المحتوى الرئيسى

أبدع في مصالحة روحك

03/13 09:24

هل جربت يومًا الإحساس بالتيه والضياع؟ لا أعتقد أن صياغة السؤال صحيحة ولكن السؤال هو: متى لم يسيطر عليك إحساس التيه والضياع وكأننا جئنا الدنيا لنحارب أرواحنا البائسة وأرواحنا البائسة تحاربنا بالعكس؟

تنتصر علينا أغلب الأوقات تلك المشاعر السلبية، على الرغم من النعم الربانية التي لا حصر لها، تغمرنا وتغمر واقعنا، لكن لعلها الروح المتعبة بداخل أجسادنا والتي تبحث عن مخرج عن بصيص من نور لنتحرر من البؤس وإحساس الضياع المبهم.

لكن هل فكرت يومًا كيف تصالح روحك المتعبة؟ كيف تحتضنها وتحتويها وتدللها لتُذهب عنك وعنها ذلك الإحساس اللا متناهي من الألم والحزن؟ ابدأ من هنا، لا ترهق أحاسيسك ومشاعرك بلا جدوى. فإن لم تجد ذاتك وإن أهملت روحك المتعبة فلن يجدي أي مجهود نفعًا، ولن تجد الراحة في أي إنجاز تصنعه، لن تجد البسمة في وجوه من حولك، إن لم تستطع أن ترسمها على وجهك أولاً.

من أجمل التجارب على وجه الإطلاق والتي أثرت في روحي ومشاعري تجربتان، أولاهما تجربة ليز والتي تجسدها "جوليا روبرتس" في الفيلم الرائع  eat pray love .

هي الأنثى الجميلة الكاتبة الناجحة، والزوجة التي تملك بيتًا وزوجًا محبًا، والصديقة المحبوبة من أصدقائها، فلو نظرنا إليها نظرة من بعيد لوجدنا إنسانة ناجحة على كل المستويات، لكن رغم كل تلك النعم وكل هذا النجاح هناك معركة خفية بينها وبين روحها المتعبة المجهدة، ففقدت القدرة على تذوق طعم النجاحات في حياتها، وفقدت القدرة على الاستمتاع. وفي لحظة الانهيار حصلت على الإجابة "صالحي روحك أولاً" لتجدي نفسك من جديد.  

التجربة الثانية تجربة هولي، والتي تجسدها "هيلارى سوانك" في فيلم   p.s I love you.

الزوجة التي تواجه الحياة مع شريك حياتها وتربطهما قصة حب ليس لها مثيل، لكنها في زحمة الحياة فقدت روحها وفقدت حماسها القديم، وبعد موت زوجها بمرض السرطان تجد منه يوم عيد ميلادها تورتة مع رسالة تعدها بالمساعدة، لتخرج من أزمة فقدانه وتتصالح مع روحها وتجد ذاتها، وتتوالى الرسائل واحدة وراء الأخرى.

في التجربتين سنجد أن أول خطوة على طريق مصالحة النفس هي أن تسعد نفسك أولاً، كل إنسان حسب طبيعته. ليز وجدت أن الطعام هو وسيلتها للسعادة، أما هولي فزوجها أيقن أن سعادتها تكمن في الخروج مع صديقاتها.

الخطوة الثانية هي مواجهة المخاوف التي تسيطر عليهم، فقررت ليز أن تتجه للصلاة والتأمل ومن التأمل اكتشفت أن مخاوفها هي عقدة الذنب، لأنها كسرت قلب زوجها، ولكن تكتشف أنه من البداية لم يكن يضع لرغباتها اعتبارًا، بداية من أغنية الزفاف نهاية برغبتها في اكتشاف العالم برفقته. أما هولي فمخاوفها -وإن كانت بسيطة- هي بداية الطريق، فيرغمها زوجها المُتوفى في إحدى رسائله على الذهاب إلى حانة كاريوكي والغناء، لعلمه أنها تكره غناء الكاريوكي. 

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل