المحتوى الرئيسى

وثائق| ظاهرة تعامد الشمس.. حقيقة وليس صدفة

03/11 17:45

تصريحات إعلامية أطلقها وزير الآثار ممدوح الدماطي، منذ أسابيع، في مختلف الصحف، تشكك في حقيقة فلكية موثقة منذ سنوات، وهي تعامد الشمس على المعابد الفرعونية، والتي اشتهرت بتصريحات الـ"صدفة"، ومن ثم حدث بعدها عدم تعامد الشمس على رمسيس لأول مرة في التاريخ، في معابد أبوسمبل.

في هذا التحقيق الموثق، يقيم "دوت مصر" مناظرة علمية بين تصريحات وزير الآثار، عن نظرية تعامد الشمس على أبوسمبل والمعابد المصرية ومدى حقيقة تلك الصدفة، وبين الباحث أحمد عوض، صاحب رسالة ماجيستير بعنوان: "ظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس على المعابد والمقاصير المصرية القديمة بين الحقائق والتكهنات"، موثقًا تصريحاته، بوثائق نشرتها الـ"يونسكو" في تقريرها الشهري، أكتوبر 1962، أي قبل نقل معابد أبوسمبل بحوالي عامين، والتي توضح موعد تعامد الشمس الأصلي، وخطط نقل المعابد المعروفة، والخطة المختارة.

الوزير ممدوح الدماطي: خصوصية تعامد الشمس على معبد "أبوسمبل" تتمثل في أن وقت التعامد على المعبد وافق يومي الاعتدالين الربيعي والخريفي، أي في يوم 21 سيبتمبر ويوم 21 مارس، وأن أثناء نقل معبد "أبوسمبل" في الستينات تحت إشراف منظمة "الـ"يونسكو" أخطأ المهندسين في عملية النقل.

وتم إعادة تشيد المعبد على غير ما كان عليه قديما،ً إذ تم إعاده تشيده بمقدار خطأ في زاوية إتجاه المعبد نحو آتجاه الشرق، ما آدى إلى تغير موعد التعامد وترحيله مقدار شهر كامل بحيث أصبح في 22 أكتوبر و 22 فبراير.

الباحث أحمد عوض ووثائق الـ"يونسكو": ورد في التقارير والأبحاث العلمية ولوثائق التاريخية لأول عملية رصد لتعامد الشمس على معبد "أبوسمبل" أن تعامد الشمس على المعبد وافق يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عملية نقل المعبد إبان الستينات تحت إشراف منظمة الـ"يونسكو".

وأن موعد حدوث ظاهرة تعامد الشمس على المعبد بعد عملية النقل قد حدث بها تغير طفيف جدا، وأصبحت تحدث في يومي 22 أكتوبر و22 فبراير أي بتغير مقداره يوم واحد فقط، وذلك نتيجة خطأ طفيف جداً في عملية نقل المعبد وإعادة تشيده.

الوزير ممدوح الدماطي: المعبد كان يتوجه بمحوره الرئيسي نحو آتجاه الشرق الحقيقي، آي بزاوية أفقية مقدارها "90 O"، مقاسة من محور الشمال الحقيقي مع آتجاه عقارب الساعة، وذلك حتى تتعامد الشمس على المعبد في يومي 21 سيبتمبر و21 مارس.

الباحث أحمد عوض ووثائق الـ"يونسكو": تم تشيد معبد "أبوسمبل" بزاوية أفقية لمحوره الرئيسي مقدارها (100.5O)- مقاسة من اتجاه الشمال مع حركة عقارب الساعة.

الوزير ممدوح الدماطي: ظاهرة تعامد الشمس يشترط حدوثها فقط وقت شروق الشمس إبان الاعتدالين الربيعي والخريفي، بمعنى أن تلك الظاهرة تتوافق فقط مع المعابد والمقاصير التي تتوجه محورها الرئيسي نحو اتجاه الشرق الحقيقي فقط.

الباحث أحمد عوض: عدد المعابد والمقاصير المصرية القديمة المسجلة آثريا في سجلات وزارة الآثار على مستوى الجمهورية يقارب 330 معبدا ومقصورة، منهم فقط عدد 27 معبدا ومقصورة الذين تتوجه محاورهم الرئيسية نحو محور الشرق الحقيقي، آي في اتجاه شروق الشمس إبان الاعتدالين الربيعي والخريفي.

وأغلب تلك المعابد والمقاصير تأتي ضمن المجموعات الهرمية لملوك الدولة القديمة على خلاف معبد "أبوسمبل" المنتسب إلى من معابد الدولة الحديثة، ومن ثم يجدر السؤال كيف للمصري القديم أن يكتفي بتحقيق ظاهرة تعامد الشمس على ذلك العدد المحدود، 27 معبدا ومقصورة.

كما أن بهذا الفرض ينتفي معه تفرد وإعجاز ظاهرة تعامد الشمس على معبد "أبوسمبل" لأن الظاهرة كانت قبل إنشائه - إبان الدولة القديمة - آي بما يقارب الآلف عام قبل تشيد معبد "أبوسمبل".

الوزير ممدوح الدماطي: ظاهرة تعامد الشمس لابد وأن توافق الاعتدالين الربيعي والخريفي.

الباحث أحمد عوض: لم يتعرض الوزير في تصريحاته إلى الاختلاف بين التقوم الذي نستخدمه الآن وهو التقويم "الجريجوري" والتقويم المستخدم إبان مصر القديمة وهو ما يعرف بالتقويم "المدني"، وهنا يجدر ذكر أن ظاهرة تعامد الشمس على معبد "الكرنك" جاءت مخالفة للتصريحات الوزير.

إذ تتعامد الشمس عليه في الانقلاب الشتوي، آي في يوم 21 ديسمبر، وليس في آي من الاعتدالين، وذلك رغم الأهمية البالغه لمعبد "الكرنك" عن سائر المعابد، بصفته المعبد الرئيسي للمعبود الشمسي "آمون رع"، إذ أن الزاوية الأفقية للمحور الرئيسي بمعبد "الكرنك" مقدارها "116.75 O"، ناهيك عن أن تلك الظاهرة في ذلك الموعد يتكرر حدوثها أيضاً على معبد "قصر قارون" بمدينة "الفيوم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل