المحتوى الرئيسى

أشرف السركي يكتب: محاولة لفهم الشخصية السويسية فى الموسيقى والغناء.. مشروع لبناء «الدراما الغنائية»

03/11 12:00

بإسناد مسئولية فرق الأقاليم الى الأخ العزيز الفنان أحمد ابراهيم  والطريقة التى بدأ بها عمله باختيار سيد درويش موضوع لمسابقة على مستوى الجمهورية و اختيار المنيا لإقامة هذا المهرجان الوطنى و الفنى الكبير اعتبرت ذلك رسالة موجهة لكل مصرى و لكل فنان بل اعتبرتها رسالة لى أنا شخصيا لأنه رغم إيمانى المطلق برسالة الهيئة و كونها الكيان الوحيد المتبقى لفنانى و مبدعى الشعب المصرى إلا أننى تحفظت على أدائها مما جعلنى لا  اشارك فى نشاطاتها إلا فى مناسبات قليلة جدا خرجت منها اكثر تحفظا على هذا الاداء و لكن هذا الاختيار الذكى من رئيس الهيئة و ما تبعه من استجابة حقيقية لأفكارأحمد ابراهيم استقر فى ضميرى ان هناك نقلة نوعية تحدث فى بلادنا و على كل مبدع أن يساهم بكل اخلاص فى هذه المرحلة و لذلك اسمحو لى ان اعرض رؤيتى فى ما يخص مدينة السويس التى أقضى بها الآن ما تبقى من العمر و عزرى فى طول رسالتى أنها الأولى و قد تكون الاخيرة  و لذلك آثرت ان تصل  هذه الرسالة التى أعلم أنه لن يرسلها غيرى لأنى لا أبتغى من ورائها إلا راحة ضميرى وأن تكون محاولتى الاخيرة..

• محاولة لفهم الشخصية السويسية فى الموسيقى و الغناء

و امكانية ان تتبنى السويس فكرة الدراما الغنائية

  لكل محافظة اواقليم فى مصر شخصيتها المميزة شكلا و موضوعا فمثلا الغربية يغلب عليها الطابع الدينى والآلات التى تناسبه و للاسكندرية طابع البحر الابيض و استخدام الاكورديون  و ذلك لاسباب موضوعية كذلك السويس فمنذ القدم استقر فى وجدانها انها بوابة مصر الشرقية و حامية لها و مرت عبر تاريخها باحداث جسام جعلتها ذات طابع حساس منتبهة و متيقظة للاخطار ومنذ دخول الانجليز مصر فى آخر القرن التاسع عشر ثم ثورة 19 والحرب العالمية الثانية التى تبعها حرب الفدائيين فى القناة ( كفر احمد عبده ) ثم قيام ثورة 23 يوليو فحرب 56و الهجرة و 67 بكل اثارها المدمرة على المدينة و هجرة اكثر من ست سنوات مرة تجرع فيها الانسان السويسى الذل و المهانة فحرب 73 و دور المدينة المستميت فى حماية شرف الامة و هى فى عز انتصارها و حصار المائة يوم نذكر كل ذلك لنوضح ان روح الغناء فيها اصبح بعد كل ما مرت به روح وطنية متحملة عن المصريين حماية مصر الغالية و تعتبر افراح السويس الوحيدة فى مصر التى لا يغنى فيها الا الاغانى الوطنية و يكفى ظهور الكابتن غزالى العظيم فى اى فرح حتى يتحول الى مظاهرة و طنية فبمثل هذه الروح اختار سيد درويش الشكل المناسب ليتخاطب مع الجماهير و هو الدراما الغنائية مستخدما كل الالوان النغمية فى مصر من شعبى  و ريفى و صعيدى وبلدى مدينة بانواعه ا لقبطى و الاسلامى والاوبرالى و آلات غربية و شرقية و غيره من افكاره المدهشة ليبنى بكل ذلك شخصية مصر الحديثة التى جاء الى الحياة فوجدها فى الكابريهات لا تغنى الا للجنس  فعقد العزم هو و بديع خيرى على انجاز هذه المهمة التاريخية التى نقلت ليس فن الغناء و الموسيقى الى العصرالحديث بل نقل الوجدان المصري كله . 

و قد اعطانا تاريخ الموسيقى عند الشعوب درسا هاما و هو ان الانتقالات الاساسية فى تاريخ الموسيقى الحديثة  ياتى لاسباب قومية و ليس فنية فقط يعنى بنضوج الشخصية القومية ينعكس ذلك على المبدع  و يجسد فى اعماله الروح الجديدة ذلك فعله باخ فى بداية عصر النهضة و موتزارت وهايدن فى الكلاسيكية و بيتهوفن فى الرومانسية   ثم المدرسة القومية و على راسها تشيكوفسكى والخمسة الكبار و ايضا المدرسة المودرن بما عكسته من تاثر الانسان الاوروبى بقسوة العصر الصناعى و الحروب العالمية هذا حدث اثناء ثورة 19 عندما اعطت الثورة المناخ لاحداث نقلة نوعية فى كل ادوات التعبير و منها الغناء و الموسيقى حيث استجاب بديع خيرى للمعطيات الجديدة التى طرحتها الثورة و اوجد الخطاب الشعرى المناسب لها  مبشرا لمجتمع جديد و راسما صورة للمصرى المعاصر عاشت حتى اليوم متجلية فى كوكبة من الاف من الانتلجنسة فى جميع المجالات مكونين الجسم الرئيسى للطبقة المتوسطة التى قام على اكتافها المشروع المصرى الحديث  بانيا علاقة رائعة بين الرجل و المرأة و البنت و الولد و المنتج و المستهلك و القديم و الحديث و ادخلت مصر عصر جديد و لاننا فعلناها من 90 سنة عندما كانت الدنيا كلها ضدنا فيمكن ان نفعلها اليوم  و قد انجزت مصر جزء كبير من مشروعها الوطنى و ما التعثر الذى ينتاب حياتنا اليوم الا شئ مؤقت واجهت مصر فى تاريخها الطويل ظروف اكثر سوأ يحتاج هذا التعثر  الى مبادرة من كل الجهات و ياتى المشروع فى هذا السياق حيث تطلع الفلسفة التى قامت عليها الثقافة الجماهيرية بجزء من المسؤولية كان فى البداية منذ 40 سنة يهتم بالشعبى و لكنه اليوم ارى ان تنسحب هذه الفلسفة على كل المدارس الفنية لان هذ الجانب تقوم به الهيئة فى باقى المجالات مثل الشعر و النقد الادبى و الفن التشكيلى و قد بدات فعلا بالاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية لكن للاسف امكانيات الاقاليم لاتناسب هذه المدرسة.

   ومنذ سيد درويش  و حتى الان لم تكمل الدراما الغنائية مهمتها  و قد اعطيت اهتمامى الاول فى انتاجى الغنائى للدراما من اكثر من 30 سنة و امنت انها التطور الطبيعى للغناء المصرى   و لذلك ارى ان اى مشروع حديث لا بد ان يهتم بالدراما الغنائية و اقترح ان يكون قصر ثقافة السويس المكان الذى تساهم فيه الهيئة و تتنطلق منه هذه المبادرة الشجاعة  حيث يبحث مثقفو الهيئة المواضيع و الاعمال التى يمكن تناولها و يقوم مبدعون من كل مكان فى مصر بالاسهام فنيا فى هذا المشروع حيث يكون للسويس فرقتها المميزة التى ستشارك بها و طبعا الكتابة للدراما الغنائية لها خصوصيتها و تختلف عن ما نشاهده على المسارح حيث يتوخى الكاتب فى كتاباته فكرة غناء الشخصيات و المجاميع و ليس التركيز فقط على البطل  و البطلة و سيكون ذلك بعث جديد لشكل من اشكال الغناء مما سيجعل العمل يستوعب عناصر كثيرة وستشارك الدراما الغنائية بامكانيتها فى اعادة تشكيل الوجدان المصرى من ما يسمى العولمة و ستكون فرصة لاعمال فكرة الاصالة و المعاصرة حيث تمتلئ حياتنا الفنية بالكثير من الكوادرالاكاديمية الذين سيستجيبون لهذه التجربة و نحن فى السويس على المدى القريب يمكن ان نعطى امثلة بما هو متاح  و بذلك تبدأ الهيئة باحياء فكرة  المشروع الذى تمارسه فى مجالات اخرى تقوم بها حيث تحدد اهدافه و الياته لان المخرجون خلال  كل السنين الماضية كانوا يختارون  من الاعمال المصرية و الاجنبية ما يوافق امكانيات الاقليم و لكن لم تاسس كل هذه الاعمال عندما نجمعها معا مشروع ما او شئ يبنى فوقه.

•      السويس التاريخ و الفن:

   تمتاز السويس عن سائر محافظات مصر بكونها تمتلك تركيبة سكانية تكونت من مختلف انحاء مصر و فئاتها مما جعلها تتمتع بشخصية قومية لو جازالتعبير ، حتى على مستوى اللهجات و اللكنات نجد أن السويس لم تختص بلهجة مثل اللهجات الريفية المتعددة أو الاسكندرانية أو البورسعيدية أو الصعيدية أو البدوية و بذلك اصبحت المدينة الوحيدة فى مصر التى تشترك مع القاهرة فى النطق و إيقاع اللغة فصحى و عامية فصنع ذلك مبدع يمتلك لغة يتواصل بها مع الوجدان الجمعى للمصريين، كما لعب وجود الأجانب فى السويس دورا رئبسا فى تشكيل الوجدان الثقافى و الفنى لمبدعى و فنانى السويس فعلى صعيد الموسيقى و الغناء نجد أن  السويس كانت تمتلئ بالنشاط الثقافى بشكل عام و الفنى بشكل خاص من ادب وشعر و مسرح و موسيقى و استخدم الفنان السويسى  السمسمية كأداة شعبية استخدمها الفنان الشعبى ليحاكى بها الفن الكلاسيكى  فى العاصمة استمرارا لجماعات الصهبجية  و كذلك لوجود اجانب يمارسون فنونهم من خلال النوادى و الكازينوهات المنتشرة على شواطئ السويس و بورتوفيق و أعداد البحارة الوفيرة الذين  أنعشو فن الرقص بالسويس و سمح ذلك باندماج ثقافات متعددة داخل الوجدان الثقافى السويسى وأثر كثيرا فى بناء فنانى و موسيقى السويس على مر التاريخ.

و لأن عماد أى نشاط غنائى و موسيقى هو الفرق الموسيقية فقد توفر ذلك فى السويس على أيدى هواة و محترفين  عظام أتى معظمهم من خارج السويس و استقر بعضهم فيها و كونوا منتديات و جمعيات أهلية للموسيقى  أشاعت البهجة و  الجمال  بمداومة نشاطاتهم بشكل يومى فى العزف و الغناء بمنازلهم  ومنتدياتهم التى تحولت إلى معاهد يؤمها أساتذه كبار . هذا إضافة لما وفرته وزارة التربية و التعليم حينها من مدرسين موسيقى كانوا على أعلى مستوى حيث كانو يشاركون فى كل نشاطات القاهرة الكلاسيكية و قد تعلمنا على أيديهم فى هذه المعاهد و المنتديات.  ثم جاءت الهجرة و طالت مدتها مما جعل الكثير من هؤلاء الفنانين يستقرون خارج السويس غير أن دخول كثير منهم فى معترك السوق ( سوق الفن) كما نسميه و كذلك الدراسة و السفر خارج مصر عندما بدأت الهجرة فى السبعينات. 

و عندما عادت الحياة بعد انتصار أكتوبر 73 لم يعد كل من كانو يشكلون الجسم الأساسى للحركة الموسيقية فى السويس قبل الهجرة، فبدأت الأحوال تتدهور فنيا بتراجع الكلاسيكية المصرية العتيدة أمام الانفتاح  خصوصا بوفاة أم كلثوم و عبد الحليم و عبد الوهاب و السنباطى و اعتزال و عزل المبدعين العظام أمثال محمود الشريف و عبد العظيم محمد و عبد العظيم عبد الحق و فؤاد حلمى و غيرهم من من أثروا و شرفوا تاريخنا الغنائى بإنتاجهم و كذا توقف دور الإذاعة التى كانت تلعب دورا عظيما منذ افتتاحها سنة 34 فى بناء عصر الغناء المصرى بمفردها تماما.

   فى 89 / 90  كونت فرقة ليالى السويس الغنائية  و كنت عائدا من السفر  بعد غياب طويل ، حلمت مثل كل مصرى عاش ظروفى ان اعود لمدينتى الحبيبة و حدث و امضيت بها سنة و نصف من اغنى سنوات حياتى حيث احتضنتنى السويس انا و تجربتى و التف حولى جميع مبدعيها بلا استثناء مما شجعنى على تكوين فرقة غنائية ضمت فى صفوفها كل الأعمار و الأشكال الفنية من موسيقيين و مغنين و شعراء و مسرحيين تشكيليين و كانت الصيغة التى قامت عليها الفرقة تنبع من التاريخ الفنى للمدينة حيث زين الفرقة كل من الريس على ابو حجى هذا المغنى الشعبى الفذ و كذلك الكابتن غزالى الغنى عن التعريف             

  منذ أن توقفت فرقة ليالى السويس عن نشاطها و التى تحولت بعد سنة و نصف من نشاطها الذى ظل حتى الآن فى ضمير كل من تواصل معها تحولت إلى فكرة التدريب حيث افتتحت فصل يقوم بالتدريس فيه كثير من الاصدقاء الذين تعاطفو مع الفكرة إلا أن الجهاز التنفيذى للثقافة و بعض من الشخصيات العامة ممن حاولو ركوب التجربة و توظيفها لمصلحتهم ولأن موضوعاتها الوطنية أغرتهم الى محاولة   توظيف الفرقة لخدمة أحلامهم الانتخابية  و للأسف نجحوا فى إجهاض االفكرة و خاصة فى غياب موسيقين اكاديمين يعتمد عليهم و هم  محمد سعيد و محمد مختار وهما العنصران الاكاديميان الاكثر اهمية  و قد كان لاحتكار مجموعة تعد على اليد الواحدة فى الاشتراك فى  كتابة الاغنية  و التلحين و الغناء  على مر سنوات أثره البالغ فى انعدام الفرصة  لظهور مبدعين لم يسند اليهم اى دور فى هذا النشاط و هم كثر  وقد وصفت هذا الوضع البائس فى مناسبة احتفالية بحصول محمد سعيد على الدبلوم موجها كلامى اليه كابن لتجربة ليالى السويس و على مسمع من مسؤلين القصر بأننى لسنوات و فى كل مرة ازور السويس و عند مرورى على قصر الثقافة اجد ثلاثة اسماء لا تتغير حتى ان هذه الاسماء المكتوبة على واجهة القصر  بهتت من الشمس لبقاءها لاتتغير و الذى يتغير هو اسم الرواية او المخرج و قد باءت محاولة قمت بها من سنوات قليلة عندما حاولت اقناع المسئول وقتها ( الاستاذ عميرة ) فقط فى  تجميع 6 عازفين جيدين و رصد مرتب شهرى معقول لهم الا انه حاول ان يكسبنى على حساب المشروع الذى كان الفرصة الاخيرة لتكوين نواة للفرقة التى لو كنا قد بدانا وقتها فى بنائها لكان الوضع اليوم اهون نسبيا .

و اعتقد ان هذا المشروع لن يرى النور و ياتى بالثمار المرجوة الا بوجود من يآمنو به  حتى يصبح نموذج يمكن تكراره فى حالة نجاحه هنا فى السويس  و فى اماكن اخرى تتعرض لنفس الظروف و نرى ان هذه هى مهمة الهيئة  بشكل اساسى.

و ننوه انه فى 89 / 90 عند بداية نشاط فرقة ليالى السويس تصادف تكليفى من الاستاذ محمد مرعى رئيس القناة و قتها بتكوين فرقة مويسقية لمدن القناة لاحياء الحفلة المقامة لمهرجان السمسمية الاول بمدينة بورسعيد و قد تدافع اليها فى حماسة لا تنسى عناصر من كل الاعمار منهم من يحتلون اعلى المكانات الفنية فى القاهرة اليوم و قد ظللنا نذهب يوميا و لمدة شهر و نصف من الثلاثة بلاد للقناة  الرابعة لاقامة بروفات لهذه الحفلة المزمع قيامها و كانت تجربة ثرية و لكنها لم تستمر لنفس العقلية التبرعية التى حكمت تفكير المسئولين فى القناة حيث قدر لاكثر من اربعين فنان هم خلاصة الاقليم اجروا  عشرات البروفات لعشرات الايام و ما حصلوا عليه هو مبلغ 200 جنيه بواقع خمسة جنيهات لكل فنان و رغم هذه المهزلة و المهانة فلم تنفجر الفرقة بل ظللنا و لوقت غير قصير على علاقة طيبة .

للهجرة و عدم عودة فنانى السويس بعدها و اهمال الجهات المعنية للنشاط الفنى و الادبى بشكل عام لانشغالها فى عملية اعادة البناء  و قد انعكس ذلك على فناني السويس و خاصة بعد ظهور آلة الاورج التى قضت على فكرة الفرقة الموسيقية خاصة بظهور تكنولوجيا التسجيل التى جعلت إنتاج الأغانى أرخص و اسهل كثيرا مما فتح الباب على مصراعيه للهواة و

المواهب الضحلة و كل من يمتلك هذا الثمن البخس لإنتاج الأغنية لطرح أنفسهم على الساحة بقوة بإرادة أو دون إرادة الوسط الفنى فى مصر ، هذا غير دخول منتجى الانفتاح بأفكارهم التى كانت تسعى دائما إلى زيادة ثرواتهم دون النظر إلى نوعية ما يقدم من موسيقى و غناء و الذى كان و ما زال هدفهم الوحيد و قد اتاح المناخ العام لهم الدخول بيسر تحت مسمى الأغانى الشبابية أو الشعبية  و لم تستطيع كل نشاطات وزارة الثقافة من خلال الاوبرا و لا وزارة الاعلام من ليالى تليفزيون و أضواء مدينة  أن تواجه موجة القبح الفنى التى اجتاحت حياتنا بل انها تبنت هذه الاتجاهات فى كثير من الاحيان و الترويج لها .                                 

فلم يجد الفنانون المتبقون فى السويس إلا العزلة و الانسحاب من الصورة الا من قليل من المشاركات القليلة خلال العام و منهم من تمشى مع الموجة الجديدة طمعا فى الكسب السهل  و من تبقى ممن حافظوا على ولا ئهم للأصالة لا يسعهم تكوين حتى و لو فرقة صغيرة إضافة إلى أن مسالة جلوسهم معا بعد سنوات طويلة من الفردية المطلقة لأدائهم يحتاج الى إعادة تأهيل نفسى قبل التأهيل المهنى.

فعلى سبيل المثال لا يوجد عازف قانون واحد  فقد كان  الاستاذ محمد مختار  هو العازف المؤهل للعزف على القانون و التى تعتبر الته الاساسية و التى اشترك بالعزف عليها من 20 سنه مع فرقة ليالى السويس باجادة تامة تحت اشرافى المستمر و ايضا لا يوجد ايضا عازف او الة للتشيلو  و الذين يتمتعون بحد ادنى من الاداء  انفصلو تماما عن العمل العام و فضلوا احتكار السوق الفنى طبقا لمتطلبات العصر المادية.

وبعد ذلك جاءت الطامة الكبرىبظهور  ( الدى جى ) التى أنهت تماما على  فكرة الفرق الموسيقية  ( الكلاسيكية و الإلكترونية معا )

     فى ظل وجود قصر الثقافة الجديد بعد ترميمه و تجديده و توفير الميزانيات اللازمة لذلك نجد أننا أمام منظومة محيرة تطرح أسئلة هامة فى هذه المرحلة بما تتسم به من تغيير على مستوى الفكر السياسى و الاقتصادى و الاتجاه إلى توسعة مجال الاستثمار فى شتى المجالات و هذه الأسئلة و التى يجب أن تظل حية و فعالة فى تفكيرنا على الدوام هى:-

1.  ماهو قصر الثقافة؟ هل المبنى أم المبدعين الذين يمارسون الفنون و الأداب بكل فروعها داخل جدرانه؟

2.  متى نبدأ فى التفكير الفعلى للاستثمار فى البشر جنبا إلى جنب مع البناء و التشييد ؟

3.   ما هو الهدف الأساسي الذى بنى عليه وجود قصور الثقافة؟

و مما لاشك فيه أن الإجابة على هذه الأسئلة لن يختلف عليها أحد فقد

أقيمت هذه القصور للنهوض بالأداب و الفنون و توفير الأماكن و الإمكانيات

اللازمة لتجهيز و الاستثمار فى جيل بل أجيال من المبدعين المصريين فى كافة مجالات الفنون و الأداب.

و انطلاقا من أن ما يبقى هو الفن و أن حضارات الأمم تقاس بأدابها و فنونها التى تبقى بعد زوال كل ما هو مادى نجد أن الاختيار الأمثل لمشروعنا هو الاستثمار فى المبدعين و الفنانين المصريين فى مختلف أرجاء القطر بوجه عام. بأن تبادر الهيئة العامة لقصور الثقافة بتطوير عصرى و عملى ذو جدوى فنية و اقتصادية و ذلك بتبنى تجربة ستحتاج جهد و تكاليف ليس بالكبيرة  حينما تقاس بنتاجها المستقبلى و قدرتها على إخراج الكوادر اللازمة للاستمرار فى الترقى و التقدم هذه الكوادر  من مدربين و موسيقين و مبدعين هى ثمرة انتاج المشروع وهى أيضا النواة التى يبنى عليها تواصل الأجيال و استمرار الإبداع الفنى و الأدبى فى مصر.

و يمكن التنسيق مع النقابة فى السويس و التى أمثلها و كذلك الشباب و الرياضة  التى بدأت التحضير لنشاط من خلالها  و وزارة التربية و التعليم  ( التى يتجمع داخلها الامكانيات الاساسية من مدرسين موسيقى  و مواهب و كذلك الات موسيقية فى مخازنها ) فى المساهمة فى هذا المشروع كلا بامكانياته

و من الجدير بالذكر أن انفراد الهيئة و حدها بهذا المشروع فكرا و سياسة و تنفيذا يعتبر شرطا اساسيا لنجاحه.

إنشاء حلقات أو فصول تدريبية للموسيقى و الغناء

تخريج و انتقاء العناصر الاساسية الصالحة لتكوين فرقة موسيقية فاعلة بالسويس و ذلك من خلال الفصول التدريبية

قيام الفرقة بعد تكوينها بإنتاج فنى متواصل من موسيقى و غناء و دراما موسيقية و غنائية  يعرض بقصر الثقافة و المنتديات الفنية المتاحة

إقامة استوديو بقصر الثقافةبالسويس حيث سيخدم هذا الاستوديو كل موسيقيين سيناء و القناة و البحر الاحمر و الشرقية و سيوفر عليهم المصاريف الكبيرة فى القاهرة و كذلك سيكونوا المسؤلين فنيا و تقنيا عن الاستوديو موفرين لكل الاحتياجات الفنية المحلية من اصوات و الات و فرصة لبروفات اكثر  و كنت قد عرضت فكرة الاستوديو على مسؤلى القناة الرابعة بعد دراسة جدوى ارى انها اليوم اكثر فائدة حيث انخفضت تكاليف بناء الاستوديوهات الى نسبة كبيرة جدا .

1. توفير أماكن التدريب و هو قصر الثقافة الجديد الذى كان حلم مبدعى السويس على مدى سنوات طويلة  حيث يجب اعداده بمستوى الكترونى وفنى يخدم عملية التدريب و التى ستستغرق و قت و جهد كبيرين حيث يقوم كوادر من المدربين بتقوية من يحتاجو  للتدريب , و سيتم ذلك بعقد مقابلات مع من يرغب فى ذلك من كل الاجيال   و الانتهاء الى خريطة الية اقرب ما يمكن من المتاح من الامكانيات التى ستوفرها الهيئة  و ايضا تحقق الحد الادنى لتكوين هذه الفرقة .

2. تدريب الناشئين : و سيكون التدريب  لناشئين سيعطى لهم الاهتمام المناسب غير الموسيقيين المتمرسين  و سيقوم المدرب باعادة تاهيلهم مع مراعاة ان العناص جديدة .

3. فتح مجال التدريب الخاص حيث يقوم المدربين بتدريس الكورسات المتتابعة المدفوعة الاجر و التى ستوفر عائداتها جزء من أجور المدربين

4. اختبارات التأهل و اختيار العناصر المتفوقة لتكون دعامة الفرقة الموسيقية الجديدة .

5. إنشاء الخطط اللازمة للانتاج الفنى الذى تقدمه الفرقة و متابعة تنفيذه و إخراج  .

- الموارد المالية التى توفرها الهيئة وكذلك الموارد العينية  مثل الآلات الموسيقية.

يجب النظر إلى هذا المشروع بمفهوم و فكر جديد فى التمويل فالمشروع يتطلب مدربين اكاديمين و ذوى خبرة لإخراج جيل من الموسيقين و الفنانين و ليس من المنطقى التعامل بفكر العمل العام الغير مستحق  الأجر و الذى كان مفهوما سائدا فى السنوات السابقة و كان من أهم الأسباب التى جعلت العناصر الواعدة تنزح الى العاصمة تاركة الاقاليم بلا خبرات فنية واعدة تستطيع أن تتواصل مع الجيال الحالية و القادمة من اجل الاستمرار فى تقديم كل ما هو جيد و أصيل  و هؤلاء النازحين إلى القاهرة و غيرها يعملون فى الكاباريهات و خلف الراقصات من أجل توفير تكاليف حياتهم اللازمة و الضرورية و هذا النزيف يجب ان يعمل الجميع على ايقافه لان الفنان المعتنى به بين اهله يسلك سلوكا سوى بعكس وضعه عندما ينضم لقطعان يفقد بينهم اشياء هامة تعلمها بين اهله) 

و الفريق الاخر يجب أن يرصد له ميزانية مناسبة حتى يرتبطوا بالمشروع لانه ليس هناك اى وسيلة لضم هذا الفريق الاكثر جودة الا بمراعاة الجانب المادى ( مع ملاحظة ان هذه الكوادر صنعت نفسها بجهدها الذاتى و لم تساهم الهيئة فى كل عصورها فى تقديم اي عون فنى او حتى محاولة جادة للاستعانة بهم  لان عقيدة الهيئة القديمة فى هذا المجال منذ انشاءها هو العمل بلا مقابل استنادا الى اعتبار ان هؤلاء الفنانون هواة و رغم تغير الظروف و تقدم المهنة كثيرا فما زالت الهيئة متمسكة بنفس مفهوم العمل التبرعى الا من مقابل زهيد جدا لا يصل فى معظم الاحيان الى اصحابه او بعض الاستثناءات التى يرصد لها مبالغ و ذلك عندما تستعين الهيئة بعناصر تتمتع بشهرة و تفرض فى هذه الحالة شروطها المادية .

- التوجه النشط من جميع الاطراف للاستعانة برجال الاعمال فى مساندة المشروع كشكل حديث يقوم به رجال الاعمال كرعاة لمثل هذه المشاريع الطموحة و ساقية الصاوى مثال واضح على ذلك مع فارق الاهداف حيث يمول رجال الاعمال النشاطات التى تهتم بالعروض فقط واما المشروع الذى نتبناه فهو انتاجى على المستوى التقنى و التعليمى و الابداعى و نقترح فى مرحلة متقدمة ان و لذا يجب الاعتماد على تفهم الهيئة لهذا الوضع و توفير جزء كبير من التمويل المادى لهذا المشروع و الذى نراه ليس بالكثير

تقترح الهيئة مع القائمين على المشروع  استثمار ما تحقق من تطوير لعناصرها الفنية فى عروض تجارية بتذاكر دخول ( قد سبق ان نفذت هذه الفكرة فى عروض سينما ) و لطالما يذهب اهالى السويس من عشرات السنين لحضور عروض القاهرة المختلفة الثقافى منها و التجارى و فى هذا السياق و للتقدم الهائل للتكنولوجيا و الانخفاض المطرد لاسعارها نعتقد ان اقامة ستوديو بالقصر امر حيوى للغاية و غير مكلف  و سيكون الوحيد بالسويس و سيحقق مكاسب ممتازة يمكن ان تساند النشاطات الاخرى و  يحدث ذلك فى قصر الاسماعيلية بشكل شخصى لا تستفيد منها الهيئة و لكننا نرى ان يصبح باكورة استوديوهات الهيئة ولن يتكلف الكثير ابدا و مباشرتى له سيجعل كثير من موسيقيين خط القناة يحضر الى السويس للتسجيل بل و من البلاد الاخرى  و سيعد سبق للهيئة بدلا ان يسبقها له احد او جهة ما .

- عوائد التدريب المدفوع الأجر : حيث يخصص جزء من موارد التدريب الخاص للصرف على المشروع 

ستوفر الموارد المتوفرة من اجور الكورسات المقترحة و التى سيقوم اكثر من مدرب بالتدريس  ( مدرب تشيلو و مدرب قانون و مدرب ناى و مدرب كمان و مدرب عود )  و الجزء المتبقى تتحمله الهيئة   و لن  تتحمل الهيئة اى تكاليف اخرى فيما يخص الغناء الفردى او الكورال الا آلة بيانو و اجور الحفلات و الشرائح المتاحة  و كان من الهام عند بداية بناء القصر الجديد ان تطرح هذه القضايا و ان يسير بناء المبنى مع بناء كيان موسيقى  مستقل لا يتاثر بتغيير المسؤلين فى القصر هذا هو بيت القصيد فى مواجهة

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل