المحتوى الرئيسى

كمال أحمد لـ«الشروق»: سعيد بعقوبة البرلمان.. وأتمنى ألا يقلدنى النواب فى استخدام الحذاء

03/11 12:42

• الوقت ليس مناسبا لدعوات تعديل «كامب ديفيد» فالإرهاب أشد خطرا

• أدعو الأحزاب للعمل فى الشارع لأن «الصالونات» وبرامج التلفزيون «مبتجبش كراسى انتخابية»

• لم أر تدخلات «سيادية» فى تشكيل البرلمان.. واللى عنده معلومات يروح للنائب العام

عمر طويل عاشه النائب عن دائرة الجمرك والمنشية والعطارين بالإسكندرية كمال أحمد (75 عاما)، داخل حلبة السياسة المصرية، منذ عضويته، فى السبعينيات، باللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى، وصولا إلى قرار البرلمان بحرمانه من حضور الجلسات، الثلاثاء الماضى، حتى نهاية دور الانعقاد الراهن، كعقوبة على واقعة ضربه زميله السابق توفيق عكاشة بالحذاء، فى الثامن والعشرين من فبراير الماضى، بعد التقاء الأخير السفير الإسرائيلى بالقاهرة.

وما بين وقوف كمال، حين كان شابا عشرينيا أمام السكرتير الأول للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى، رفعت المحجوب، مهاجما «عدم مواجهة السماسرة»، ووصفهم بـ«القطط السمان»، عام 1975م، وحتى اليوم، مر الرجل بمحطات عديدة، دخل خلالها السجن فى اعتقالات سبتمبر 1981م الشهيرة، كما شغل الرجل عضوية البرلمان لأربع دورات (1976، 2000، 2005، 2016).

فى حواره مع «الشروق» أعرب كمال عن «سعادته» بـ«عقوبة الحرمان من حضور الجلسات»، وشدد على ضرورة عمل الأحزاب فى الشارع، واصفا الإرهاب بأنه أشد خطرا من «كامب ديفيد»، وقال إن الوقت غير مناسب للدعوة إلى تعديلها، كما تطرق لملفات عديدة تتعلق بالبرلمان والحكومة والنظام الحاكم.. فإلى نص الحوار..

• كيف استقبلت قرار حرمانك من حضور جلسات البرلمان حتى نهاية دور الانعقاد الراهن؟

- فعلت ما يتوجب على كمواطن مصرى عربى. وموقفى بمنع محاولة تسرب التطبيع لمجلس النواب من خلال أحد أعضائه، لا يرتبط بشخص بعينه. الدولة أبرمت معاهدات دولية عليها أن تحترمها، والبرلمان أحد مؤسسات الدولة، أما التطبيع فممارسة شعبية.

• هل توقعت العقوبة التى صدرت بحقك من البرلمان؟

• مع ترحيب البعض بما فعلته، هناك من رفض الواقعة وقال إن الحذاء ليس الوسيلة المناسبة للتعبير عن الرأى.. ما رأيك؟

- أولا بالطبيعة، الأمر غير لائق، لكن هذه هى المرة الرابعة فى البرلمان المصرى، النواب طلعت السادات وطلعت رسلان وأشرف بدر الدين لجأوا لاستخدام الحذاء فى مرات سابقة. والنواب المحافظون فى مجلس العموم البريطانى اعتدوا على النائب جورج جالوى بالأحذية لتعاطفه مع القضية الفلسطينية ضد الصهاينة.

وقد أصررت على وجود عقوبة حتى لا يكون هناك تقليد سلبى لما حدث بأن يأتى نائب آخر ويعملها.

• إذن.. تتمنى ألا يلجأ نواب آخرون إلى تكرار استخدام الحذاء مستقبلا تحت القبة؟

- أتمنى ألا يستخدم أى عضو الحذاء تحت القبة. وأنا سعيد بالعقوبة التى صدرت ضدى، وهى وسام على صدرى. «بقالى خمسين سنة فى العمل العام، وفردة جزمة أظهرتنى والناس بتوقفنى فى الشارع تتصور معايا».

على أية حال، الشعب المصرى عبر عن ارتباطه بعروبته، ولا يمكن أن يمارس أى لون من ألوان التراجع عنها ما لم تعد الأراضى والحقوق العربية إلى أصحابها.

• البعض اتهمك بالسعى لـ«الشو الإعلامى» بضرب عكاشة بالحذاء؟

- عمرى 75 سنة ورجلى والقبر، وأنا رفضت الظهور فى العديد من البرامج التلفزيونية الأساسية رغم طلبات القائمين عليها بعد الواقعة.

• ما موقفك من الدعوة لتعديل معاهدة «كامب ديفيد» المبرمة بين مصر والجانب الإسرائيلى؟

- ليس هذا هو الوقت المناسب. أنت تحارب فى معركة أكبر من كامب ديفيد، وهى الإرهاب متعدد الجبهات، سواء فى الداخل أو فى الخارج وعلى حدودنا باختلاف اتجاهاتها.

• ماذا عن أجندة عملك فى الفترة التى ستمضيها دون حضور جلسات البرلمان؟

سأمارس دورى كنائب فى إطارة دائرتى الانتخابية، باستثناء حضور الجلسات.

• ما تصورك لأولويات عمل المجلس حاليا؟

على المجلس انتظار عودة اللائحة من مجلس الدولة ثم إقرارها بشكل نهائى، وتشكيل لجانه النوعية، والاستماع لبيان الحكومة لمناقشة الموقف منها إن كان يمنحها الثقة أم لا، ثم ينتظر وصول مشروع الخطة والموازنة فى موعد لا يتجاوز الأول من أبريل المقبل، ثم يقره، وبعد ذلك يمارس دوره الحيوى التقليدى فى الرقابة والتشريع.

• وماذا عن المشكلات المعيشية لعموم المصريين.. كاحتمال رفع الحكومة سعر تذكرة المترو مثلا؟

- خدمة المترو خدمة شعبية لأصحاب الدخول المحدودة، لكنها ينبغى أن تكون قريبة من التكلفة الفعلية. علبة السجاير بـ22 جنيه، تصور انت بتركب المترو بثمن سيجارة.

• إذن.. أنت تؤيد رفع سعر تذكرة المترو؟

- أؤيد التحريك الطفيف التدريجى.

• لكن هناك مخاوف من تسبب رفع سعر التذاكر فى غضب شعبى؟

- مفيش غضب شعبى ولا بتاع. أقل أجرة فى عربيات الأجرة جنيه وربع وجنيه ونص. خلى تذكرة المترو بجنيه ونص.

• وماذا عن موقفكم كنواب من أزمة غلاء الأسعار؟

لا يجوز الاقتراب من أسعار السلع الأساسية. وهناك أجهزة معينة، مثل التموين أو الشرطة أو الجيش، عليها عرض السلع الأساسية بأسعار أقل من المعروضة لدى التجار.

• وما توقعاتك بشأن موقف البرلمان من بيان الحكومة بشأن برنامجها؟

- برنامج الحكومة مبيتاخدش أجزاء. ننظر: هل فيه إنجاز لا يضير أصحاب الدخول المحدودة والفقراء؟ وهل الانخفاض النسبى فى الدعم عائد على الصحة والتعليم أم لا؟ بمعنى آخر: هل يخرج الجنيه من وزارة المالية ثم يصل إلى محدودى الدخل جنيها كما هو، أم أقل، سواء بشكل مباشر أو فى صورة خدمات.

نريد ضمان ألا تذهب حصيلة انخفاض الدعم إلى البذخ الحكومى الذى اعتدناه منذ أربعين سنة، حيث تتصرف الحكومات كما لو كانت مصر دولة غنية، وتعامل الشعب كما لو كانت دولة فقيرة. لا يمكن استمرار سير الوزير ترافقه خمس أو ست سيارات آخر موديل، وشوف بقا تكلفة البنزين والحراسة.

• ماذا عن لفظ «القطط السمان» المنسوب إليك منذ عام 1975م؟

- وصفت السماسرة فى ذلك الوقت بـ«القطط السمان»، وذلك فى اجتماع للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى التى كنت عضوا بها عن الإسكندرية، واليوم صار لدينا الملايين من القطط السمان، ترتع حولها الفئران السمان.

ازدهرت القطط السمان منذ انتهاج سياسة الانفتاح بشكل استهلاكى عام 1975م، بخلاف دول مثل الصين انتهجت الانفتاح بشكل إنتاجى. شوف هما فين واحنا فين دلوقتى، وشوف كيف تحولت مصر بالانفتاح الاستهلاكى إلى «بوتيك».

• هل مازلت تراها كذلك؟

- نعم.. مصر مازالت «بوتيك» وينبغى أن تكون هناك حكومة تفكر خارج الصندوق، بعيدا عن المسكنات التى تلجأ إليها الحكومات التقليدية فتزيد الوضع سوءا.

• هل تعتقد أنه بالإمكان مواجهة «القطط السمان» حاليا؟

- لأن الاقتراب منها سيؤدى إلى رد فعل ينتج عنه إرباك اقتصادى شديد.

• متى إذن يمكن مواجهتها؟

- مواجهتها تستغرق جيلا، وعلى الدولة العمل فى خطوط موازية بتوفير السلع الأساسية ووسائل النقل الآدمى والتعليم الحقيقى. هناك فرق كبير جدا بين حركة الرئيس كمسئول عن الدولة وحركة الدولة العميقة بدءا من الحكومة. الحركة غير متوازية وغير متفقة. سرعة الرئيس أكبر من سرعة الباقين. لو أن الرئيس يسير بسرعة 100 كم فى الساعة، فالباقون يسيرون بسرعة 20 كم فى الساعة.

• كنت واحدا من الذين دخلوا السجن فى اعتقالات سبتمبر 1981م الشهيرة.. وهناك من يرى الآن أن البلد يسير دون عملية سياسية، ما يعيد أجواء الاحتقان مرة أخرى.. ما رأيك؟

- مفيش حد حاجب حد عن العمل السياسى. الساحة مفتوحة، والانتخابات البرلمانية كانت قدام الكل ومحدش منع حد.

• ألم تحل التعقيدات الإجرائية والإدارية دون ترشح قائمة «صحوة مصر» فى تلك الانتخابات؟

- اللى وضع التعقيدات لجنة الانتخابات العامة، القضاة وليست السلطة التنفيذية. هناك أكثر من حزب داخل البرلمان من أول اللى ليه صوت واحد وحتى اللى ليه 65 صوتا، لكن يبدو أن البعض يختار الطريق السهل.. طريق «تقسيم التورتة». اللى عايز يشتغل سياسة ينزل الشارع. الصالون مبيجبش كراسى انتخابية ولا القنوات الفضائية بتجيب كراسى انتخابية. الشارع السياسى مفتوح.

• لكن هناك قيودا على الحق فى التظاهر؟

هوا العمل السياسى التظاهر فقط؟

- شكل من أشكاله.. لكنه ليس الوحيد، فيه أحزاب قائمة ولها جرائد، تطلع وسط الناس وتقدم برامج وتقدم حلول.

عندنا 104 أحزاب، هما فين فى الشارع؟. لما تكلمه يقولك أصل قانون التظاهر، وكأن قانون التظاهر أصبح قميص عثمان لعدم فهم طبيعة العملية الحزبية السياسية من إعداد وتدريب وصقل كوادر تنظيمية وشعبية. فين الأحزاب من طرح الرؤى والعقائد والتربية القومية والوطنية.

على الأحزاب البدء بوظائفها الأساسية، وهذا بالتأكيد سوف يوصلها إلى السلطة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل