المحتوى الرئيسى

سارة السيد تكتب: لماذا أفلام التحول الجنسي أو أفلام تغيير التوجهات الجنسية؟

03/13 10:46

الإجابة.. أنني لم أخطط لمشاهدة فيلمين في أسبوع واحد يتناولان موضوعين مختلفين، لكن يربط بينهما أنهما يناقشان حياة أشخاص اختلفت توجهاتهم الجنسية عن السائد في مجتمعاتهم.

The Danish Girl” ” و ““Carol.

الفيلم الأول المذهل الذي شاهدته في العرض الخاص لمؤسسة “Media Vision”

The Danish Girl للمثل” Eddie Redmayne” الحاصل على جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم The Theory of Everything والذي جسد فيه بشكل منقطع النظير عالم الفيزياء

تدور أحداث الفيلم في الدانمارك في عشرينيات القرن العشرين عن قصة حب قوية بين زوجين هما الفنانين التشكيليين   Greda WegenerوEinar Wagener

يظهر  الفيلم مدى التناغم بين الزوجين وقوة علاقتهما الزوجية الممتدة لست سنوات.

في إطار التجريب والإبداع الفني تقرر “جريدا” أن ترسم زوجها “أينور” فى إحدى لوحاتها على شكل سيدة.. في هذا المشهد تستطيع أن تستشعر طريقة لمسة “أينور” للثوب الحريري الأنثوي، والذي أيقظ إحساسا أصيلا، لكنه ربما يكون كامنا منتظرا أن يحركه هذا الثوب.

في نفس السياق يقوم “جريدا” و”أينور” بخلق شخصية جديدة، هي شخصية “Lili”، وهو الاسم الذي يتبناه “أينار” في حالته الأنثوية.

قررت”جريدا”، وهي الفنانة ذات الشخصية القوية التي ربما يغلب عليها روح المبادرة أكثر من زوجها “أينور”، أن تقدم “لي لي” للمجتمع. وبالفعل يقوم “أينور” بالظهور في الحفل بصفته الأنثوية “لي لي”، وتبدأ المفاجآت في حياة الزوجين.. تذهب “جريدا” و”لي لي” إلى الحفل، حيث تتعرف “لي لي” على شاب في الحفل، ويقوم هذا الشاب بتقبيل “لي لي” في اللحظة التي تصل فيها “جريدا” إلى الغرفة باحثة عن زوجها.

يمثل هذا المشهد الجلل أول صدمة “لجريدا”، التي تشعر أن لعبتها قد تحولت إلى حقيقة، لتنقلب  حياتها رأسا على عقب.. من هنا تبدأ شخصية “أينور” في الإنزواء، وتبدأ شخصية “لي لي” في الظهور. تفتر العلاقة الحميمية بين الزوجين بسبب طغيان “لي لي” على “أينور”. يحاول الزوجان أن يعالجا ظاهرة لي لي باستشارة مختلف الأطباء، الذين يوصون بإجتثاث “لي لي”، ويتعرض “أينور” إلى الصدمات الكهربائية، كما يهرب من محاولة وشيكة من أحد الأطباء لإحتجازه في أحد المصحات العقلية.. تتازم العلاقة بين “جريدا” التي تفتقد زوجها و”لي لي” التي أصبحت دائمة الحضور. تحظى لوحات “جريدا” التي تمثل بها “لي لي” على إعجاب خبير الأعمال الفنية، ويتم عرضها في باريس.

تزدهر “جريدا” فنيا، بينما تفقد “لي لي” أي إهتمام بالفن. لتصرح “لجريدا” أن هدفها الأسمى في الحياة هو أن تكون سيدة، لا أن تكون فنانة مشهورة. رغم كل التحديات يستمر حب “جريدا” و”لي لي”. تنصح “جريدا” “ليلي” بمقابلة طبيب متميز يؤمن بحق “لي لي” بالجسد الأنثوي التي حلمت به طوال حياتها، لتكون “لي لي” أول متحولة جنسيا في التاريخ.

يقوم “إيدي ريدماير” بتجسيد شخصية “لي لي” ببراعة في الفيلم الذي يعطيك إنطباعا أن الشخصية الأساسية في الفيلم هي “لي لي”، بينما يكون “أينور” هو شخص دخيل على الأحداث، فيتحول في تجسيده لـ “لي لي” الفتاة الخجولة المحافظة التي لم تحظ بتجارب جنسية عديدة، هي لا تجتذب الشباب، ولكنهم ينجذبون إليها.

“لي لي” تفكر كأية فتاة تريد أن تتزوج وتنجب الأطفال.

من وجهة نظري استحق “إيدي ريدماير” الأوسكار عن هذا الفيلم أيضا، لكن حصول “ليوناردو دي كابريو” عليه كان محتوما من أجل اعتبارات فنية وسياسية كثيرة.

أعتقد لو كان  تم ترشيح “ريد ماير” للأوسكار في سنة لاحقة، كان سيحصل عليها بالتاكيد.

يحتفي هذا الفيلم بالجسد الأنثوي والتعبيرات الأنثوية ومدى جمالها، وصعوبة أخذها كمسلم به لمن حرم من نعمة هذا الجسد والحس كما يصوره الفيلم.

يبقى هذا الفيلم مع المشاهد بعد انتهائه.. يتركك مع العديد من الأسئلة عن ما يعانيه هولاء الأشخاص الذي أتعسهم الحظ بعدم اتساق أجسادهم مع مشاعرهم الغالبة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل