المحتوى الرئيسى

«رعد الشمال».. ريشة الملك سالمان التي يرسم بها شرق أوسط «سعودي الهوى»

03/10 19:32

استراتيجية عسكرية جديدة تنتهجها المملكة العربية السعودية، بزعامة الملك سلمانef="/tags/86322-%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2">سلمان بن عبد العزيز، الذي يبدو أنه يحمل في جعبته أفكارًا جديدة لرسم سياسات جديدة للمملكة، خاصة بعد الاضطرابات التي أصابت علاقتها بدول عربية وغربية، الأمر الذي تطلب مراجعة جادة من خادم الحرمين الشريفين لعلاقته بدول الجوار، فشمّر عن ذراعيه، ولم يدخر وقتا منذ اعتلائه كرسي الحكم، وشرع في إعادة ترتيب أوراق اللعبة، فضلا عن هيكلة الجهاز الإدراي للمملكة، الذي أصابته هزة انتقال السلطة من الملك الراحل عبد الله إلى أخيه الأصغر، والذي جاء بنجله وزيرا للدفاع، ونائبا لرئيس الوزراء، ما يعكس مدى حرصه على أهمية رسم استراتيجية جديدة مع الدول المختلفة، سياسية كانت أو عسكرية.

اليوم هو الأخير في مناورة "رعد الشمال"، تلك المناورة عسكرية الضخمة التي تزعمتها المملكة العربية السعودية، بمشاركة 300 ألف جندي من 14 دولة عربية و6 دول إسلامية من قارتي آسيا وإفريقيا، تم خلالها التدريب على قوات برية وبحرية بهدف رفع جاهزيتها على طرق الحشد والتنقل والتنظيم بين حدود الدول، والدول  المشاركة هى: "مصر والإمارات والأردن والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتونس وجزر القمر وجيبوتي وسلطنة عمان وقطر وماليزيا وموريتانيا وموريشيوس، إلى جانب قوات درع الجزيرة".

«رعد الشمال» والحرب في اليمن

هل هناك ثمة علاقة بين إعلان الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، التصالح مع السعودية، وبين تنفيذ المناورة العسكرية "رعد الشمال"؟

على الرغم من الصراع، المعلن، بين الجيش السعودي وقوات صالح في اليمن، إلا أن تنفيذ مناورة كهذه، ونجاح المملكة في حشد جيوش دول عربية عديدة على مرمى حجر من اليمن، دفعه لإعلان مفاجئ عبر حزبه المؤتمر اليمني، الذي أصدر بيانا، أمس الأربعاء، أكد فيه أن الرئيس السابق والحزب مع السلام الشامل والكامل في اليمن، وأنه يقف مع أي جهد يبذل لإيقاف  الحرب وإيقاف كل أنواع الاقتتال الداخلي في كل ربوع الوطن، بما في ذلك إيقاف الأعمال العسكرية على الحدود المشتركة بين اليمن والسعودية، حيث وصف صالح للمرة الأولى السعودية بالبلد الشقيق، وطالب الرياض بوقف الحرب وقطع الطريق على المنتفعين وأصحاب المصالح، فضلا عن زيارة وفد من جماعة الحوثي الموالية لإيران؛ لعقد مصالحة مع السعودية، تمهيدًا لوقف شامل للحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام.

المناورة.. أهدافها ورسائلها وأهميتها لمصر

من جانبه أوضح الخبير العسكري اللواء عبد المنعم كاطو، أن المناورات العسكرية بوجه عام تهدف إلى اكتساب الخبرات في المجال وتبادل المعلومات بين الدول وبعضها، واختبار كفاءة الجيش في الانتقال من دولته إلى مكان التدريب، فهى تدريبات مشتركة لها فائدة تعم بشكل خاص على الجيش، وبشكل عام على الدولة ككل.

وأضاف كاطو في تصريحات لـ"اليوم الجديد" أن مناورة "رعد الشمال" ليست جديدة على مصر، حيث إن الجيش المصري تعود على الاشتراك في عدة تدريبات عسكرية مع دول كثيرة، سواء عربية أو أوروبية، آخرها المناورة العسكرية مع فرنسا.

وأكد الخبير العسكري أن اشتراك مصر في هذه المناورة تحديدا يعطي رسالة لدول الخليج بأننا نساندهم ونقف إلى جوارهم، سلما وحربا، قائلا: "مقولة السيسي "فركة كعب" تؤكد على ذلك.. وتؤكد على أننا قادرين للانتقال إلى مكان التهديد لحماية الدولة المهددة بكل سهولة".

وعن إجراءات اشتراك مصر في المناورات العسكرية مع دول أخرى، قال: "المناورة تتطلب تنسيق بين الأطراف المشتركة خاصة العربية استنادا لمعاهدة الدفاع المشترك، والتي تنص على أن أي اعتداء على دولة عربية هو اعتداء على باقي الدول"، وتابع:" في الواقع لا يوجد ميثاق عربي إسلامي للدفاع المشترك حتى الآن وتكوينه أمر صعب، لذا فإن المناورات تعتمد على التنسيق المشترك فقط".

وحدّد كاطو معايير اشتراك الجيش المصري في مناورة عسكرية مع دولة معينة دون غيرها، أولها أن تكون دولة متقدمة عسكرية، تضيف إلى خبرات الجيش المصري، مثل مناورة "النجم الساطع" التي اشتركت فيها مصر مع أمريكا، وكذلك مناورات مع دول أخرى مثل فرنسا، واليونان لتأمين حوض البحر المتوسط، وثانيها أن تكون دولة صديقة، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يشترك الجيش المصري في مناورة عسكرية مع تركيا أو إيران أو إسرائيل.

وعن ما إذا كان للمناورة دور في رضوخ الرئيس اليمني السابق، ومبادرته للصح مع السعودية قال: "نعم كان لها دور خاصة وأن الحوثيين أصابهم الضعف والإرهاق، ولم تعد هناك امدادات لهم، والصلح خطوة جيدة ستسعى المملكة لاستغلالها لإنهاء الأزمة"، مختتما: "الملك سلمان يسير على استراتيجية المملكة وينفذها ولكن بأسلوب خاص والخلافات ليست جوهرية بينه وبين الراحل عبد الله".

في سياق متصل أكد الخبير العسكري، اللواء حسن الزيات، أن دعوة المملكة العربية السعودية لتنظيم هذه المناورة يأتي بدافع الزعامة بين الدول في المنطقة بجانب إيران ومصر، في رسالة منها إلى دول الإقليم بأنها قادرة على حشد الجيوش، بمشاركة الدول العربية والإسلامية، لافتا إلى أن قبول اليمن الصلح مع السعودية قد يكون نتيجة للمناورة وليس سببا لها، خاصة بعدما أثبتت القوات العربية تفوقها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل