صدرت الموافقة بمنحه 24م2 ليتفاجأ أنها 12 فقط، بينما منحت دورا أخرى أقل نشاطا من داره مساحات تزيد عن 30م2.

وانتقد الباحث السعودي عبد الله المالكي تعامل السلطات مع دار الشبكة، قائلا إن هذا الأسلوب متخلف ومن شأنه أن يفشل المعرض، حسب تقديره.

لا مكان للكتب المروجة للحزبية أو المسيئة للحمة الوطنية أو تلك التي تسعى لتصفية الحسابات بين أفراد المجتمع

وحسب مراقبين، تعتبر الشبكة العربية إحدى أهم دور النشر السعودية حيث ازداد جمهورها بعد ثورات الربيع العربي عبر إصدارها كتبا ودراسات وبحوثا ذات طابع فكري فلسفي وتنويري.

وتناول مغردون وكتاب سعوديون على موقع تويتر مصادرة الدار، معتبرين أنها سلوك غير حضاري في معرض كتاب يحمل شعار "الكتاب.. قنطرة الحضارة".

واستغرب هؤلاء من أن المنع لم يكن من قبل الجهات الدينية في المملكة وإنما عبر وزارة الثقافة والإعلام.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل